هنا سنتطرق إلى قطار الزمن، وبمعنى أصح قطار الحياة وسكة الزمن... نعرف أن القطار يبدأ من المحطة التي ينطلق منها، وحتى المحطة التالية التي يقصدها، والحياة كذلك لها نقطة انطلاق بداية ونهاية... كذلك هناك قطارات تتعرض الى تصادم، وقد يستولي بعض الأشرار على القطار، وقد يتعرض القطار إلى انحرافة عن السكة الحديدية، والكثير من المعرقلات خلال رحلته من البداية الى النهاية، بينما هناك قطارات تصل إلى المحطة الثانية في أمان.
كذلك الانسان يتعرض في حياته الى عدة أمور: هناك من يتعلم السرقة والرشاوى، ويسلب حقوق الآخرين... وهناك من يبدأ وينشأ نشأة طيبة منذ ولادته، ويقوم بكل الأعمال التي يحبها اللهُ ورسوله، ولا يرتكب أي عمل سيِّء، وهكذا يتغلب على الشيطان بقوة إيمانه وثباته على الدين.
نعود إلى القطار الحديدي، ونراه في مراحل نشأته وإلى انتهاء عمره ماذا يحتاج؟ نرى ونسمع الكثير أن القطارات تتم صيانتها يومياً، أو شهرياً أو سنوياً، وإلى حين انتهاء صلاحيته... بينما الإنسان الذي ضل طريقه، وابتعد عن طريق الله ورسوله، لا يقول: انتهى الطريق ولا توجد صيانة، فالذي يميز الإنسان أنه يستطيع أن ينقذ نفسه، ويعمل صيانة لنفسه باستمرار.
ممكن في كل لحظة من لحظات حياتك أن تعمل صيانة، ولا يستطيع أحد أن يركنك على جنب؛ لأن الادارة هنا ادارة الله (جل وعلا)، وحاشاه أن يركن عبداً قد تاب وعاد الى طريقه الصحيح، وابتعد عن الأعمال الشيطانية التي كان يقوم بها.
ولا يفرح العبد المؤمن هنا ويقول: أنا في برّ الأمان، وأعمل الصيانة اليومية والشهرية والسنوية، وكل ما شابه من هذا القبيل، لا يا أخي المؤمن، أنت مهما عملت تبقى مقصراً أمام الله، والمطلوب منك الاجتهاد والهداية إلى من اتبع طريق الضلال، وتقع عليك مَهمات كثيرة حتى تنال الفرحة الأبدية، وتنال الجنة ومجاورة الأولياء والصالحين من الذين - إن شاء الله - سوف نُحشر معهم، ما دمنا متمسكين بولاية علي بن أبي طالب (ع) وببركة الصلاة على محمد وآل محمد.
|