المعروف جيدا في كل الحروب وفي كل التاريخ ان الضابط لا يتحرك من موقعه في الحرب مهما كانت الظروف الا بأمر وان قوة الجنود من قوة الضابط وثبات الجنود من ثبات الضباط
فهروب الضباط جريمة كبرى وخيانة عظمى لا تضاهيها جريمة ولا خيانة اخرى بل هروب الضابط عار لا مثيل له
الا ان المؤسف والمحزن ان الكثير من ضباط الجيش وخاصة الضباط الكبار كانوا اول الهاربين والمتخاذلين حيث تخلوا وتركوا جنودهم لا يعرفون ماذا يفعلون ومع ذلك نرى هؤلاء الجنود اثبتوا بشرف وقدموا ارواحهم فداء للارض والعرض والمقدسات
وهذا ما حدث في الموصل وكركوك وصلاح الدين والصقلاوية والسجر ومناطق اخرى ومن المؤكد سيحدث في مناطق اخرى اذا الحكومة استمرت لا ترى ولاتسمع او كما يقول المثل المعروف اذن من طين واذن من عجين
والغريب في الامر لم توجه اي تهمة بل لم يوجه اي سوال لهؤلاء الضباط بل ان هؤلاء الجبناء الخونة كرموا حيث منحوا قطع اراض في وسط بغداد رغم انهم يملكون العشرات بل المئات من القطع الاراضي والعشرات من العقارات المختلفة
المعروف في كل العالم الحكومة تمنح قطع اراض للذين لا يملكون ارض اي الذين لا يملكون مالا لشراء قطعة ارض الا ان حكومتنا الوطنية جدا تكرم الحرامية الذين سرقوا مئات القطع ومئات العقارات ومئات الملايين من الدولارات في حين لا تسأل عن الشرفاء واهل الصدق الذين لا يجدون ماوى ولا طعام كل هدفهم لقمة حلال لا يجدوها الا اذا اصبحوا في خدمة هؤلاء اللصوص والحرامية
نعود الى هروب الضباط والتخلي عن جنودهم وتركهم لقمة سائغة بين انياب المجموعات الارهابية والصدامية داعش القاعدة الوهابية ثوار العشائر اي كلاب صدام
لا شك لهذه الحالة اسبابها فمن اهم اسبابها
انتشار الفساد المالي والاداري بشكل لا يصدقه عاقل فكل شي يباع ويشترى وبشكل علني المناصب النفوذ الاجازات وحسب الطلب كل شهر كل سنة كل خمس سنوات اجازة دائمية طبعا لكل ذلك سعر محدد وفي بعض الاحيان تجرى مزادات علنية من يدفع اكثر
هناك من يقول ان عدد الجيش اكثر من مليون ولكن عندما تبحث عن العدد المتواجد سيكون اقل من ثلث هذا العدد اين الباقي مجازون او يطلق عليهم عبارة الفضائيون وهذه حقيقة معروفة وواضحة الجميع تعرفها والجميع تعمل بها من القيادات العليا الى السفلى وفي كل الصنوف المختلفة
لا شك ان هذه الحالة تسهل اختراق الاجهزة الامنية بسهولة وهذا يعني ان الاجهزة الامنية مخترقة بشكل كامل من قبل المجموعات الارهابية الوهابية داعش القاعدة الوهابية وما يطلق عليهم ثوار العشائر اي كلاب صدام وهؤلاء لهم دور فعال في كل المستويات حتى اصبحوا هم الذين يامرون وهم الذين ينهون
لهذا نرى هؤلاء الضباط الذين لا يملكون عقيدة ولا ايمان الا قلة قليلة لا تأثير لها فانهم دخلوا الجيش لغايات لجمع المال للحصول على النفوذ والقوة لخدمة قوى اجنبية فالذي هدفه جمع المال والقوة لا يمكن ان يدافع عن الوطن والشعب اما الذي هدفه خدمة اهداف اجنبية فهذا مجرد تصل اليه الاوامر من تلك الجهات يترك الجيش ويتوجه الى العدو
وهذا ماحدث في الموصل وكركوك وصلاح الدين بمجرد تحرك المجموعات الارهابية الوهابية والصدامية داعش والقاعدة تخلت مجموعات الطابور الخامس حيث كانت مهيأة لساعة الصفر فاشاعت الفوضى في الجيش واصدرت الاوامر بالهروب برمي السلاح وغيرها فهرب الذين هدفهم المال والنفوذ وذهبت عناصر الطابور الخامس وانضمت الى داعش وقامت بذبح الذين هدفهم المال والنفوذ لانهم من اطياف اخرى كما حدث في صلاح الدين
هذه حقيقة الجيش وعلينا الاعتراف بها اولا ثم العمل على بناء جيش عقائدي مهني يملك اخلاق وقيم عسكرية فيه الجندي يرى في الجيش هو عائلته وهو عشيرته وهو طائفته وهو دينه وهو كرامته وشرفه جيش بعيد عن السياسة والسياسين هدفه تطبيق القانون الدستور تطبيق ارادة الشعب حماية الشعب كل الشعب حماية العراق كل العراق
يدافع عن القانون ويحمي القانون