صدق مَن وصف الكتاب بأنه خير جليس فهو مَن يعطيك بلا منٍ منه عليك ويقدم لك خدماته من غير مقابل يذكر ويسليك بنفع وفائدة مجاوزا الجهد والتعب، وحتى إن كان هناك شيئا من التعب فهو عادة ما تصحبه اللذة ( لذة القراءة ) التي تجعلك من لذتها في شغل عن ذلك التعب.
ولذلك تسابق العلماء والأدباء والمفكرون في الثناء على الكتاب واقتنائه وأنه لا غنىً عنه في الحياة وتجاربها وأن الكتاب نافذة نتطلع من خلالها إلى العالم بل أن البعض منهم ربط السعادة بالكتاب فهذا ( أوغستين بريل) ، يقول: ( يوجد مكان واحد في العالم يمكن للشخص أن يكون فيه سعيدا إنه المكتبة).
وبعد هذه المقدمة ومعرفة أهمية الكتاب ، هل تصدق أيها القارئ الكريم إذا قلت لك أن هناك من يعد نفسه من الأدباء بل من كبارهم ، لا يشتري كتبا ولا يهتم لذلك..؟!.
فهذا واحد منهم عندما أقول له هل تذهب معي إلى المكتبة الفلانية أو معرض الكتاب الكذائي يرد ليقول ( أنت مجنون كتب) ، أنا لا أذهب إلى معرض للكتاب من غير دعوة رسمية !! ، والأدهى من ذلك عندما أخبره بأنه قد نشر له مقال في إحدى الصحف أو خبر عنه أعرض عليه شراء نسخة من الصحيفة فيرفض ليقول لا تشتري شيئا فأنا سأذهب إلى الجهة المعينة ( ويذكر اسمها) وسأحصل على النسخة مجانا ، فهو غير مستعد حتى لدفع قيمة الصحيفة ..!!
وأما ذلك الآخر فهو كصاحبه ، فأتذكر في معرض الكتاب بالرياض لهذه السنة تصفحنا واحدا من المعاجم التي تسرد سيرة بعض الادباء في المملكة وإذا بصاحبنا صورته وسيرته تتصدران صفحات ذلك المعجم فلما أخبرناه بذلك أبدى سروره ولكنه قال لا أدري أشتري المعجم بحكم أن فيه ترجمة لي أم لا أشتريه فلو لم يكن فيه ترجمة لي لما فكرت في شرائه..!!
فالرجل مع كون أن له سيرة في المعجم يتردد في شرائه ، فهذا وأمثاله حتما لا يشترون الكتب إنما يتسولونها من النوادي الأدبية والمنتديات الثقافية ليس إلا.
فمتى يا ترى يكون أمثال هؤلاء قدوة حسنة وصالحة لمن هو مبتدئ ومَن يرسم العلاقة بين الكتاب والقارئ إذا كان هؤلاء لا يقرأون ولا يشترون الكتب وبهذا نرجع للأسف إلى نقطة الصفر لنكون أمة أقرأ التي لا تقرأ. |