صفحة الكاتب : نجاح بيعي

هـل الشّـيعة فـي العراق أكثر توحّداً وتعاوناً وتقارباً ؟؟!.
نجاح بيعي
وجهت صحيفة نوفيل أوبزرفاتر الفرنسية عام 2003 , الى المرجعيّة الدينية العليا سؤالها رقم ( 4 ) : 
 
" هل ترى في الوقت الحاضر , أن الشيعة في العراق , أكثر توحداً وتعاوناً وتقارباً , فيما  بينهم عن قبل ؟" .
 
ــ فجاء جواب رقم ( 4 ) من للمرجعية الدينية العليا :
 
" إذا لم تتدخل الأيادي الأجنبية , في الشأن العراقي , فسيكون كل الشعب في العراق , أكثر انسجاماً وتقارباً , لا خصوص الشيعة ! " .
 
ــ أسئلة صحيفة نوفيل أوبزرفاتر الفرنسية .
ــ مكتب السيد السيستاني (دام ظله) النجف الأشرف 1/ رجب /1424 هـ ــ  2003 .
 
ــ لو كانت الأحزاب السياسية العراقية وعلى مختلف مسمياتها , ومتبنياتها الفكرية , ومشاربها الإيديولوجية , أخذت بتلك الرؤية السديدة للمرجعية الدينية العليا , التي أفاضت بها بعد سقوط النظام المقبور عام 2003 , كنصيحة إرشاديّة ووطنية لهم , وبلا مقابل , باعتبارها ( أي المرجعية ) قد شخّصت بنظرها الثاقب العدو الحقيقي للعراق وللعراقيين , وخطره لو تدخل بالشأن العراقي وما ينتج عنه من جرائم وحشيّة بحق الابرياء , وأعطت من باب حرصها وواجبها الشرعي والاخلاقي تلك الرؤية السديدة كنصيحة . لوفرت لهم ( للأحزاب ) الجهد والعناء الكثير , وربما سجّل التاريخ لهم , مواقف وطنية مشرفة تحسب لهم , وتضاف الى ما عندهم من تاريخ جهادي في مقارعة الظلم والجور على مدى تاريخهم . وجنّب الشعب العراقي تلك المآسي المروّعة , من مسلسل القتل الجماعي ( بالجملة ) والواقع بنسبة كبيرة جدا ً , على طائفة معينة دون غيرها .  
ولكن الذي حصل ويحصل هو واحد من اثنين  :
1 ــ إما أن الأحزاب السياسية العراقية جميعا ً ( غـبـيّـة ) وعلى درجة من الحماقة , وأنهم لا قِبَل لهم و ( بسبب الغباء والحماقة ) في إدارة الدولة العراقية الجديدة . لأن ترفض نصيحة شرعيّة ووطنية وأخلاقية , من الممكن أن تعود على العراق والعراقيين الخير كل الخير . وصادرة من جهة معروفة بالصلاح والإصلاح , ولا تشوب إفاضاتها , ( وبشهادة الجميع ) , مصلحة ذاتية أو دنيوية لا من قريب ولا من بعيد , وهذه النصيحة صادرة منذ بدايات الانعطاف التاريخي للعراق عام 2003 م , وبداية مسيرة العراق السياسية الجديدة . 
 
2 ــ أو إنهم فعلا ً عملاء للخارج , تصدّوا للعملية السياسية في العراق , تنفيذا ً لأجندات الدول التي لا تريد خيرا ً للعراق وللعراقيين . وكانوا دمىً إسلامية وليبرالية وعلمانية ووو , تحركها الأيادي الأجنبية , لتخريب ما تبقى في العراق , حتى أتوا الى الحرب الطائفية , وتمزيق النسيج المجتمعي , وهو حلم الأجنبي , فكان مسلسل الدمّ المروع , الذي لا يزال ينال من الشعب العراقي الصابر . كيف لا وقد لُقحت بيضة وجودها بعواصم الغير , ورضعت  أجنداتها حتى استوى عودها ونمى لحمها . حتى أصبحتُم إلْباً على الشعب العراقي  ، ويَداً عليهم لأعدائهم .
 وإلا ّ بماذا يُفسّر استمرار مسلسل القتل اليومي للعراقيين . إنّ تجربة المواطن العراقي , خلال الثلاثة عشر سنة , منذ تغيير النظام السابق وللآن , لم يلحظ من التجربة السياسية , إلا ّ المضيّ قُدما ً نحو السيئ والأسوأ , ولم يلمس إلا ّ الابتعاد التام عن نصائح وإرشادات المرجعية , ولم يشاهد الركض اللاهث والغير مبرر وراء نهب المال العام , والإمتيازات المالية الفخمة , ولم يَر إلا ّ الكسب الفاسد والغير مشروع وتحت غطاء القانون . ولم يمسك إلا ّ الانغماس التام , بتطبيق رؤى وأجندات الأجنبي , السالبة للإرادة والكرامة العراقية , من خلال إثارة النعرات والخلافات وخلق الأزمات , ودعوات الإنفصال والتقسيم وتمزيق الهوية الإسلامية والفكرية وغيرها , حتى توّج الوضع العراقي بفضل ممارساتهم , بدخول تنظيم ( داعـش ) الى العراق وتهديده بالكامل لولا المرجعية .
وكنتيجة يخلص المواطن العراقي اليوم , ومن خلال معايشته للتجربة الدمويّة , مع جميع الأحزاب والكتل والتيارات , سُنيّة كانت أم شيعية , وعربية كانت أم كردية أو غيرها , بزعاماتها ورؤسائها ومرجعياتها , قد جمعت بين الغباء والحماقة من جهة , وبين العمالة للأجنبي من جهة أخرى . 
وبالتالي سيكون كل الشعب في العراق , ومن غير هؤلاء الحمقى العملاء , قـطـعـا ً أكثر انسجاماً وتقارباً , لا خصوص الشيعة  فقط وإنما جميع مكوناته بلا استثناء .

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


نجاح بيعي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/05/13



كتابة تعليق لموضوع : هـل الشّـيعة فـي العراق أكثر توحّداً وتعاوناً وتقارباً ؟؟!.
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net