مفردة العار، من المفردات التي تحتل اهمية معنويةكبيرة، في الذهنية العامة، وربما في الذهنية الشرقية لاسيما العربية والاسلاميةمنها لها مجال اوسع، فالعار في معناه الواسع، هو كل مايجلب العيب والنقص لصاحبة، فهذه المفردة تلامس بشكل مباشر الضمير، وتجد مكانها في شغاف المنطقة الحساسة للاشخاص.
حوت مسيرة التأريخ خطابين، يتمحوران حول العار كمفردة توصف بالذل والمهانة والانحطاط.
الخطاب الأول جسده بشكل واضح "عمروبن العاص"، حينما باغته امير المؤمنين "عليه السلام" بهجمة مفاجئة، وضعه فيها عليه السلام في احرج لحظات اﻹختيار، بين خيارين"احلاهما مر"، بين الهيبة والضعة بين الثبات واﻹستسلام بين التسامي واﻹنحطاط، فما كان من الرجل الا ان يخلع ريشه، ويعلن عن سوءته، التي مثلت على مسار الدهر، عنوان للرذيلة والجبن، ومثلت رمزا حيا للمنهزمين تجار الكلمة والخديعة وعباد المنصب، ورحم الله شاعرنا "مظفر النواب، على وصفه المعبر ، حين قال: "ومازالت عورة عمر بن العاص تقبح وجه التأريخ".
الخطاب الاخر، كان يتشابه مع الخطاب اﻹول في لحظة اﻹختيار الحرجة، وقد مثل هذا الخطاب اﻹمام الحسين عليه السلام، فقد خير بين الموت والعار،فأجاب بشكل صريح،رغم صعوبة الخيارين، حيث قال:" الموت اولى من ركوب العار"، ثم قال في موضع اخر"الا وأن الدعي وإبن الدعي قد ركز بين اثنتين، بين السلة والذلة، وهيهات منا الذلة" ، اختيار ينم بشكل واضح عن عظم النفوس، ويكشف للتأريخ الفرق الكبير بين ان تكون علويا وأن تكون أمويا.
لحظات اﻹختيار الحاسمة، هي من تكشف معدن الرجال، وقضايا اﻹمة المفصلية، هي من تحدد من هم المصلحين، وتبقى عبقات النفوس اﻹبية تعطر انفاس التأريخ، وقضاياه المركزية منهل ثر للطالبين. |