بات العراقيون ليلة امس كجمهور برشلونة وهم يتلقون بمرماهم هدفين في الكلاسيكو العالمي دون رد، حيث فقد هذا النادي العريق مكانة في الصدارة بعد ماكان هو الأول في ترتيب الدوري الأسباني. وقد تشبه أهداف النادي الملكي الى حد كبير هدفي الكتل الكردية والسنية في مرمى رئيس الوزراء المكلف محمد توفيق علاوي والداعمين له مثل كتلة سائرون، فبعد الصدارة النيابية التي تربع عليها أنصار الصدر، تمكنت الكتل المشاركة من تحقيق أهدافها والإمساك بالصدارة والتربع على عرش المبادرة الرئاسية.
حتى ان الجمهور العراقي كان شديد الشبه بالجماهير الكتلونية وهم يتلقون التسديدات والتمريرات التي حقق من خلالها الفريق الملكي انتصاره، فالسياسة شبيهة جدا بلعبة كرة القدم، حيث الأشواط ودور المدربين وعرابة التسويق لشخصيات قد تتناسب حركاتهم مع طموح الجماهير الراغبة بالمتعة والتشويق والظفر بالنتائج الكبيرة، فالجمهور لا يهتم كثيرا بمن يرتدي الزي ويحمل الرقم 10 بقدر اهتمامه بالثلاث نقاط التي تجعله في مصاف الدول المتقدمة ، حتى ميسي صاحب القاعدة الجماهيرية الكبيرة والمزاج المتقلب للقيمة له ان لم يحقق نقاط المباراة،
عادة ما نشاهد في تشكيل الحكومات العراقية شبه في مجريات الدوري الأسباني الأكثر مشاهدة في العالم، كونه تشكيل الحكومة العراقية يُعد مادة إعلامية دسمة ، وعادة ما تتصدر عناوين الصحف الكبيرة ومانشيتات القنوات الفضائية التي تبحث عن الصراعات السياسية بحسب أهوائها ، والجمهور العراقي متابع جيد لأحداث التشكيل ، بل ومتعصب بشكل لا يطاق ومنقسم،! منهم الصدري ومنهم المجلسي والدعوچي ومنهم سني وكردي بحسب مصالحه مع الكتل النيابية أو اعتقاده بمشاريعها السياسية، وهذه الانقسامات ولدت متعة كبيرة لدى المتابعين في عموم العالم ، حتى ان صراعات الدوري السياسي العراقي فاقت كثيرا مساحات ملاعب كرة القدم المحلية، حيث تفاقمت حد دول الإقليم والدول الكبرى في العالم السياسي ، حتى اصبح الكلاسيكو السياسي في العراق هو الأكثر مشاهدة بين العالم الا انه لم يحقق اي نقاط للفوز ولم يظفر بأي نتيجة فوز
الكارثة في السياسات العراقية انها لا تبنى على أسس رصينة ولا تعمل وفق خطط أو برامج وإعدادات مسبقة تحقق لها نتائج إيجابية ترضي جمهورها المتعطش لابسط الأهداف ، الفوضى وأنانية اللعب وحب الاستحواذ على المناصب السيادية هو السمة السائدة على طباع زعماء الكتل السياسية، والذين اعتمدوا دكة الاحتياط كبديل جاهز لإخماد حماس الجمهور الذي طالما غيبوه عن ساحات اللعب واغلقوا بوجهه ابوابها، حتى أصبحت المتابعة للمباريات من وراء القنوات الأرضية التي طالما تبث ال 90 دقيقة بصورة مشوشة ودون اي نقاوة ،وعادة ما تعمل على قطع البرامج التحليلية التي قد تعطي للمتابع مساحة من الاطلاع للأحداث ،
لا اعرف الى متى يبقى الشعب يتابع الكلاسيكوات من وراء الحجب والى متى يظل الساسة وزعماء الكتل الكبيرة في البرلمان العراقي يعملون بالضد من الجمهور الذي لولاه لما كان هناك تشويق أو متعة أو بقاء لدوريهم البائس؟؟
|