ثمن الكلمة ؟
مصطفى غازي الدعمي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 البيان والإفصاح عن الأفكار له أساليب كثيرة من بينها الكلمة ولا أريد في هذه السطور الخوض بتاريخ الكلام وتطور اللغات، بل سأتناول تأثير الكلمة وسحرها العجيب.

فالكلمة أوقدت مشاعل الكثير من الثورات، وبها حقنت الدماء، وتغير مصير شعوب، كم رابط مقدس عقد على أنغام الكلمات الصادقة التي عبرت عن مشاعر قائلها، وكم  رابط قطعته كلمة.

حروف تتجمع في جملة تنقلك من الكفر للإيمان وأخرى تفعل العكس، كلمة تجعل منك أعظم مجاهد تبقيك خالداً مع الشجعان تلك كلمة الحق في وجه ظالم، وصمتك هناك يحيلك إلى منافق وجبان.

 عندما نتأمل تأثير الكلمة وما يترتب عليها ندرك كم هي عظيمة ويرد في الذهن هذا السؤال: 

ما ثمن الكلمة؟

يا ترى هل لها ثمن؟! وبها نحصد الجنة ونكسب المحبة والكثير الكثير ...

المشكلة أن الواقع في بلدي جعل من الكلمة رخيصة جداً قد لا تتعدى 20 دولاراً فيكفي هذا المبلغ لأكتب لك مقال أمدحك بما يطيب لك وأنعت خصومك بما لم يخطر على بال أضف 5 دولارات وسأجعلهم خونة أو حتى كافرين.

فيا ترى ما مصير من يرفض البيع؟

الجواب بسيط بإمكانه أن يصمت وكأنه حجارة صماء وإن لم يلتزم الصمت فاليستعد للإلتحاق بركب الشهداء فلكلمة الحق ثمن عظيم ستجد عشرات الأشخص يشتموك بكلمات رخيصة إشتراها خصمك وإن لم تشفي غليله سيغتال كلمتك أو يغتالك أنت متناسياً سير الماضين وعبر الحياة التي تقول: أن الحق يهب الخلود وأن ما كان لله ينمو ولا يموت.

الموضوع السابق متى تودعين أعوامك العجاف يابغداد؟

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat