تم ربط مدينة كربلاء بالشبكة المترية للقطار في العراق في الربع الأول من القرن الماضي في العهد الملكي بعد اعلان استقلال العراق سنة 1923م، وكانت تعتبر خارج المدينة، فموقعها مقابل محطة الوقود الحكومية (قرب سيد جودة حالياً)، كانت بناية للإدارة والعمال، أزيلت بعد إلغاء المحطة، ومكانها في الشارع المحاذي لمحطة الوقود.
وكان لها خطان مع مقترباتها والرصيف للحمولات والتفريغ، ونهاية خط الحديد كان قرب بوابة الوادي القديم، وهناك يتم تغيير مسار القطار والعودة، وأكثر الحمولات كانت الوقود بأنواعه، وكذلك الأسمنت والحبوب، ومادة الكبريت الأصفر، وكل نوع له حاوية نقله الخاصة به، وكذلك عربات النقل للمسافرين الخاصة التي كانت تنقل أبناء المدينة أو الزوار إلى السدة، ومن هناك يتم نقلهم إما إلى مدينة الحلة ومن ثم إلى محافظاتهم الجنوبية، أو إلى مدينة المسيب، ومن ثم إلى بغداد والمحافظات الشمالية.
أما الجهة المقابلة لمحطة القطار فكانت أرضاً موحلة (نزيزة)، وتحوي مستنقعات للمياه الراكدة وفيها يكثر نبات القصب، وكان امتداد السكة الحديدية باتجاه حي رمضان (الطريق السريع الآن) باتجاه شريط حي المعلمين، ومن ثم استدارة السكة بعد مرقد الشهيد الحر(رضوان الله عليه) وإلى خلف مرقد عون (رضي الله عنه) ثم إلى السدة، وتوجد عند كل تقاطع مع الشوارع توجد أعمدة تحذيرية واشارات مرورية وعارضة لمنع التصادم، وكانت هذه المحطة تعتبر الشريان المهم للنقل العام والنقل التجاري في نقل الوقود والزيوت، والبضائع، كان يعمل فيها آلاف العمال والموظفين وحي كامل لسكنة العمال محاذٍ للسكة يبدأ من مجمع السفينة حالياً باتجاه حي رمضان، وثم قرب التعليب، يسمى حي السكة.
تم ازالة السكة وهدمها واندثارها في نهاية السبعينيات من القرن الماضي، وما يخص ذكرياتنا حولها، كنا صغاراً نضع العملات المعدنية الصغيرة على سكة الحديد وبعد مرور القطار عليها يكبر حجمها، وهذا يسعدنا كأطفال، ولحد هذه اللحظة مازال صوت أجراس القطار والصوت الناتج من احتكاكه حينما يقف ترن بأذني، ذكريات جميلة حفرتها في ذاكرتي أيام الطفولة.
|