محطّاتٌ عاشورائيّة: خطابُ السيّدة زينب (عليها السلام) آيةٌ من آيات البلاغة والفصاحة ومن معجزات البيان وضربةٌ على مُلك بني أميّة
شبكة الكفيل العالمية
2020/10/01

أحدث خطابُ عقيلة بني هاشم السيّدة زينب(عليها السلام) موجةً عاصفةً في مجلس يزيد (لعنه الله)، وأشاع في نفوس الجالسين مشاعر الحزن والأسى والتذمّر، فقد أزاح عنهم حجبَ الشبهات ونسف كلّ الوسائل التي صنعها معاوية لإقامة دولته وسُلطانه، فراح يزيد يلتمسُ المعاذير ليبرّر جريمته، فكان هذا الخطاب العظيم امتداداً لثورة كربلاء وتجسيداً رائعاً لقِيَمها الكريمة وأهدافها السامية.
وهذا قليلٌ من كثير ممّا جاء في هذه الخطبة التي هي آيةٌ من آيات البلاغة والفصاحة، ومعجزةٌ من معجزات البيان، وهي إحدى الضربات القاضية على مُلْك بني أميّة، وقد أوجزها الشيخ باقر شريف القرشي(قدّس الله سرّه) بهذه النقاط:
أوّلاً: أنّها دلّلت على غرور الطاغية وطيشه، فقد حسب أنّه هو المنتصر بما يملك من القوى العسكريّة التي ملأت البيداء وسدّت آفاق السماء، إلّا أنّه كان انتصاراً مؤقّتاً، ومن طيشه أنّه حسب أنّ ما أحرزه من الانتصار كان لكرامةٍ له عند اللّه وهوانٍ لأهل البيت، ولم يعلم أنّ اللّه إنّما يُملي للكافرين في هذه الدنيا من النعم ليزدادوا إثماً ولهم في الآخرة عذابٌ أليم.
ثانياً: أنّها نعت عليه سبيَه لعقائل الوحي، فلم يرعَ قرابة رسول اللّه فيهم، وهو الذي منّ على آبائه يوم فتح مكّة فكان أبوه وجدّه من الطلقاء، فلم يشكر للنبيّ هذه اليد وكافأه بأسوء ما تكون المكافأة.
ثالثاً: أنّ ما اقترفه الطاغية من سفكه لدماء العترة الطاهرة فإنّه مدفوع بذلك بحكم نشأته ومواريثه، فجدّته هند هي التي لاكت كبد سيّد الشهداء حمزة، وجدّه أبو سفيان العدوّ الأوّل للإسلام، وأبوه معاوية الذي أراق دماء المسلمين وانتهك جميع ما حرّمه اللّه، فاقتراف الجرائم من عناصره وطباعه التي فُطِر عليها.
رابعاً: أنّها أنكرت عليه ما تمثّل به من الشعر الذي تمنّى فيه حضور أشياخه الأمويّين، ليروا كيف أخذ بثأرهم من النبيّ(صلّى الله عليه وآله) بإبادة أبنائه، إلّا أنّه سوف يرد موردهم من الخلود في نار جهنّم.
خامساً: أنّ الطاغية بسفكه لدماء العترة الطاهرة لم يسفك إلّا دمه ولم يَفرِ إلّا جلده، فإنّ تلك النفوس الزكيّة حيّةٌ وخالدة وقد تلفّعت بالكرامة وبلغت قمّة الشرف، وأنّه هو الذي باء بالخزي والخسران.
سادساً: أنّها عرضت الى من مكّن الطاغية من رقاب المسلمين فهو المسؤول عمّا اقترفه من الجرائم، وقد قصدت (عليها السلام) مغزىً بعيداً يفهمُه كلّ من تأمّل فيه.
سابعاً: أنّها أظهرت سموّ مكانتها، فكلمات الطاغية كلامُ الأمير والحاكم فاستهانت به، واستصغرت قدره، وتعالت عن حواره، وترفّعت عن مخاطبته، ولم تحفلْ بسلطانه، لقد كانت العقيلة على ضعفها وما ألمّ بها من المصائب أعظم قوّةً وأشدّ بأساً منه.
ثامناً: أنّها عرضت الى أنّ يزيد مهما بذل من جهدٍ لمحو ذكر أهل البيت(عليهم السلام)، فإنّه لا يستطيع الى ذلك سبيلاً، لأنّهم قائمون في قلوب المسلمين وعواطفهم وهم مع الحقّ، والحقّ لا بُدّ أن ينتصر، وفعلاً قد انتصر الحسين وتحوّلت مأساتُه الى مجدٍ لا يبلغه أيّ إنسانٍ كان، فأيّ نصرٍ أحقّ بالبقاء وأجدر بالخلود من النصر الذي أحرزه الإمام (سلام الله عليه).

لقراءة الخبر كاملاً في المصدر الأساسي : إضغط هنا


أحدث الإضافات :

العتبة الحسينية المقدسة : بمناسبة ولادة الإمام الحسن (عليه السلام).. ممثل المرجعية العليا يسلم عائلة متعففة في كربلاء مفاتيح دارها بعد اعادة تشيدها

العتبة الحسينية المقدسة : مدفوعة التكلفة من العتبة الحسينية... مستشفى سفير الإمام الحسين (ع) ينجح في إجراء عملية جراحية نادرة لاستئصال ورم كلوي

العتبة الحسينية المقدسة : مركز الثقلين التابع لهيئة التعليم التقني في العتبة الحسينية ينظم محاضرة توعوية حول الأمن السيبراني والمخاطر الرقمية

العتبة الحسينية المقدسة : رئيس جامعة وارث الأنبياء (ع) التابعة للعتبة الحسينية يطلق مسابقة جودة المختبرات في كلية الهندسة

شبكة الكفيل العالمية : العتبة العباسية المقدسة: الإمام الحسن (عليه السلام) اتخذ طريق الجهاد الفكري والاستراتيجي لضمان استمرار الإسلام

شبكة الكفيل العالمية : العتبة العباسية المقدسة تقيم مهرجان الولي الناصح في ذي قار بنسخته الأولى



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net