تمر علينا هذه الايام ذكرى عطرة هي استشهاد ابا الاحرار الحسين بن علي عليهما افضل الصلاة والسلام, هذا الرجل الذي اذهل العالم بتضحيته في سبيل العقيدة وفي سبيل اقامة العدل بين الناس, ولم ينتصر الحسين عليه السلام عسكرياً ولكنه انتصر بمبادئه وهدفه الذي استشهد من اجله, وقد جلب إليه أنظار العالم وخاصةً الذين يتوقون لإقامة العدل والانصاف في هذه الدنيا, وذهب اعداؤه ولم يبق لهم إلا الصيت السيء, وبقي عليه السلام رمزاً شامخاً وعلماً من اعلام الهدى والاصلاح, فقد اصبح عليه السلام رمزاً خالداً لأحرار العالم يضربون به المثل الاعلى في التضحية والفداء.
ذهب الحسين وبقيت روحه ترفرف فوق الاحرار والمظلومين وصوته المدوي وهو يقول : "والله لا اعطيكم بيدي اعطاء الذليل, ولا اقر لكم اقرار العبيد"
ثم قولته المشهورة "هيهات منا الذلة", ونحن في كل مناسبة نصيح بأعلى اصواتنا "هيهات منّا الذلة" ولكن داست علينا سنابك خيل الاعداء والمجرمين وتسلط علينا المنافقين ونحن بأيدينا جعلناهم اسياداً علينا وأصبحنا اذلاء أمامهم وهم مجرمون قتلة سرقوا مال الله ولقمة الفقير, وبقينا ننظر إليهم بلا حول ولا قوة, فحريٌّ بنا ان نجعل مقولة الحسين عليه السلام أمام اعيننا وان نأخذ حقنا منهم بقوة السيف والإرادة ولا نترك مجرماً منهم يهرب منّا أو يستعلي علينا, وحريٌّ بنا أن نسير على نهج الحسين الخالد ونرفع ذلك شعاراً وتطبيقاً.
لم يكن الحسين عليه السلام يطلب دنيا ولا جاه, فهو ابن بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وابن بطل الإسلام امير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام, ولا يحتاج الى الجاه والسلطة بقدر رغبته في اقامة العدل بين الناس وإعادة دين الله إلى الطريق الصحيح, فسلام عليك ابا الاحرار وعلى اهل بيتك الغر الميامين واصحابك المنتجبين وعلى اختك الطاهرة الزكية زينب, سلام عليك ابا الاحرار مابقيت وبقي الليل والنهار, وستبقى صرختك "هيهات منا الذلة" حتى قيام الساعة.