دفن جسد الإمام الحسين (عليه السلام) وشهداء الطفّ (رضوان الله عليهم)
شبكة الكفيل العالمية
2021/08/22

بقيت جثّةُ الإمام الحسين(عليه السلام)، وجثثُ أهل بيته وأصحابه بعد واقعة الطفّ، مطروحةً على رمضاء كربلاء ثلاثة أيّامٍ بلا دفن، تصهرها حرارة الشمس المحرقة..
وفي اليوم الثالث عشر من المحرّم أقبل الإمامُ زينُ العابدين(عليه السلام)، لدفن أبيه الشهيد(سلام الله عليه)؛ لأنّ الإمامَ المعصوم لا يلي أمره إلّا إمامٌ معصومٌ مثله.
ويُذكر في كتب التاريخ لمّا أقبل السّجادُ(عليه السلام) وجد قوماً من بني أسدٍ مجتمعين عند القتلى، متحيّرين لا يدرون ما يصنعون، ولَمْ يهتدوا إلى معرفتهم؛ وقد فرّق القومُ بين رؤوسهم وأبدانهم وربّما يسألون مَنْ أهلُهم وعشيرتُهم، فأخبرهم (عليه السّلام) عمّا جاء إليه من مواراة هذه الجسوم الطاهرة، وأوقَفَهم على أسمائهم، كما عرَّفَهم بالهاشميّين من الأصحاب، فارتفع البكاءُ والعويل، وسالت الدموع منهم كلّ مسيل، ونشرت النساءُ الأسديّات الشعور ولطمْنَ الخدود.
ثمّ مشى الإمامُ زين العابدين(عليه السلام) إلى جسد أبيه واعتنقه وبكى بكاءً عالياً، وأتى إلى موضع القبر، ورفع قليلاً من التراب فبان قبرٌ محفورٌ وضريحٌ مشقوق، فبسط كفَّيْه تحت ظهره وقال: «بسم الله وفي سبيل الله وعلى ملّة رسول الله، صدق اللهُ ورسولُه، ما شاءَ اللهُ، لا حول ولا قوّة إلّا باللّه العليّ العظيم»، وأنزلَهُ وحدَه، لَم يُشاركْه بنو أسدٍ فيه، وقال (عليه السلام) لهم: «إنّ معي مَن يُعينني».
ولمّا أقرّه في لحده، وضع خدّه على منحرِهِ الشريف وخاطَبه قائلاً: «طوبى لأرضٍ تضمّنت جسَدَك الطاهر، فإنّ الدنيا بعدك مظلمة والآخرةَ بنورِك مُشرِقة، أمّا الليلُ فمسهّد والحزنُ سرمد، أو يختار الله لأهل بيتك دارك التي أنت بها مقيم، وعليك منّي السّلام يا بن رسول الله ورحمة الله وبركاته»، وكتب على القبر: «هذا قبر الحسين بن عليّ بن أبي طالب الذي قتلوه عطشاناً غريباً».
ثمّ مشى إلى عمّه العبّاس(عليه السّلام) فرآه بتلك الحالة التي أدهشت الملائكة بين أطباق السّماء وأبكت الحور في غرف الجنان، ووقع عليه يلثمُ نحره المقدّس قائلاً: «على الدّنيا بعدك العَفا يا قمرَ هاشم، وعليكَ منّي السّلام من شهيدٍ محتسبٍ ورحمةُ الله وبركاته»، وشقّ له ضريحاً وأنزله وحده كما فَعَل بأبيه الشهيد، وقال لبني أسد: «إنّ معي مَن يُعينني».
نعم.. ترك مساغاً لبني أسدٍ بمشاركته في مواراة الشهداء، وعيّن لهم موضِعَيْن وأمَرَهم أنْ يحفروا حفرتَيْن، ووضَعَ في الأُولى بني هاشم، وفي الثانية الأصحاب.
وبعدما أكمل الإمامُ(عليه السلام) دفنَ الأجساد الطاهرة، عاد إلى الكوفة والتَحَق بركبِ السبايا.

لقراءة الخبر كاملاً في المصدر الأساسي : إضغط هنا


أحدث الإضافات :

العتبة الحسينية المقدسة : نجاح جديد في مؤسسة وارث الدولية لعلاج الاورام التابعة للعتبة الحسينية: استئصال الورم السرطاني دون التأثير على الثدي

العتبة الحسينية المقدسة : جامعة وارث الانبياء(ع) التابعة للعتبة الحسينية تجري الإمتحان التقويمي الشامل لكليات التمريض العراقية

العتبة الحسينية المقدسة : ريادة الأعمال والذكاء الاصطناعي.. مفاهيم تضمنتها الحلقة الرابعة من برنامج “شبابيك الرمضاني" الذي يقدمه قسم تطوير المواد البشرية في العتبة الحسينية

شبكة الكفيل العالمية : قسم شؤون المعارف يعقد ندوةً علميّة عن دور الإمام الحسن (عليه السلام) في ترسيخ السلم المجتمعيّ

شبكة الكفيل العالمية : نشر أكاليل الزهور في مرقد أبي الفضل العباس (عليه السلام) بذكرى ولادة الإمام الحسن (عليه السلام)

شبكة الكفيل العالمية : المجمع العلمي يقيم ورشةً قرآنيّة لطلبة المعهد التقني في كربلاء



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net