العتبة الكاظمية المقدسة تشهد مراسم رفع رايتي الحزن والأسى وسط ذرف الدموع وتعالي الهتافات بـ " لبيّك يا حُسين "
موقع العتبة الكاظمية المقدسة
2022/07/29
استهلت المراسم بتلاوة مباركة من الذكر الحكيم شنّف بها قارئ العتبة المقدسة الحاج همام عدنان أسماع الحاضرين، بعدها كلمة ممثلية المرجعية الدينية العُليا وألقاها سماحة الشيخ حُسين آل ياسين "دامت توفيقاته" أوضح فيها قائلاً: (سارعوا إلى حجز أماكنكم للحديث مع الإمام الحسين "عليه السلام" في ظل عرش الله يوم لا ظل إلا ظُله، استبقوا إلى تعزية رسول الله "صلى الله عليه وآله وسلم" وبضعته الزهراء بالبكاء والرثاء والعزاء، وقروا عين أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وبنيه المعصومين وتعزيتهم بالحسين الشهيد وأهل بيته وأصحابه "عليهم السلام".
وبيّن سماحته فضل البكاء وإقامة العزاء على الإمام الحسين مستشهداً بسلسلة من الروايات، مؤكداً أن إحياء هذه الشعائر قد أقامها أنبياء الله تعالى وسيدهم وخاتمهم محمد والأئمة الأوصياء "عليهم السلام" وكيف لها أن تبقى وتحيى، فلنحرص جميعاً على إبقاء هذه الشعائر الأصيلة الموروثة وديموتها قربة إلى الله تعالى ورسوله "صلى الله عليه وآله وسلم" بعيدة عن الدنيا وأهلها وزخرفها وزبرجها وأطماعها، فلنحرص على قداستها وسموها بالشكل اللائق بمحمد وآله الأطهار"عليهم السلام").
تلتها كلمة الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة وألقاها أمينها العام جاء فيها قائلاً: (سنرفَعُ راياتٍ تدعُونَا إلى الشهادةِ والفتحِ.. ونرفعُ راياتٍ تدعُونا إلى بذلِ النفوسِ والدماء ِلأجلِ المقدسات.. ونرفعُ رايات تُحَطِّمُ في قلوبِنا حُبَّ اللذاتِ والشهوات.. ولكِنْ يبقى للحُزْنِ معناهُ.. ويبقى لعاشوراءَ مغناهُ.. فعلينا أنْ نكونَ أهلًا لتلكَ الدعوات، ومستجيبينَ لتلكَ الصرخات، ومشاركينَ في رفعِ هذهِ الرايات، التي نسلِّمها لصاحب الأمر لأخذ تلك الثارات.. إن شاء الله تعالى
. وأضاف: لقد وقفت الثلة المؤمنة وراء الحسين عليه السلام، ليس لهم في إحراز النصر على عدوهم أدنى أمل، وليس أمامهم سوى القتل وترك الدنيا، بل كانت أمامهم فرص النجاة التي عرضها عليهم الإمام الحسين "عليه السلام"، لكنهم رفضوها طالبين الشهادة والتضحية من أجل نصرة الحق وأصحابه، رفضوا النجاة ما دامت مُطعمّة بالذل والهوان ولم يقبلوا بحياة منقوصة الشرف، وهكذا راحوا يتهافتون على ذهاب الأنفس، يقاتلون حول إمام عصرهم في يوم العاشر من محرم، يعانقون المنايا واحداً تلو آخر.. وبعد ظهيرة عاشوراء.. ارتفع رأس الإمام الحسين عليه السلام وأهل بيته وأصحابه الأبرار على أسنة الرماح إلى الكوفة، ثم الشام، لتكون مشاعل على طريق الحرية، ليس للمسلمين فقط بل للإنسانية كلها، وستبقى تلك المشاعل تنير الدرب لمن يريد أن يستنير بها ويضع أقدامه على طريق الشهادة والسعادة الأبدية، أو الانتصار والإطاحة بالظلمة والطواغيت.. فما أروع هذا الدرس من دروس الإنسانية، فالدرس الحقيقي أن الحق هو المقدس، والتضحية هي الشرف، وهما ما يجعلان للإنسان والحياة قيمة ومعنى، في كل مكان وزمان).
وكانت هناك مشاركة لمواكب مدينة الكاظمية النجباء بمراسم تأبينية حاملين فيها رايات الولاء بهذه المناسبة الأليمة، كما تخللت مشاركة الشاعر زيد السلامي بقصيدة رثائية نظمها بحق صاحب الأمر والعزاء بالبكاء والدماء المهدي المنتظر "عجل الله فرجه الشريف" مطلعها:
يا غائباً أدرك فؤاداً يتبعك *** لا تنأى عن نبضاته خذها معك فالقلب لا يقوى فراقك لحظةً *** أرفق على الخفقانِ وارحم موضعك
تلتها مراسم استبدال رايتي القبتين الشريفتين وسط أجواء يملؤها الحزن وذرف الدموع وتعالي الأصوات بـ(لبيّك يا حُسين)، والاستماع إلى القصائد والمراثي العزائية بمشاركة خادم الإمامين الجوادين الرادود كرار الكاظمي ومواساة النبي الأكرم وأهل بيته الأطهار "عليهم السلام" بهذه المصيبة الراتبة، والدعاء بتعجيل فرج مولانا صاحب العصر والزمان "عجل الله فرجه الشريف".
لقراءة الخبر كاملاً في المصدر الأساسي : إضغط هنا