ارتقيت سفن الحياة، سارت بي وسبحت في بحار الدنيا، عرفتني على اغلب ربانيها وركابها وتصارعت مع اعاصيرها وغصت في اعماق بحارها وحصلت على بعض من جواهرها وتناولت من طعامها وزودتني بفيوضها.. لكنها اثقلت كاهلي بأماناتها، فقد كان لركوبي سفنها ان ادفع اجرا باهظ الثمن، ورجوتها والتمست شفاعتها لم تتركني اغرق في بحار الدنيا بل مدت لي وسيلة النجاة، وانتشلتني ولم تجعلني اسقط في بحر الظلمات، او اتوه في المتاهات، انارت لي طريقاً ان سلكته او سرت فيه لن اظل ابدا..
من يومها وأنا اركب سفينتها وأبحر معها لأنها ملاذي الآمن ومرساتي وملجأي الى بر الامان والنجاة..
تلك هي انت يا سيدتي ومولاتي وملاذي وسفينة نجاتي يا فاطمة الزهراء،
نساء كثيرات ذكرهن التاريخ ومجدهن واثرهن على غيرهن وتركن بصمة خاصة او اثرن مأثرة جعلت منهن نساء خالدات او مميزات.. وكثير ما كتب الكتاب عن تلك النساء وبعضهن اصبحن انموذجا يقتدى به، وسميت ايام او مناسبات او مواقع بأسمائهن والكثير من النساء وددن التشبه بهن او نيل رضاهن لما لهن من منزلة عند قومهن اوفي عصرهن.
لكننا نحن فزنا بهذا الفضل بامرأة حازت على كل المعاني السامية والدرجة الرفيعة والمقام المحمود وحوت بفضلها بذلك الدنيا والاخرة، فضلها الله على كل نساء العالمين من الاولين والآخرين.. في مولدها ملكت الوجود وعمته نورا وبرحيلها خشعت القلوب لها ولم تكتف بيوم واحد لتأبينها، بكت الارض لبكائها وجعلت البسيطة كل قبرها فلم تجعل له مكانا محددا او معلوما إلا من حاز رضاها ودخل في شفاعتها..
سيدتي في اول تاريخ من تواريخ استشهادك ارجو شفاعتك انا وجميع من والاك وطلب رضاك وطالب بالأخذ بثأرك...
فاشملينا بشفاعتك ايتها الوجيهة الكريمة.
|