من نحن في الشعر
من دون الحسين هدى
وكل شعر لنا يغوي
وما قصدا؟!
..
هل يذهب الشعر أمداء
وليس له أفق
كمنحر مذبوح الطفوف مدى؟!
..
أقصى التصنُّع شعرا
شعرنا غزلا مكرَّراً
في مصيف الشوق قد لبدا
..
أقصى الكنايات
تسريح الشعور لكي يتيه
لا كي يُرى مستعصما وتدا
..
من ذا سيمسك شعر التيه
عن صيغ الردَّاتِ
وهو الذي ما عاش معتقدا؟!
..
شعر الذوات التي من نطقها بكمت
ومن بلاغتها ما خاطبتْ أحدا
..
ومن تنصلها
ما وطَّنتْ لنصوصٍ
ربما غفلت أن تلحظ البلدا
..
منذ الحسين
وشعر فيه منتصبٌ
مددت كل نصوصي
كي تكون يدا
..
تصون
تؤوي
وتحمي
أو تضم إلى حضن القصيدة
من كالسبط قد فقدا
..
أحسست بالوطن المهتوك
والوطن الموزع الشلو
بالأشتات قد رصدا
..
مذ كان جسم حسين
كالهتيك
أو الموزع الشلو
لكن عاد متحِّدا
..
من قام يفصل رأساً
عاد أرجعه
لكي يقول
أنا أحيي به الجسدا
..
من رضَّض الجسد التالي لعزته
أقام نخلا
لواء الصدر
فانعقدا
..
قد حزَّ نحرا
لقطع الورد
أرجعه نهرا
وعاد لذات النحر
قد وَرَدا
..
يصنِّعُ السبطُ أنهارا تعطِّشه
من النجيع الذي أجرى البلاد فدا
..
ما كربلا
غير صحراء بدون حسينٍ
والنخيل بها محدودباً جُردا
..
ما الشعر دون حسين
ربُّ عاطفة
لو كان قلبا
غدا مستنزعا كبدا
..
شعر التلهِّي الذي يغوي بلا سبب
لا شدة فيه لمَّا قد وهى جلدا
..
شعر المساحيق
ضاع السمت منه على
مكياج حسن قبيح
مشبع عقدا
..
والطف
تطلب شعر الكيف
حيث بها الفرسان كيف
ألا قد أنقصوا عددا
..
لكنهم صنعوا للدهر ملحمة
واستمطروا الله فيما بعدها المددا
..
كانوا لمذبح إسماعيل مديته
من دون رؤيا ألا قد أبصروا رشدا
..
فاختار كل مطيع كيف قتلته
أطاع في السبط موت القلة الشهدا
..
فأصبح الله بعد القتل شاهدهم
بأن كوثرهم من ها هنا وجدا
..
وأنهم قد نموا من بعد قلتهم
نداء هل ناصر
ماء السماء ندى
..
يا شعر
أنت المنادى في مناصرة
قد لا تكون هتافا كالبلاغ نِدا
..
ولا جمالا إلى تصوير حادثة
ولا خيالا من التحليق قد صعدا
..
إن النداء
بأنْ يا شعرُ
أنت هنا الضمير
قبل لسان خاف وارتعدا
..
بوصل جمالك في الأشعار
أن لها أرض الطفوف
ونخل الطائفين حدا
..
وقل
تهتفت صمتا عن مبايعة الطاغين
والصمت عن رفض
يجيء صدى
..
فكن صدى صامتا
أو ناطقا كلفا
أو شاعرا منحرا
بالنحر ما بَرُدَا
..
على حرارة مولاك الحسين
فدع حرارة الشعر
تصلي كل من جحدا
|