الحشد الشعبي والترصين المؤسساتي
مسیح حسن

منذُ تشكيل الحشد الشعبي في حزيران ٢٠١٤، بعدَ فتوى السيد السيستاني، والإعلام الخليجي يوجه سهامه ضد هذه المؤسسة العسكرية، التي خَدمت العراق بكلِ أطيافه، لا لغاية مقبولة، بل لتشويه الإنتصارات التي يحققها، ما يعطي دعماً معنوياً لداعش.

ولا شك إن الحشد الشعبي على طوال مدة تسيده الموقف الأمني، ألتزمَ بتوجيهات المرجعية الدينية، فكانَ أهل المناطق المُحررة من داعش، خيرُ شاهدٍ على الأخلاق التي يتمتع بها عناصر الحشد، فهم إضافة إلى تسطيرهم أروع ملاحم الشجاعة، سطروا أيضاً صوراً عظيمة لحسن التعامل والخلق الرفيع.

بل طوال الفترة السابقة ونتيجة تصاعد الإتهامات الخليجية للحشد الشعبي، لم تستقبل قيادة الحشد والحكومة الأمر بتعنت، ففتحت المجالس التحقيقية، وشُكلت اللجان، وتقصت الحقائق، وبالتالي حتى المؤسسات الحقوقية الدولية، لم تُسجل خرقاً واحداً ضد الحشد ورجالهِ.

ما حدث مؤخراً من تبني الإعلام الخليجي لشخصية مغمورة، تدعي أنها في قيادة الحشد الشعبي، يعتبر مصداق للأمرين أعلاه، فالخليج يريد تشويه صورة الحشد بأي طريقة، ويفضل أكثر أن تكون غير أخلاقية وبعيدة عن الحقائق، بينما تحرص قيادة الحشد على سمعة المؤسسة، والسعي لترصين تأريخها.

فالمدعو “الباقري النجفي” لا يكاد يكون إلا مُندس، من جهات خارجية أو من نفسهِ، وهو ما جعل الحشد الشعبي يُصدر بياناً يوضح فيهِ كذب إدعاءه، ويطالب بمقاضاتهِ، بل ويحذر كل من يحاول الإساءة لهذه المؤسسة العسكرية، التي باتت مؤسسة حكومية تتمتع بكافة امتيازاتها المعنوية.

“الباقري النجفي” ليسَ البداية، ولا هو النهاية، إن الإعلام الذي يترك المسلمين تحتَ قبضة الإرهاب الداعشي، يشيع فيهم القتل والسبي والإعدامات والتعذيب، ويوجه رصاصاتهِ الى الحشد الشعبي، والقوى الحكومية الأخرى، ويشعل الأزمات، ويحاول تأجيج الطائفية، هو إعلام هزيل لن يكتفي بإعادة المحاولة مراراً وتكراراً، ظناً منهُ أنهُ سينجح، ولكن أحلامه بعيدة المنال..

فالحشد والعراق كلهُ، رغم كل الأزمات والصعوبات، يتجه إلى ترسيخ جذور عمليتهِ الديمقراطية الفريدة، فهنا يقاتل، وهناك يَضغط بأتجاه محاسبة الفاسدين، وهنا وهناكَ يحاول إعادة الحياة والأمل، لنفوس أتعبها التأمر الخليجي.

شخصيات مثل “الباقري النجفي” لا يمكن أن تكون نقطة سوداء، على تأريخ الحشد ناصع البياض، فكما أنهُ أستعارَ أسمهُ ظلماً، ظلمَ الحشد بنسب نفسهُ عليهم، ما يفسر محاولة الإعلام الخليجي اليائس، للنيل من الحشد الشعبي.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


مسیح حسن

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/08/23



كتابة تعليق لموضوع : الحشد الشعبي والترصين المؤسساتي
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net