لم أستغرب من مقال الأخ الطبيب مسلم بديري وهو يتهمني بالسرقة لاحد قصص الكاتب زكريا ثامر على الاطلاق ، لأنني ادرك تماما الوضع النفسي الذي يعيشه البعض من العراقيين الذين يحلمون كثيرا ان يكونوا بحجم ذلك الاديب أو ذاك المبدع ، وبالتأكيد الاحلام لا تتحقق فهي تحتاج الى سنوات من الجد والوعي والخيال وقراءة الواقع قراءة اخرى مغايرة ، ومقال الأخ الطبيب جاء للاسباب التالية :
اولا : ارسل لي الاخ نصا مسرحيا من اجل ان اقرأه ، واعطيه ملاحظات على نصه ولكنه لم يفتح في حاسبتي وتأخرت عليه ، واعتذر لذلك اشد الاعتذار ، وقد فسره كما يبدو انه غرور مني وعدم تواضع امام كاتب مبتديء يريد الاصغاء لملاحظات كاتب مسرحي يعرف مستواه جيدا .
ثانيا : حاول الدخول معي على الفيسبوك لكي يتحدث معي لعشرات المرات ولكنني لا أملك الوقت للدردشة ، ولا أميل كثيرا للحوار على الماسنجر او الفيسبوك لان وقتي لا يسمح لي بذلك . وايضا اعتذر لذلك .
ثالثا : تأتي جملة ( خالف تعرف ) للاخ الطبيب لكي يشتهر من خلال التشهير واتهام كاتب مسرحي عرفته الاوساط الأدبية العربية قبل العراقية ، وعرضت نصوصه المسرحية في سوريا ومصر والمغرب والجزائر والكويت واليمن والاردن وقطر وتونس وووووووو ، ولمجموعة كبيرة من المخرجين العرب في مهرجانات مسرحية معروفة ، وأخذت نصوصه المسرحية كعينات في رسائل الماجستير والدكتوراه من منتصف عام والى 1995 والى الان وما على القارئ الكريم سوى البحث في ( الكوكل ) ليجد ذلك بسهولة .
رابعا : مسألة جدا طبيعية ولا اهتم لها ابدا ان يقوم ( احدهم ) بالكتابة على القامات الأدبية في العراق ، فقد عرف العراق بالطارد لمبدعيه ، وما عليه سوى ان يغادر الوطن حتى يصبح ( اعظم كاتب ) ، وللأسف انجر الاخ الطبيب مسلم الى مثل هذه المهاترات التي هي ابعد ما تكون عن الحقيقة ، وانت مازلت طالبا في كلية الطب ، فلا تغرق نفسك في مراهقات ادبية هنا وهناك فهي ضدك تماما ولن تضيف لك شيئا على الاطلاق .
أود ان أوضح امرا اعتقده مهما ، وهي انني لم أقرأ لزكريا تامر طيلة حياتي الادبية ، ولا اعرف لماذا حقيقة ، بالرغم من انه قاص كبير ، ربما لأنني اميل كثيرا لقراءة النص المسرحي الذي هو مشروع عمري ، اضافة الى الدراسات والتنظيرات المعنية بالمشهد المسرحي عموما عرضا وتأليفا . أما تفسيرات الطبيب العزيز فكلها فبركات ومراوغات لإيهام القارئ للأسف الشديد ، فموضوعة الانتظار ليست بجديدة على الادب العالمي والعربي والعراقي ، منذ صاموئيل بكيت في ( بانتظار غودو ) وسواها من الاعمال المعروفة ، أما مسرحيتي ( عودة الرجل الذي لم يغب ) فقد كتبت في عام 1998 وليس عام 2005 كما يشير طبيبنا ، وهو نص عرف قبل ان انشره في تلك الحقبة المظلمة ، واللعبة في هذا النص هي لعبة ( الزمن ) وليس كما يعتقد صديقنا الواهم ، فالزوجة تعتقد انه غاب لعشرين عاما منذ ليلة الزفاف عندما طارده رجال الامن في عصر المقبور صدام ، ولكنه بؤكد لها انه غاب لليلة واحده ، اكرر ( ليلة واحده ) قضاها في ( قن الدجاج ) والدليل انه عاد من ( سلم البيت ) كما يشير النص ، واخذ يتصرف وكأنه دجاجة ، وهي اشارة واضحة للرجولة الغائبة في زمن صدام ، لا يعنيني كم غاب الرجل من السنوات او الاشهر والايام بقدر ما يعنيني ( الرجولة التي فقدها اغلب العراقيين ) في عصر الدكتاتورية ، ليس هناك غياب ابدا ، الرجل لم يغب ! هل تفهم ؟ لم يغب ، انها مزيج من الخوف والرعب الذي عاشه الانسان في منظومة القمع الصدامي ، النص المسرحي عندي لا يعترف بالمقاسات والاشتراطات والحكايات و( السوالف ) كما يعتقد ( طبيبنا ) النص عندي شيء آخر ، اكتب خارج التصورات لعالم اتخيله او اتصوره هكذا ، الواقع عندي هو الحلم والماوراء ، لا اهتم باليوميات بل احاول ان اجعل منها عالما من الغرابة ، وماهو متوقع عندي غير متوقع ، وهذا ما اراد النص طرحه لما فيه من استفزاز لمؤسسة السلطة انذاك ، اي قصة واي زكريا تامر ؟؟؟؟؟؟؟؟؟ واي مهزلة هذه ؟ لقد اضحكتني كثيرا أيها الطبيب العزيز يا أخي مسلم في تفسيراتك المنفعلة ، ولا استغربها في عصر الاتهامات والتشويهات والحديث المؤلم عن مبدعي العراقي الذين راح العرب يحتفون بهم اروع ما يكون الاحتفاء ، وهل مثلي من يحتاج الى ( سرقة ) نص مسرحي وما عندي من مشاريع لم تنجز بعد تحتاج الى سنوات وسنوات لكي تظهر وترى النور ، لم لا أنجز ما عندي من افكار هي جديدة كما كتب عنها الاغلب من نقاد المسرح العراقي والعربي حتى التجيء الى قصص زكريا تامر الذي لم اقرأ له حرفا واحدا ، وأقسم بكل مقداساتي على ذلك ،
شكرا لكل اتهاماتك واساءآتك لي ايها العزيز ، وادعوك – محبا - للاهتمام بدراستك الجامعية في مجال الطب فهي الاجدر بذلك ، فبدايتك في مجال الادب تتناقض مع القيم العليا التي يطرحها المسرح بشكل خاص ، فكيف تطرح الصدق على المتلقي وانت لا تملكه .
وشكرا لكل التعليقات الجميلة من اصدقائي المقربين الذين يجالسونني في مقهى الادباء ، والذين يحبونني كثيرا كما يبدو من تعليقاتهم المليئة بالحب والجمال والسمو و ( الغيرة ) من حاصد الجوائز العربية والعراقية . والحمد لله انني لا أملك من قوت الدنيا سوى ( شقة بائسة ) لا تصلح لسكن الحيوانات ، فلو كنت املك ( فيلا ) لهدروا دمي وقتلوني شره قتلة باتهاماتهم ، والأكاذيب التي سطروها في تعليقاتهم ، وسنلتقي عند رب رحيم وعادل ونقف عنده ليحكم بيننا .
تستكثر شقة على ( علي عبد النبي الزيدي) سبحان الله ( شقة ) هي أشبه بالزريبة في وطن البترول والفيلل والدبل فاليوم وووو ، تستكثر شقة في الاسكان الصناعي على مبدع ( عربي ) في حين يعيش النكرات داخل الوطن في قصور وبمساحات 1000 متر . ما أحزنني والله .
لقد قدمت استقالتي من قناة العراقية ( الحكومية ) لانها اساءت لي في عصر المقبور حبيب الصدر بالتعاون مع المجلس الاعلى متمثلا بالمحافظ السابق عزيز كاظم علوان ، والاستقالة موجودة في مكتب العراقية في الناصرية وبخط يدي ، لانني لا اتشرف بالعمل في قناة تشبه تلفزيون الشباب ووزارة الاعلام المقبورة ، ومواقفي يعرفها القاصي والداني ، فمن اجلك ومن اجل ابناء وطني تعرضت للتهديدات من قبل اعوان المحافظ ، من اجلكم لانني قلت ان الخدمات التي تقدم في غاية السوء ، اعرض نفسي وعائلتي للخطر من اجلك وغيرك وتقابلني بالاتهامات .. سامحك الله ، ماذا يحدث لهذا العالم ياربي ؟؟؟؟؟؟؟
اسألك اخي العزيز مسلم هل وضعك النفسي ( مرتاح ) الان ، عندما افرغت جام غضبك عليّ ، لالذنب سوى انني لم أقرأ نصك المسرحي الذي ارسلته لي او لم اتحدث معك على الفيسبوك ؟ هل انت ( مرتاح ) يا صديقي ؟ ، اذا كنت كذلك فما فرقك عن الارهابيين الذين يقتلون الناس لمجرد فكرة في رؤوسهم المريضة ، ويسفكون دماء الابرياء ؟ ما فرقك ؟ لا اعتقد ان هناك فرقا على الاطلاق ، فالقتل واحد كما ارى .
يا حبيبي .. حب الناس اسمى ما يكون ، وليكن قلبك الجميل على درجة كبيرة من الطاهرة حتى لا تغزوك الاحقاد والكراهية فهي تشغل النفس وتمرض العقل وتميت الحب .
|