صفحة الكاتب : نجاح بيعي

هل تعلم .. أنّ المرجعيّة الدينيّة العليا !. الحلقة رقم ( 2 )
نجاح بيعي
  كان للمرجعية الدينية العليا في النجف الأشرف , الدور الرئيسي الكبير والمهم في سدّ الفراغ الشامل ( السياسي والقانوني والاجتماعي والاقتصادي وغيره ) الذي أحدثه تغيير النظام السابق عام 2003 م , واحتلال العراق من قبل القوات الأجنبية بقيادة الولايات المتحدة الأميركية . فأسّست المرجعية الدينية العليا الأسس الكبرى الكفيلة لضمان الاستقلال والسيادة للشعب العراقي , من خلال رفضها للاحتلال الأجنبي , وإصرارها على دستور يكتب بأيدي عراقيّة , وحثّها لإجراء انتخابات دستوريّة تضمن حق مشاركة الشعب بكل أطيافه , في صنع القرار  واختيار شكل نظام السياسي لهم .
ــ فبرعايتها الأبويّة ومواكبتها لمسيرة التحوّل الكبير , نرى المرجعيّة قد تركت بصمة ( موقف منها ) شمل كل مرفق من مرافق الحياة المتنوعة للمجتمع العراقي . وهو دور عظيم قامت به يندر معه دور أي جهة أو طرف , ممكن يخطر على ذي بال . ولأنّ البعض في الداخل العراقي وفي الخارج , لم تعجبه مواقف المرجعيّة لأنها أضرّت بمصالحه السياسيّة , والحزبيّة والقوميّة والفئويّة والطائفيّة , فشنّ حرباً ظالمة عليها , من خلال حملة الافتراءات والتقولات والبيانات الكاذبة عليها , مسخّراً إمكانياته السياسيّة والماليّة والفكريّة والإعلامية , وكان يهدف من ورائها تشويه سمعتها , وللحدّ من مواقفها الوطنيّة والأخلاقية , ولإبعاد الجمهور العراقي وحرفه عنها , ولإرباك الواقع السياسي الجديد . 
ــ ولأجل إزالة الغبار الذي علق على بعض مواقف المرجعيّة المشرّفة جرّاء الحملة المضادة , وإزالة الغشاوة عن أعين الكثيرين ممّن عشوا عن رؤيتها , وتبيان ذلك لمن لا عهد له بذلك ولم يكن يعلم بها , آثرنا أن نطرح جملة من مواقفها البيّنة ,التي حفلت بها أخطر حقبة مرّت على العراق وشعبه , وهي بدايات المرحلة الجديدة التي اعقبت التغيير , وخصوصاً في عامي 2004 م ــ 2006 م , التي شهدت إصرار المرجعيّة بمطالبتها اتّباع السبل الكفيلة للاسترداد السيادة والاستقلال للشعب العراقي من المحتل , حتى تمخضت جهود المرجعية بانبثاق أول حكومة عراقية منتخبة , بانتخابات حرّة مباشرة من قبل الشعب . على شكل حلقات مرقّمة بالتسلسل تحمل عنوان :
( هل تعلم .. أن المرجعيّة الدينيّة العليا .. ) , وبنفس الوقت امتنانا ً وتثميناً وعرفاناً لكل موقف صغُر أم كبر , صدر من المرجعيّة الدينيّة العليا , المتمثلة بسماحة المرجع الأعلى السيد علي الحسيني السيستاني ( دام ظله الوارف ) .
 
((( 5 ))) ــ هـل تـعـلـم ..
.
ــ أنّ الـمـرجـعـيّـة الـديـنـيّـة الـعـلـيـا ..
 
