كادَ المُعلمَ أن يَكونَ رسولاً، ومَن عَلمني حرفاً ملكني عبداً، وطلبُ العِلمِ فريضةٌ على كلِّ مسلمٍ وَمُسلمة، فأينَ نَحنُ ألآن من هذِهِ الفريضَةُ؟ التي إذا تَمسَكتْ بها الأمم أرتَقَتْ ألى أعالي سُلم العَلمِ والمَعرِفة والتقدم، وأن تركت فأن الفقرِ والجهلُ والتخلف يحوف بها وهو ديدنها الى الابد ، فهل نحن نَقف بين الهاوية والهوية بربكم؟ وما هو تَصنِيفنا عالمياً بين الجامِعَات الرَصينة؟ فإذا سَبقنا الصومال في التَصنيف فنحمد الله ونشكرهُ على هذه النعمة، وإذا كنا خلفها فتلك مُصيبه.
وأعلم عزيزي القارئ أن الصومال في يوماً ما كانت زهرة أفريقيا ومن أغنى دولها، بكل ما تحملها الكلمة من معنى؛ وانظر إلى واقع الصومال اليوم، لا أخفي الحَقائق عليك أيها القارئ المتميز، وانتَ أعرف مني بالوضع الأكاديمي في بلادنا العربية، وخاصةً في العراق الحَبيب، أنظر بتفحص أيها اللبيب أين أساسيات التَعليم، رُبما التَعليم مرهون بسياسات الدولة، وحزبها الحاكم، ولا أريد أن أخوض بهذا الأمر كثيراً، تلطف بي صديقي الدائم، واشرح صدرك حتى أكون خفيف الظل عليكَ وانتَ تُتَابع هذه السُطور.
إسلامنا أمرنا أن نَقولَ الحقَ وَلَو أنْ تَلقَى أخَاكَ بوجهٍ طليقٍ، الوفرة مَطلوبَة في كل شيء، في المالِ، والعيال، والتقدم، وتصبح وِبَالاً، وَإندِثاراً، وَخَراباً؛ أذا كانَت هذه الوفرة كَسوقَ هَرَج !!!
هل تتفق أيها المُتَابِع الفطن، وانتَ تتفَحَصَ الحالة التَربَويَة، والتَعليمِيةُ بكل دقة في بلدنا، هل تقدمنا كَثيِراً أم تقهقرنا ألى الوراء أكثر!! وانا اعرف ما يدور في مُخيلتك، واتفق معك، ولهذا فلنجعل جواب هذا السؤال للرأي العام أيها المتابع الكريم.
كنا نطمح، ونأمل، أن يَنعَمُ بَلدَنا بالحرية، حرية الرأي في الحقوق والواجبات يكفلها القانون، وكنا نتمنى أن نرى بلدنا من البلدان الرائدة بالعلم والمعرفة ؛وأن شاء الله يحدث هذا؛ ولكن أين نقف اليوم؟ وماذا حصدنا؟ وأين حيّزنا في عالم الوجود؟ هل لعنة البسوس حلت علينا؟! أم للمختصين في وزارة التربية والتعليم العالي لهم رأي آخر، أآمل من أن أكون على خطأ في تصوراتي؛ ولكن أهمس في أذنك بكل لطف أيها القارئ الفطن بكلمة سر،أن بعض الاكاديميين بشقيهما الماجستير والدكتوراه في كثير من الاحيان يَخشونَ على أنفسهم مَن مِن ولماذا ؟ تصور أيها المدرك إذا انقلبت العلاقة رأساً على عَقِب بين التِلميذ والمعلم، وبين الاستاذ الجامعي والطالب انقلاب عكسياً! لافيه في بعض الاحيان من الأدبِ واخلاقِ شيءً! فما هو مستوى التَعليم حسب تَصورك أيها المتلقي الكريم؟
هناك قاعدة عسكرية مُتبعة بين الجيوش مفادها أن (الجيش فوق الميول والاتجاهات) هل وزارتي التربية والتعليم يدخلون في مرمى هذه المقولة؟ ام العكس هو العكس! هذا السؤال أَبرأَ عن التحدث فيه؛ ولكن أترك حكمه للرأي العام، وبين هذا وذاك ادعوا من الله أن نرى تعليم لديه كافة الإمكانيات والدعم اللوجستي من أجل أن نكون في مقدمة التصنيفات العلمية؛ لأننا نستحق المقدمة وبجداره؛ لكون بلدنا العراق، وأمتنا عربية، وديينا خالد، هذا والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
|