• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : قراءة في كتاب .
                    • الموضوع : (مواجهة الالحاد في منطلقاته المعرفية) تأليف الشيخ : حيدر السندي الاحسائي .
                          • الكاتب : علي حسين الخباز .

(مواجهة الالحاد في منطلقاته المعرفية) تأليف الشيخ : حيدر السندي الاحسائي

سيرة الالهيين
الالحاد في اللغة هو الميل، وقد يميل في القول وفي العمل، قال الامام الصادق ع: (ان كل ظلم إلحاد) والإلحاد في الاصطلاح عدم الاعتقاد بوجود صانع للكون. 
(أسباب الالحاد): 
1ـ الفرار من المسؤولية المترتبة على الايمان بوجود الإله. 
2ـ وجود صراعات دنيوية بين الالهين. 
3ـ اشتمال بعض الأديان المنسوبة الى الاله على جملة من الخرافات والأساطير، والأخطاء العلمية.
4ـ الضعف الفلسفي عند كثير من علماء الطبيعة، وعدم ضبط مسائل نظرية المعرفة. 
5ـ الشبهات والإشكالات التي توجه من قبل الملحدين مع ضعف الأجوبة المقدمة من قبل الالهيين في كثير من الأحيان.
اهم الأسباب التي ساهمت في تشكيل قناعة إلحادية هي الدراسات العلمية التي قدمها الباحثون الملحدون، ومن تلك الدراسات كتاب (التصميم العظيم) من تأليف الفيزيائيين ستيفن هوكنغ، وليوناردو ملودينو، عرض نظرية بديلة عن فكرة الاله من علم الاحياء، وفي المقابل قلل جملة من الباحثين من شأن الكتاب. 
في عقيدتنا، كان الاعتقاد بوجود الله تبارك وتعالى موجوداً مع الانسان الأول، فإن الانسان الأول كان نبياً أنزله الله تبارك وتعالى من السماء ومعه ايمانه بوجود الله وتوحيده تبارك وتعالى، فأغلب الذين يعيشون على كوكب الأرض الآن يؤمنون بوجود اله، منهم الديانة المسيحية والإسلامية والديانة الهندوسية وهناك ديانات اقلية مثل الزرداشتية والهندوكية واليهودية. 
ما هو السبب وراء الاعتقاد بوجود إله؟ 
النظرية الأولى/ نظرية الخوف والجهل: 
إن الملحدين المعاصرين في الغالب، يرون ان الانسان البدائي كان يخاف مجموعة من الظواهر الضارة، قال ويل ديورانت في كتابه المشهور (قصة الحضارة): الخوف كما ذكر الفلاسفة هو أول أمهات الآلهة، اول تلك الأمهات خوف الناس، فلأجل خوفهم أنتجوا فكرة الالهة، ثم قال: اشتركت عوامل متعددة في خلق الاعتقاد الديني منها الخوف من الموت، فالموت والانتقال وعدم العلم بالمصير بعد الموت، ساهم في خلق الاعتقاد بوجود آلهة تنتظر في العالم الاخر، اما ان تنظر بالرحمة أو تنتظر بالعذاب، وقال راسل الفيلسوف الإنكليزي: أجهل الأسباب الطبيعية، ولكني اعتقد بوجود اله، وهناك علاقة بين انتشار العلم وانتشار الالحاد.

