ما جرى خلال الايام الماضية من احاديث بخصوص حادثة الطائرة اللبنانية واللغط الكثير الذي اثير حولها يكشف بوضوح ان الشارع العراقي او كا يسمى الراي العام العراقي انما يتحرك وفق معطيات تتحكم فيها بعض النفوس المغرضة والمريضة والتي استمكنت في ظل مساحة الحرية والمنفلتة من تاسيس فضائيات ماجورة تتلاعب بمشاعر البسطاء وتعزف على الوتر الحساس بما يتناغم مع اهوائهم ورغائبهم.
ولو فرضنا جزافا ان ما حدث كان سببه ابن الوزير العامري ولست هنا في محل الدفاع عن الوزير او ابنه بل اسوق تلك الفرضية للتحليل والاستنتاج والوصول الى كبد الحقيقة، اقول لو فرضنا ان ابن العامري قام بالاتصال من اجل منع الطائرة من الطيران او الوصول الى الاجواء العراقية فان هناك موقفين لا ثالث لهما: الاول انه استخدم نفذه في المطار متباهيا قاصدا ايقاع الاذى بالطائرة وراكبيها، وهذا الاحتمال لا يصمد ابدا امام ادلة قطعه للبوردنغ او انتظاره في صالة VIP لاكثر من ساعة ونصف فضلا عن وصوله الى باب الطائرة وهو لا زال مفتوحا رغم تاخره 6 دقائق فقط، والموقف الاخر ان هناك خطبا ما قد يحصل يتعلق بحياة الرجل وقد يعرضه للخطر او القتل وهنا من حقه وحفاظا على حياته او على سرية بعض المعلومات الاستعانة باخر ولو كلفه ذلك ايقاف الطائرة وهو الامر الذي لم يحدث الا بعدما منع من الركوب فلذلك اتصل ساعيا لتوسيط معاون مدير سلطة الطيران المدني ومدير محطة طيران الشرق الاوسط في بغداد وهذا الاخير من ارجع الطائرة الى بيروت بعد طيرانها لمدة 10 دقائق في الاجواء اللبنانية ولو ان الامر طبيعي لما غادر الرجل المطار بسرعة ولبقي لحين عودة الطائرة والصعود بها، وهنا من حقي ومن حق غيري ان نتوقع ان هناك تواطئا مع جهات مجهولة لتاخيره وايقاعه فريسة سهلة للاخرين خصوصا وان هناك احاديث كثيرة تتعلق برتبته العسكرية.
وهنا تتضارب الوقائع والمواقف خصوصا وان الشركة اللبنانية اعترفت ان معلومة منع هبوط الطائرة في بغداد جاءت من مدير محطتها في بغداد وليس من جهة رسمية عراقية..
وان اللغط الذي اثير حول القصة حدث بسبب عودة الطائرة الى مطار الحريري مرة اخرى باحثة عن ابن العامري الذي غادر المطار مغلوبا على امره ولم يهدد او يتوعد وهو ما اثار استياء ركاب الطائرة والذين كان بعضهم جلهم من الاعلاميين ما جعلهم يستخدمون فسحة الحرية لتسقيط وزير النقل والاستفادة من الموقف.
ام مثل هذا الامر يبين من دون شك الوعي العراقي الضئيل والعقلية الساذجة في التعامل مع المواقف الحرجة والبحث عن الاشاعات والدعايات التي تستخدم لتسقيط بعض الرموز وان الكثير من الابواق الماجورة تستخدم خططها الدنيئة للاياقع بهذا البلد وجعله مظطربا دائما.
ومن ذلك نستنتج ان العامري وابنه وبسبب تاريخهما المشرف وقعا ضحية من اجل افراغ الساحة السياسية من القادة الحقيقيين والتي يقف عندها المقابل مليا وهذا السقيط المقصود انما سيهز الجميع وليس العامري وحده. |