صفحة الكاتب : ماء السماء الكندي

نقطتان بين الشاة.. و.. الشاه
ماء السماء الكندي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
بالامكان الخضوع لمتغيرات الواقع المحفوف بالشمولية ليعم التغيير المجتمع كــ كل لكن بصورة هرمية ابتداءاً من الحاكم وصولا الى الشعب اما في لعبة الشطرنج الامر مختلف جداً لان بناة هذه اللعبة استندوا الى واقع حقيقي ملموس ووضعوا كل المشاكل والحلول السريعة والخطط الستراتيجية كأن تكون دفاعية او هجومية مع وضع قانون لا يستثنى هو خسارة احد الطرفين ، لم يشترط وجود مصالحة او سلم بين المتخاصمين  الا ان الامر يقتضي على الاطاحة بحاشية الشاه ومن ثم قتله باي شخصية كانت.
تمتلئ هذه اللعبة بالتضحيات من اجل الشاه (الملك) كي لا يتعرض لمحاولة اغتيال من قبل المهاجمين.
تتلقى شخصيات اللعبة اوامر الشاه حصراً وهو مسؤول عن الخطط العسكرية التي جاءت بناءاً على خبرته الطويلة في امور العسكر والتخطيط المتقن لضرب اهداف العدو واستغلال نقاط ضعفه.
ان انهيار حصون الخصم يـُنسج تدريجياً بعد ان يـُقتل جميع الحراس ويبقى الملك يراوح بين مساحات ارضٍ يباب،لا يعلم الحراس لماذا يضحوّن بانفسهم من اجل الملك وهل حكمه دكتاتوري يهدف الى البقاء واستمداد الوقت لاستطالة سنين عمره، ام انه يستحق التضحية ليشملهم عطفه بدعم معنوي ليبدوّن رغبتهم بالتضحية .
بامكان الملك ان يصبح شاة بعد ان كان شاه حين ينفرد بعيداً عن حمايته ويصبح طريدة سهلة المنال يتمكن منها اي جندي (بيدق) كأن يقضي عليه برصاصة او رمح او سهم  او عبوة ناسفة ، حسب الزمن الذي يتعايش فيه هؤلاء (الشياه) الملوك، لاتمتلك اللعبة مآرب غير القتل كــ الجرح او الحاق عاهة مستديمة او بتر الاطراف او تأسير الشاه و الضغط عليه ليتنازل عن السلطة وينضمم الى حزب او تنظيم  يحد دون قتله، بل القضاء عليه لطمر اسمه وواقعه وحكومته.
لاتبقى ذكرى الشاه المقتول سامية في فضاءات اللعبة لان هناك شياه اخر تنتظر انتهاء الحرب لتخوض معارك جديدة ،الكل ينتظر بفارغ الصبر لان الزمن في اللعبة اثمن من كنوز الفراعنة،  يكسب الشاه الفائز فرصة حكم اخرى كما يكتسب عمراً جديداً وخبرة استمدها من تجربته السابقة.
العزوف عن القتال امراً مستحيل ، الكل واقف ينتظر اوامر تقتضي على تغيير مكانه ليتوغل بين صفوف الخصم ويطرح ما يريد من الاعداء ارضاً ساعياً الى خلخلة حصن الخصم حتى ينال جائزة الانتصار المنسبة الى الشاه حصراً .
الوجوه متشابهة والاحجام ثابتة بين الخصمين والكل صم بكم  يُحَرَك بأنامل خارجية لاتمت بصلة لهذه الرقعة التي تشهد صراع دموي ينزف على الصيد افكاراً خاطئة تسببت بمقتل جندي او وزير، لعل اشراك لاعب اخر في تنفيذ خطط تخدم مصلحة بقاء مجتمع احد الخصوم داخل اللعبة يؤدي الى تشتيت ذهن ما اتفق عليه اللاعب ليولد خسارة كبيرة تطيح بما بناه من تصورات وافكار جعلته وقتياً سيداً لنفسه وعلماً يرفرف في الافق يراه الناظر البعيد.
كي لايستهزء الشاه بحاشيته عليه ان يعمل على توجيه انظار الترحيب اليه كما يجدر به النظر بتمعن والتفكير بمن ايده في تسنم هذا المنصب ولا يعمل على تدمير دروعه ، ويعمل على احترام سيادتهم ومكانتهم لمواصلة الحياة بانتصارات كبيرة والتفرد بافكاره مع من يدور حوله والابتعاد عن اشراكه بآراء أخرى تعمل على زرع روح الاستبداد بداخله كي لا يتقافز الحراس مندفعين ليستريحوا تحت تراب الرقعة الشطرنيجة بلا هدف ومكسب ويبقى كالشاة تقطعها مخالب الافكار الدخلية الانقلابية التي جعلت منه صيداً سهلاً لاغتنام ما خلفه من جاه ونفوذ. 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


ماء السماء الكندي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/10/03



كتابة تعليق لموضوع : نقطتان بين الشاة.. و.. الشاه
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net