هي أول مَن شخّصت الدّاء الذي ينهش جسد الدولة العراقيّة ومواردها , بعد تغيير النظام عام 2003 م . وحذّرت من تداعياته الخطيرة بشكل واضح لا لبس فيه . ألا وهو ( الفساد الإداري وسوء استغلال السلطة ) وأسمته بـ ( الداء العضال ) , وشدّدت على لزوم تمكين القضاء من ممارسه دوره الفعّال , في ردع ومعاقبة الفاسدين بأسرع وقت . وأوصت بذلك رئيس أعلى سلطة تنفيذية في البلد , في بدايات انطلاق مشواره كرئيس لوزراء العراق عام 2006 م !. فهل التزم بما أوصت به المرجعيّة لما فيه الخير والصلاح للعراق والعراقيين ؟.
ــ جاء ذلك في بيان لمكتب السيد السيستاني (دام ظله) في النجف الاشرف , في 2 ايلول 2006 م , بعد زيارة رئيس الوزراء العراقي ( نوري المالكي ) لسماحته (دام ظله) حيث ورد في البيان : 
" تحدّث سماحته عن ( الفساد الإداري وسوء استغلال السلطة ) , فأكّد على ضرورة مكافحة هذا الداء العضال , الذي يتسبب في ضياع جملة من موارد الدولة العراقية ، وشدّد على لزوم تمكين القضاء من ممارسة دوره , في محاسبة الفاسدين ومعاقبتهم في أسرع وقت " .
ــ نصّ البيان تجده على الرابط التالي :
 
 
 ((( 6 ))) ــ هـل تـعـلـم ..
.
ــ أنّ الـمـرجـعـيّـة الـديـنـيّـة الـعـلـيـا .. 
 
هي أول مَن استقرأ الوضع في العراق بعد التغيير عام 2003 م , وشخّصت (الفساد المستشري في الدولة العراقيّة ) كداء وبيل على الدولة ومؤسساتها , وطالبت على جعل مكافحة الفساد , من أولويات مهام الحكومة الجديدة لخطورته . وحرصت على تكرار طلبها من رئيس مجلس الوزراء مراراً , وحثّت الحكومة على وضع آليات مِن شأنها أن تقضي على هذا الداء الذي سبق وأسمته المرجعيّة بــ ( الداء العضال )  كما وأوصت بملاحقة المفسدين ( قضائياً ) أياً كانوا . فهل كان ذلك كما اوصت به المرجعيّة ؟.
ــ جاء ذلك في بيان صادر من مكتب السيد السيستاني (دام ظله) النجف الأشرف في  27 / 4 / 2006 م , عقب زيارة رئيس الوزراء العراقي ( نوري المالكي ) لسماحة السيد السيستاني ( دام ظله ), حيث جاء فيه : 
" أنّ من المهام الأخرى للحكومة المقبلة , التي تحظى بأهمية بالغة مكافحة ( الفساد الإداري) المستشري في معظم مؤسسات الدولة , بدرجة تنذر بخطر جسيم ، فلا بدّ من وضع آليات عملية للقضاء على هذا الداء العضال , وملاحقة المفسدين قضائياً أياً كانوا " .
ــ نصّ البيان تجده على الرابط التالي :
 
((( 7 ))) ــ هـل تـعـلـم ..
.
ــ أنّ الـمـرجـعـيّـة الـديـنـيّـة الـعـلـيـا ..
 
