أمر محير جدا, شعائري لا تقطع الرؤوس, بل إنها تقارب النفوس, كيف ما كانت, وبأي لون انطلقت, فهي لا تعارض أصول الدين ولا فروعه, فعلى ما هذا النعيق.
قياسا مع الأديان الأخرى.
فلا أعتقد إن تباكي حقوق الإنسان يعني شيئا, بالنسبة لما يقوم به اليهود من مجازر.
نحن نؤذي أنفسنا إن ترونها أذية, بينما الآخر يؤذي غيره ونفسه, أين هذا النعيق من بورما؟ و أين هو من الذي يفعله المسيح في مسلمي البلدان الأخرى؟ أليس في الأمر ريبة بعض الشيء؟ ولكن حقوق الإنسان تريد تقييد حق الإنسان الإنسان.
إما بالنسبة لنفس مذاهب الدين الإسلامي, فهوينا بنا أيها الإخوة, وكلنا يعلم إننا لم نخرق الأصول, ولم نتعدى حد المعقول, فلم ولن نقطع رؤوس المعارضين لفكرنا, بكائكم هذا لأجل الدين؟ وكلنا يعلم إن الحجامة دواء أوصى به رسول ديننا, أم لغاية باتت مفضوحة, وقميص عثمان تحملوه بغضا لعلي, وهل ما تبتدعون من قطع الرؤوس بأهون عند العلي من التطبير؟!
ما بال من ساند هذا الإعلام المغرض, أو لم يعلموا إن لدينا إمام غائب, وحسبهم حديث الثقلين المشهور باسانيده: القرآن الكريم والعترة النبوية المطهرة, فهل من العقل أن ترضى العترة ببدعة في دينه تعالى؟ إن من يروج لهذا فهو بعيد كل البعد عن حقيقة وجود الإمام, فهو الراعي لدين جده, كيف يقف مكتوفا وان كان غائبا من هذا؟ فلننتبه لما يريده الآخر, فما لم يعارض الدين فقهيا مباح, والمباح لا يحرم ولا يجبر عليه.
إنما تلك المظاهر ترهب أعداء المشروع السماوي, وترهب أعداء الحرية, لأنها تذكرهم بفارس لم يمت فكره, ولن يهاب الموت أنصاره, فهيهات منا الذلة تصدح في منازلهم, والثورة ضد قاطعي الرؤوس تقض مضاجعهم, فكأنها تقول لا نعطيكم بأيدينا أعطاء الذليل, فحرابكم التي تحز رؤوسنا بجبن, ليست بأهون من حرابنا التي نطبر بها هاماتنا بشجاعة, فاسعوا سعيكم وناصبوا جهدكم, كلمة يقولها لكم صغارنا قبل الكبار.