من دواعي الفرح والبهجة والانس عند طالب العلم ان يوجد في مكتبته الكتب الاربعة .
كم هم عظماء ولهم الفضل الكبير في الحفاظ على تراث أهل بيت العصمة والطهارة عليهم السلام ، انظر الى أحدهم وأولهم هو محمد بن يعقوب الكليني قدس الله نفسه الزكية ، صاحب كتاب الكافي ، وقد كتبه وجمع الأخبار وقام بتبويبها لمدة عشرين سنه ، فجعل باب الطهارة في باب وكذا بقية الأبواب الأخرى ، واختار مارآه معتبرا من الأخبار بحسب جهده سواء في أخبار أصول العقائد او أخبار فروع الدين وبوبها جميعا ، وقد عاش هذا العظيم في زمان الغيبة الصغرى المتوفى 329 .
وجاء من بعده رجل العلم والفقاهة الشيخ محمد بن علي بن بابويه القمي ، وجمع ماهو معتبر عنده وسمى كتابه من لايحضره الفقيه ، وهو ملقب بالصدوق المتوفى 381.
وبعد ذلك جاء من بعده الصدوق شيخ الطائفة بلا منازع وهو محمد بن الحسن الطوسي ، وإذا قيل الشيخ بنحو مطلق يقصد به هو جنابه قدس الله نفسه الزكية ، وقد جمع أيضاً مارآه معتبرا من الأخبار والآثار ، وكتب كتابين احدهما هو التهذيب ، وهو شرح المقنعة لأستاذه الشيخ المفيد طاب ثراه والآخر كتاب الاستبصارالمتوفى 460 .
وهؤلاء هم المحمود الثلاثة الذين كتبوا هذه الكتب الأربعة المباركة عند الشيعة الأمامية ، وعليها المدار ، وهي غاية الاعتبار والاشتهار كالشمس في رائعة النهار ، ويقال لها : الكتب الأربعة ولمؤلفيها : المحمدون الثلاثة الأوائل ، اما المحمدون الثلاثة المتأخرين .
أولهم : هو محمد بن مرتضى الكاشاني الملقب بالفيض والمحسن طاب ثراه ، حيث كتب كتاب الوافي وهو شرح على الكافي أصولا وفروعا ، وذكر فيه أخبار الكتب الأربعة مع توضيحات إجمالية في بعض المواضيع توفي 1091.
والثاني : هو محمد بن الحسن الحر العاملي الذي كتب الوسائل في مدة سبع عشرة عاما ، وهو يشتمل على أخبار الفروع ، جمع فيه أخبار الكتب الأربعة واخبارا من كتب أخرى مع توضيحات إجمالية في بعض المواضع وتوفي في 1104.
والثالث : محمد باقر المجلسي الذي كتب بحار الأنوار ، وقد عثر على مئتي اصل من أصول الرواة ، وذكر أخبارها المعتبرة ، وذكر فيه توضيحات تفصيلية وذكر الآيات القرانية التي توضح وتدل على المسألة ، وذكر التوثيق والتضعيف في اغلب الموارد والأقوال والاستدلالات في المسألة ، ومذاهب الحكماء في كل باب بحسب مايقتضيه المقام وله إجازة من صاحب الوسائل وقد أجازه الاخير أيضاً وتسمى هذه الحالة في علم الدراية (
التدبيج ) او المدبجة وقال صاحب الوسائل : ( اجازني الملا محمد باقر المجلسي وهو آخر من اجازني ، وقد أجزته أيضاً ) توفي قدس الله نفسه الزكية في 1111 هجرية
والحمد لله اولا وآخرا وظاهرا وباطنا