هي أول جهة بادرت في عراق ما بعد عام 2003 م , الى تنزيه ساحتها وساحة وكلائها الشرعيين في المحافظات . وما شاب سمعتها الرصينة من تشويه من قبل بعض ضعاف النفوس والمغرضين . بما يحفظ ويليق بمقامها المقدس عند جميع المسلمين فضلاً عن جميع العراقيين , في قضيّة ( تزوير مستندات ) باسم مكتب سماحة السيد السيستاني (دام ظله) تخصّ تعيينات آلاف الاشخاص على ملاك الجيش وأجهزة حماية المنشآت وغيرها . وهو ما جاء في مضمون كتاب وزير الدفاع المرقم ( 1031 9 في 26/1/2006، وكتاب أمانة سر وزارة الدفاع المرقم ( 805 ) في 10/7/2006. وأكدت المرجعيّة حينها مِن أنّ الأمر برمّته عبارة عن كذب وتزوير . وأنّها لم يسبق لها أن تدخلت في أمر أيّ تعيين , في أيّ مستوى في أجهزة ومؤسسات الدولة وكذلك وكلاؤها . 
جاء ذلك في رسالة شديدة اللهجة , صادرة من مكتب السيد السيستاني (دام ظله) النجف الأشرف في ( 12/ شعبان / 1427هـ الموافق 6 / 9 /2006م ) إلى رئيس الوزراء العراقي ( نوري المالكي ) بخصوص ذات الموضوع , وطالبته بأن يتخذ الإجراءات اللازمة التالية :
1ـ إلغاء التعيينات التي تمّت على أساس هذه الطلبات المزورة، وملاحقة أصحابها ومعاقبتهم وكذلك كل الذين كان لهم دور في ذلك. 
2ـ التحقيق مع المسؤولين الحكوميين , الذين أخذوا بمثل هذه الطلبات من غير التحقق من صحة صدورها، ومعاقبة المقصرين منهم في هذا المجال. 
3ـ إبلاغ جميع الوزارات والمؤسسات الحكومية , بأن سماحة السيد السيستاني ووكلاءه الشرعيين , لا يتدخلون ( بتاتاً ) في أمر التعيينات الحكومية ، وأن أيّ طلب ـ مكتوب أو غير مكتوب ـ يقدّم إليهم بهذا الشأن فهو غير صحيح ولا بدّ من عدم الأخذ به، بل اتخاذ الاجراءات القانونية بحق حامليه وإبلاغ مكتب المرجعية بذلك .
ــ نصّ الرسالة تجدها على الرابط التالي :
 
((( 8 ))) ــ هـل تـعـلـم ..
.
ــ أنّ الـمـرجـعـيّـة الـديـنـيّـة الـعـلـيـا ..
 
لها السبق بإعلانها الصادق عن موقفها المتضامن وتطلعات وآمال الشعب العراقي . وضمّت صوتها ليكون مع أصوات المظلومين والمحرومين , بلا تفريق بين طوائف وأعراق جميع العراقيين . وثبتت فعلاً وصدقاً على هذا الموقف منذ تغيير النظام السابق عام 2003 م ولحد الآن . وهذا هو سرّ التفاف جماهير الشعب بكل مكوناته حولها , وأشارت بكل بوضوح مِن أنها لم ولن تداهن احداً ( شخصاً كان أم كيان ) فيما يمس المصالح العامة للشعب العراقي , كما أنها حذّرت الحكومة ومنذ انطلاق مشوارها عام 2006 م , من أنها سترقُب أدائها وتشير الى الخلل كلما اقتضت الضرورة .
ــ جاء ذلك في بيان صادر من مكتب السيد السيستاني (دام ظله) النجف الأشرف في  27 / 4 / 2006 م , عقب زيارة رئيس الوزراء العراقي ( نوري المالكي ) لسماحة السيد السيستاني ( دام ظله ), حيث جاء فيه :
" وأشار سماحته إلى أن المرجعية الدينية التي لم ولن تداهن أحداً أو جهة فيما يمسّ المصالح العامة للشعب العراقي العزيز ستراقب الأداء الحكومي وتشير إلى مكامن الخلل فيه كلما اقتضت الضرورة ذلك وسيبقى صوتها مع أصوات المظلومين والمحرومين من أبناء هذا الشعب أينما كانوا بلا تفريق بين انتماءاتهم وطوائفهم واعراقهم " .
ــ نصّ البيان تجده على الرابط التالي : 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


نجاح بيعي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/08/11



كتابة تعليق لموضوع : هل تعلم .. أنّ المرجعيّة الدينيّة العليا !. الحلقة رقم ( 2 )
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net