اليومُ السّابع من محرّم واقترانُه بأبي الفضل العبّاس (عليه السلام)
شبكة الكفيل العالمية
2021/08/16
فعاد كلّ واحدٍ منهم يعالج لهب العطش، وبطبيعة الحال كان العيال بين أنّةٍ وحَنّة وتضوّرٍ ونشيج، ومتطلّبٍ للماء إلى متحرٍّ له بما يبلّ غلّته، وكلّ ذلك كان بعين أبي عبد الله(عليه السلام) والغيارى من آله والأكارم من صحبه، وما عسى أنْ يجدوا لهم شيئاً وبينهم وبين الماء رماحٌ مشرعة وسيوفٌ مرهفة، لكنّ ساقي العطاشى لَم يتمالكْ نفسه على تحمّل تلك الحالة والمحنة.
هنا اختارَ أبو عبد الله أخاه العبّاس(عليهما السلام) لهذه المَهمّة، في حين أنّ نفسه الكريمة كانت تنازعه إليه قبلَ الطلب، فأمره أنْ يستقي للحرائر والصبية، وضمّ إليه عشرين راجلاً مع عشرين قربةً، وقصدوا الفرات ليلاً غير مبالين بمَنْ وُكِّلَ بحفظ الشريعة؛ لأنّهم محتفون بأسد آل محمّد وشبل الكرّار أبي الفضل(عليه السلام)، وتقدّم نافع بن هلال الجمليّ باللواء وكان من ضمن العشرين رجلاً، فصاح عمرو بن الحَجّاج: مَن الرجل؟ قال نافع: جئنا لنشرب من هذا الماء الذي حلأتمونا عنه.
فقال: اشربْ هنيئاً ولا تحملْ إلى الحسين شيئاً منه.
قال نافع: لا والله.. لا أشرب منه قطرةً والحسينُ ومَنْ معه من آله وصحبه عطاشى.
وصاح نافعٌ بأصحابه: املأوا أسقيتكم. فشدّ عليهم أصحابُ ابن الحَجّاج، فكان بعض القوم يملأ القِرَب وبعضٌ يقاتل، وحاميهم ابنُ بجدتها المتربّي في حجر البسالة الحيدريّة أبو الفضل العبّاس(عليه السلام).
فجاءوا بالماء إلى الخيام وليس في أعدائهم مَنْ تحدّثه نفسه بالدنوّ منهم، فَرَقاً من ذلك البطل المغوار، فبُلّت غلّة الحرائر والصبية الطيّبة من ذلك الماء.
وقد تكرّر ذلك منه (عليه السلام) يوم العاشر من المحرّم، حيث كسر الحصارَ المضروب على نهر العلقميّ واقتحم النهر، إلّا أنّه (سلام الله عليه) وفي طريق عودته واجه مقاومةً من العدوّ، وأُصِيبت القربةُ وأريقَ ماؤها، حتّى تكالبت عليه الأعداء بعدما احتوشوه من كلّ جانبٍ، فاستُشهد (سلامُ الله عليه) بعد قتالٍ ضارٍ.
لقراءة الخبر كاملاً في المصدر الأساسي : إضغط هنا