كان البرنامج الساخر (البشير شو) يتميز بفكره العلماني!! حيث لا خطوط حمراء!! واشاعته للايحاءات الجنسية بطريقة ساخرة وباساليب مختلفة تجاوز بها الأدبيات والتقاليد والأعراف في مجتمعنا العراقي، محاولا تقليد البرامج الغربية، وكان يُدّعى له بأن أهم ما يميزه هو عدم تمييزه المذهبي.
عرض البرنامج الساخر مقطعا مرئيا لسماحة السيد صباح شبر لا يتجاوز الدقيقة وهو يبيّن بإجمال وباختصار ما يتعلق بمسألة رضاعة الطفل، ومرة ثانية عرض مقطعا آخرا للسيد صباح شبر لمسألة حدود جواز الاستفادة من البقر بعد موته، وهي مسألة نظرية حالها حال المسائل النظرية الاخرى التي تناقش في الفقه.
السيد صباح شبر من علماء الشيعة في الكويت من اصول عراقية من عائلة معروفة جمعت بين العلم والأدب، درس في النجف الاشرف وكربلاء المقدسة، ومارس التدريس للعلوم الدينية لسنوات عديدة، واشتهر برنامجه الذي يُبث عبر فضائية المعارف ولاقى اقبالا كبيرا لما يتميز به من عرض الأحكام الشرعية بلغة بسيطة واسلوب سلس يفهمه الكبير والصغير وباختلاف المستويات الثقافية والعلمية.
استعمل سماحة السيد صباح شبر حفظه الله تلك الكلمات في مقام بيان حكم قانوني شرعي بشكل شفاف والمطلوب منه الدقة التامة، كما هو حال الطبيب حينما ينصح المرضى او يشرح لطلابه!
فلماذا يُقبل من الطبيب استعمال تلك الكلمات واخواتها ولا يُقبل من رجل الدين اذا وضّح حكما قانونيا شرعيا؟
لا نريد ان نسأل المقدم وكادر البرنامج لماذا لم يعرضوا تسجيلات بعض علماء العامة حينما يقرأون رواية القردة الزانية او يشرحون رواية رضاعة الكبير ويفتون بها، انما نقول:
كان برنامجكم سياسيا، ينتقد الساسة وينتقد الوضع الخدمي المأساوي في العراق، وينتقد بعض الرجال المتلبسين بزي الدين ممن لا شغل لهم سوى التمييز المذهبي، وينتقد من شاء من الاعلاميين او الدجالين، فلماذا أقحمتم أنفسكم في مسائل الحلال والحرام التي هي ليست من شأنكم ولا تحيطون بها علما ولا معرفة ومسستم بمشاعر الكثير من الناس.
هل هذا هو الاعلام الحر؟ هل هذه هي المهنية الاعلامية؟
حريّ بكم ان تنتقدوا انفسكم اولا حينما تعرضون في البرنامج تلك الإيحاءات الفاسدة بمختلف الاساليب التي تستعملونها.
اشير في الختام إلى المادة 372 رقم 111 من قانون العقوبات لسنة 1969م المعدل سنة 1995م:
1- يعاقب بالحبس مدة لا تزيد على ثلاث سنوات:
ا- من اعتدى باحدى طرق العلانية على معتقد لاحدى الطوائف الدينية او حقر من شعائرها.
ب- من تعمد التشويش على اقامة شعائر طائفة دينية او على حفل او اجتماع ديني او تعمد منع او تعطيل اقامة شيء من ذلك.
ج- من خرب او اتلف او شوه او دنس بناء معدا لاقامة شعائر طائفة دينية او رمزا او شيئا اخر له حرمة دينية.
د- من طبع او نشر كتابا مقدسا عند طائفة دينية اذا حرف نصه عمدا تحريفا يغير من معناه او اذا استخف بحكم من احكامه او شيء من تعاليمه.
هـ- من اهان علنا رمزا او شخصا هو موضع تقديس او تمجيد او احترام لدى طائفة دينية.
و- من قلد علنا نسكا او حفلا دينيا بقصد السخرية منه. |