مناقشة نظرية الخوف والجهل: 
الملاحظة الأولى/ هي ان الواقع اليومي يكذب هذه النظرية، فان اليوم هو يوم تطور العلوم، وتفجر المعارف والمعلومات، يعلمون ان سبب الزلازل تحرك صفائح الأرض، وسبب الأمراض والأوبئة فيروسات ومخلوقات بكتيرية، ومع ذلك أغلب الناس يؤمنون بوجود الله تبارك وتعالى، وسبب الاعتقاد بالله ليس الجهل بأسباب هذا الظواهر المكروهة، واكبر العباقرة والمكتشفين وأصحاب التخصصات العلمية في مختلف الحقول المعرفية يعتقدون بأن للكون إلها، والقائمة تبدأ من سقراط، افلاطون، أرسطو، الفارابي، ابن رشد، ابن سينا، غاليلو، نيوتن، اينشتاين، كلهم يؤمنون بوجود اله مع انهم عباقرة متخصصون عارفون بالأسباب الطبيعية لهذه الظواهر المكروهة.
إسحاق نيوتن من أكبر العقول العلمية التي عرفها التأريخ البشري، وقد كان نيوتن مؤمنا ومدافعا عن الايمان بوجود اله وخالق، ونقلت عبارته المشهورة: (الجاذبية يمكن ان تفسر لنا حركات الكواكب، لكنها لا تفسر لنا من الذي جعلها متحركة؟) فالله يحكم كل شيء، ويعلم بكل شيء.
هنا القانون لا يتكلم وانما الكلام للعقل الذي يقول، لابد من وجود موجد لهذا القانون ويقول نيوتن في تبرير وجود الظواهر والقوانين التي تفسر هذه الظواهر على حد سواء: الكون يدل على وجود الله، هذا النظام يدل على وجود منظم. 
جاء في كتاب (مائة عالم حصل على جائزة نوبل): ان 67% من العلماء الذي كرموا بجائزة نوبل كانوا يعتقدون بوجود الله تبارك وتعالى، وهذا يعني ان اغلب العلماء المتخصصين يؤمنون بوجود الله تبارك وتعالى وهم العباقرة في العلوم الطبيعية والإنسانية فاذا كان اكثر العباقرة يؤمنون بوجود الله، كيف يمكن ان نقول سبب الاعتقاد بوجود الله تعالى هو الجهل. 
النظرية الماركسية:
ذهب الماركسيون في نظرية المعرفة الى قاعدة تقول: ان كل نظرية وكل فكرة بل كل سلوك وعادة لها سبب واحد هو الوضع الاقتصادي الذي يعيشه الانسان، فالوضع الاقتصادي عندهم يحدد نوعية الأفكار، طبيعة السلوك، ولهذا يطلق على النظرية الماركسية بالمادية التاريخية؛ لأنها تمس التاريخ والأفكار والنظريات والحوادث تفسيرا ماديا، واصحابها يربطون كل شيء بالاقتصاد، بهذا هم يهبون الى فكرة وجود الله مخلوقة من قبل الانسان الاقطاعي والمصلحي وهو يريد من خلالها ان يخضع الفقراء ويبقيهم تحت سلطنته، فالإله لم يخلق الانسان، الانسان هو الذي خلق الاله من اجل مصالح اقتصادية، وقد اطلقوا العبارة التالية (الدين افيون الشعوب).
ان النظرية الماركسية نظرية فاسدة؛ لأنها توقع الانسان بعدم إمكانية الجزم بأي حقيقة علمية؛ لأنهم يقولون إن أي نظرية هي وليدة الوضع المادي، وحالة الاقتصاد، ونحن نعلم ان الوضع الاقتصادي وضع متأرجح، وإذا كان الوضع الاقتصادي وهو منشأ الأفكار العقائد والنظريات، يلزم من ذلك ان تكون النظريات مشكوكة الحقانية لا يمكن ان نجول فيها، وتغير الوضع الاقتصادي تغير اعتقادي.
أليس من حقنا ان نقول وفق نظريتهم بأن لينين الذي يعتقد بهذه النظرية بسبب انه يعيش وضعا اقتصاديا معينا اعتقد بها لو تغير وضعه الاقتصادي للزم ان يغير وضعه فيها؟ هل نظريتهم تابعه لهذه الكلية: (كل نظرية تابعة للوضع الاقتصادي ام لا؟) اذا قالوا تابعة يجزم عدم اليقين بصحتها، اذا قالوا ليست تابعة فانه يلزم ان تكون نظريتهم مكذبة لنفسها؛ لأن النظرية تقول كل نظرية تابعة للوضع الاقتصادي بما في ذلك نظرية وجود اله, بهذا نعرف ان اول من يطلق رصاصة الرحمة على النظرية الماركسية النظرية الماركسية نفسها..! 
هناك أمران يثبتان ان النظرية الماركسية في معرفة الله تبارك وتعالى باطلة: 
الأمر الأول/ تاريخ الأديان: 
نحن اذا قرأنا تاريخ الأديان نجد ان الأديان الإلهية نشأت في بيئة الفقراء والمساكين الطبقة العاملة المسحوقة وكان الدين عاملاً محركاً لها نحو الانقلاب على سلطة الظالمين والمستنفعين، وهناك بعض الأمثلة:
1- الدين اليهودي نشأ على يد نبي الله موسى   واحتضنه بنو إسرائيل وكانوا من الطبقة المسحوقة، وكان آل فرعون يستعبدونهم والاقطاعيون في ذلك الزمن يقولون بعدم وجود اله او يعتقدون بأن فرعون الاله، ويتبعونه بينما الطبقة الفقيرة هي التي كانت تؤمن بوجود الله المدبر للكون. 
2- المسيحية نشأت على يد نبي الله عيسى  وكان حوله فقراؤه يفترشون الأرض ويلتحفون السماء واستمروا في اضطهاد من قبل اليهود الى سنة 313م لما تنصب الامبراطور قسطنطين فهم من الفقراء والطبقة المسحوقة. 
3- الإسلام الخاتمي نشأ على يد النبي الخاتم J كان فقيرا يرعى الأغنام حتى قال: احتقر المشركون وضعه الاقتصادي اذا تاريخ الأديان يكذب هذه النظرية ويبرهن على ان الايمان بالله يبدأ على يد الفقراء والمساكين.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=133649
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2019 / 05 / 10
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28