اثبت الواقع لا حرية بدون قانون ولا قانون بدون حرية فالحرية تخلق القانون والقانون يحمي تلك الحرية
فالانسان الحر لا يخترق القانون ولا يتحدى النظام فمن قيم الاحرار هو الالتزام والتمسك بالقانون لانه يدرك ان خرق القانون والتجاوز على النظام لا يقوم به الا العبيد الذين ديدنهم الخروج على القانون على النظام فهؤلاء هدفهم الغاء القانون والنظام
فالعبد يستخدم الحرية لالغاء القانون والنظام في حين الحر يستخدم الحرية لترسيخ ودعم القانون والنظام وتقديسه العبد يستخدم الحرية لسرقة وقتل الاخرين وتخريب وتدمير الحياة في حين ان الحر يستخدم الحرية من اجل حماية أموال وأرواح الاخرين وبناء الحياة
كلنا نسمع ونشاهد عبيد وايتام صدام وغيرهم من المتخلفين الارهابين الوهابين والصدامين كيف ركبوا موجة الحرية من اجل القضاء على الحرية على الديمقراطية على التعددية على القانون والعمل على عودة الدكتاتورية والاستبداد مثل ما يحدث في ساحات العار والخيانة في العراق وما تقوم به المجموعات السلفية الوهابية في مصر في بلدان عربية اخرى بالضد من مصلحة هذه الشعوب التي تحدت ودكت حصون الطغات والاستبداد
فهؤلاء العبيد الاذلاء استغلوا الدستور الذي يضمن حرية التظاهر وحرية التجمع وطرح الاراء الى نشر الفوضى الى الغاء الدستور والغاء كل المؤسسات الدستورية والغاء القانون وقهر الاخرين وكتم انفاسهم وبكل الوسائل بما فيها قتلهم
فالحرية هي الوسيلة الوحيدة التي يستطيع بها الشعب ان يؤسس بها المؤسسات الدستورية ويشرع القوانين التي تحمي هذه المؤسسات وتحمي المواطن الحر وتمنع وتعاقب كل من يحاول التجاوز على حقوق الانسان وكرامته
لهذا فالحرية بدون قانون يعني الفوضى يعني سيطرت الاقوى الاكثر وحشية والاكثر انتهاكا لقيم الانسان وكرامة الانسان يعني سيطرت اعداء الانسان
لهذا على المجتمع على الدولة ان تضمن للانسان الحرية الكاملة فالانسان لا يكون حرا الا اذا انتزع الخوف من داخله وعندما ينتزع الخوف من نفس الانسان من عقله ينتزع منه مرض الانانية الذي هو سبب كل معانات الشعوب من ظلم واضطهاد وقتل وفساد وحروب وكل ما يحدث من مشاكل ومصاعب في هذه الحياة فهذا المرض ناتج من الخوف الذي في داخل الانسان والذي يسيطر عليه ويحوله الى وحش كاسر معتقدا كل شي حوله هو ضده يريد قتله لهذا عليه ان يسرع في قتله قبل ان يسرع الاخر
وهذه حقيقة كل الطغاة البغاة وكل الذين حولهم لا شك ان هذا المرض سينتقل الى الجماهير الى الشعوب ويسيطر عليهم الا اولئك الذين يملكون القيم الانسانية السامية التي تدفعهم الى التحدي الى المواجهة ولا شك هؤلاء فئة قليلة
كما ان الخوف اذا ساد وغلب على الانسان يجعل منه خاضعا رخيصا مترددا في كل شي مستعد للتنازل عن كرامته عن انسانيته ويقر بالعبودية والذل كما ان الخوف يجعل من الانسان متملق منافقا قوله مخالفا لفعله وفعله مخالفا لقوله وظاهره غير باطنه
للاسف الشديد ان هذا الخوف مسيطرا اولا وبشكل واسع على الحكام على المسؤولين وخاصة المسؤولين العرب فالخوف هو الذي يحركهم وهو الذي يقودهم فهم لا يملكون اي برنامج اي نهج يخدمون فيه الشعب كل الذين يفكرون به كيف يحصلون على المال الاوفر في وقت اقصر لا شك هذه طبيعة اللصوص فاللص هدفه السرقة لكنه في الوقت نفسه خائف مرعوب في كل وقته وفي اي مكان
لهذا على كل مسؤول ان يبعد الخوف عن نفسه ان يطرده من داخله وعليه ان يثق بالشعب ان يحب الشعب ان يكون صادقا معه مخلصا ومضحيا له لا شك ان الشعب سيبادله ذلك وبنفس الصدق والاخلاص والتضحية وربما اكثر
والدليل ان الامام علي والزعيم عبد الكريم طردا الخوف من داخلهما فطردت الانانية وحل محلها حب الاخرين فكل حركة وكل خطوة يخطوها وكل امنية يتمنوها وكل رغبة يرغبوها كانت تنطلق من مصلحة الشعب من رغبته من فائدته من منفعته بحيث تنكروا وتجاهلوا مصالحهم الخاصة ورغباتهم الذاتية وكان الذي يهمهم والذي يشغلهم هو مصلحة ورغبة الشعب
ومن هذا يمكننا القول ان الحرية تطرد الخوف من داخل الانسان ولا يمكن ان تعيش مع الخوف ابدا لان الخوف يولد يخلق العبودية وهذا الخوف المسيطر على الشعوب نتيجة لخوف الحكام المسئولين
فالشعوب لا تنال الحرية الا اذا ازيل الخوف من النفوس ولا يمكن ازالة هذا الخوف الا اذا ازيل الخوف من الحكام والمسئوولين
فالشعب يريد حكام احرار اي ليس عبيد اي ليس خاضعين للخوف فالخوف لا يأتي من عمل الخير من الالتزام بالصدق والامانة الخوف يأتي من عمل الشر والفساد
من هذا يمكننا القول ان الحرية تدفع المواطن الى اصدار القوانين والانظمة التي تخدم الانسان وتحقق طموحاته وتسعده في الحياة وفي الوقت يندفع اكثر الى احترام القانون واحترام المؤسسات الدستورية التي تصدر تلك القوانين