لقد تَواتَرَ في أهل الإسلام قاطبةً، وبشرط "البخاري ومسلم" أنَّ رسولَ الله(ص) كان يُحِبُّ فاطمة حُبَّاً لم تَرَهُ العربُ مِن قبل، ثُمَّ يقول: "فاطمة ثمرَةُ فؤادي، ومهجَةُ قلبي، ورُوحِي التي بين جنبيّ،
وبَعلُهَا نورُ بصري،
والأئمّةُ مِن وُلدِها أمنَاءُ ربّي،
مَن اعتصمَ بها نجا، ومَن تخلَّف عنها هوى"،
ولقد تَواتَر بالشَّرطين أنَّ أبا بَكرٍ وعُمَر ظَلَمَاهَا، وتنكَّرا لها، وأسخطاها، وما حفظا رسولَ اللهِ فيها،
فماتت حين ماتَت "شهيدةً" مظلومةً، وهي غاضبةٌ عليهما،
مُتَنَكِّرَةٌ لهُمَا،
وما بين جِفنَيْهَا، كَشفُ الدَّار،
وصهيلُ النَّار،
وهَجمَةُ عُمَر،
ولطمَةُ قنفذ،
وسقطةُ محسن،
ونحيبُ زينب،
وصرخةُ الحسنين،
ووثبةُ علي بن أبي طالب،
بين قومٍ كُلّما ذُكِّرُوا برسولِ الله قالوا: لقد مات محمَّد.!! ولن تقبل قريشٌ باجتماع النُّبوَّة والإمامة عليكم..
رغم أنَّ "أكُفَّهُم" ما زَالت حارَّةً مِن "بيعتِهم العَلَنِيَّة" لعلي بن أبي طالب "يوم الغدير"، بَأمرٍ مِن رسولِ الله الذي فَعَلَ ما فعل بأمرٍ حاسمٍ مِن السَّماء بحدِّ قول الله" ((يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ))..
فَبَلَّغ... إلاَّ أنَّ القومَ انتظروا "منيَّتَه"، فلمَّا التَحَقَ بالرَّفيق الأعلى، كشَفُوا دَارَهُ، وخانوا عترتَهُ المُطَهَّرة، وتمرَّدُوا على السَّماء، فحقَّ عليهم قولُ الله: ((وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ، أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ))..
- إيهِ واللهِ.. لقد انقلبُوا على أعقابهم "القهقرى".. وخانُوا اللهَ ورسولَهُ بثاني الثقلين،،، فمَا اهتدوا.. لأنَّ "شرطَ الهداية" -بعد القرآن- مودَّتُهُم بتمام عُهْدَةِ اللهِ مِن "ولايتهم" عليهم السَّلام.. |