في ذكرى استشهاد الامام موسى الكاظم (ع).. نهج أمية ماضٍ في تقطيع الأمة ورهاب الدين
جميل ظاهري
 عادت أمية وأبناء عمومتهم "بنو قريضة" يرفعون رايات يا لثارات بدر وخيبر والخندق وصفين والنهروان وأطلقت عنان فتاوى وعاظ سلاطينها الذين لا صلة لهم بالاسلام لا من قريب ولا من بعيد ليفتوا باستباحة دماء المسلمين واستهداف بلدانهم وتدمير مدنهم وانتهاك حرماتهم وحرق الأخضر واليابس وذبح الصغار والكبار رجالاً ونساءاً وتقطيع أوصالهم وأكل أكبادهم معيدين للذاكرة فعلة أمهم "هند" بجسد حمزة سيد الشهداء .
أخذ من حمل لواء "الداعية" و"مسند الفتاوى" ممن أضحوا مطية لأبليس والشيطان الأكبر وربيبته الكيان اللقيط وزعماء الجاهلية والقبلية والصنمية ممن يترأس "نظام الاعتدال العربي" على عاتقهم بان لن يتركوا للأمة الاسلامية ولا لشعوبها فرصة للراحة أو مجالاً للانسجام والتلاقي أو خيطاً من خيوط الأخوة الاسلامية رسالة خاتم المرسلين وحبيب رب العالمين (ص) خلاصاً للبشرية من الظلام والشرك والجهالة والاستحمار، مصرين على إشغالها بالخلافات والنزاعات المهلكة التي تعمّها وتتخلّل صفوفها عن قضية المطالبة بالحقوق والاصلاح والتغيير المطلوب اسلامياً .
فألبسوا فتاواهم حلة طائفية لتزحف الى كل شبر من الوطن الاسلامي لتأكل أخضر هذه الأمة ويابسها، حيث أضحى شعار الطائفة والمذهب والقومية التي نأى عنها الاسلام، هو الشعار المختار والمفضل عند هذه الفئة الباغية التي تقود الأمة سياسياً ودينياً حيث أخذت على عاتقها بأن لا ترحم الأمة ولا تراعي حرماتها حرمات الله (جل وعلا)، فئة لا يهمها أمر الدين ولا قدسيته وكل ما يهمها كرسي الحكم وسلطانه، وهو الأكثر امتطاءاً من هؤلاء الذين أبتليت بهم الأمة لنشر الفتنة، وتفجير الأوضاع، وتفتيت وحدة الأمة وكيان الشعب الواحد، وتمزيق أشلائه، في كل مكان من العراق الجريح الذبيح وحتى الجزائر ومن سوريا حتى اليمن الدامي بعدوان جاهلي، مروراً بلبنان ومصر والبحرين الذي لم يبق من جسده إلا واستهدفته يد الغدر والنفاق والخيانة الأموية - الصهيونية - العربية - الجاهلية - الخليجية العميلة.
يستهدفون بفتنتهم الطائفية ومذهبيتهم المشتعلة كل شبر من أرض عراق علي والحسين عليهما السلام حقداً وبغضاً وكراهية للدين الاسلامي المحمدي الأصيل ولأهل بيت النبوة والرسالة (ع) ولأتباعهم وشيعتهم ومحبيهم ليزيدوا البلاد ويلاتاً ودماراً ظناً منهم أن شيعة محمد (ص) وعلي (ع) وأبناءهم المعصومين الميامين (ع) سيتراجعون عن حقوقهم الحقة ومعتقداتهم الراسخة خوفاً من سيارات حقدهم المفخخة أو أحزمتهم الناسفة بفعل جهلتهم ومغفليهم مستهدفين الأبرياء العزل ويسفكوا دماءهم البريئة، خاصة كلما أقتربنا من مراسم دينية عهد الشعب العراقي القيام بها على أفضل الأشكال والصور لتبقى شوكةً في عيون أعداء أهل بيت النبوة والامامة من القاسطين والمارقين والمنافقين .
فتنة "سقيفة بني ساعدة" عقدت نطفة الانحراف في قلوب الذين يأسوا وحملوا في نفوسهم عداء محمد وآل محمد صلى الله عليه وآله وسلم وشيعتهم ومحبيهم وانصارهم ومواليهم وعقدوا العزم على تفريق حشود المسلمين وتمزيق صفوفهم الموحدة بمختلف الاساليب والحيل والخدع، فاستهدفوا أئمة المسلمين أبناء الرسول (ص) وشيعتهم وأنصارهم هنا وهناك بعناوين مختلفة منها .
التاريخ يروي ما صنع بنو أمية ومن بعدهم بنو العباس ببني هاشم وشيعتهم، وكيف استباحوا دماءهم وهتكوا أعراضهم وصادروا أموالهم وبنوا الكثير منهم بين الجدران وجعلوا الآخرين في مقابر جماعية أمتدت على طول التاريخ وما المقابر الجماعية التي صنعها المقبور "صدام" في العراق ومن خلفه الارهاب الوهابي السلفي التكفيري إلا نموذج من تلك الأفعال الشنيعة التي مرت على أهل البيت (ع) ومحبيهم طوال التاريخ خوفاً من اعتلاء كلمة الاسلام المحمدي الأصيل الذي جاء به خاتم الرسل (ص) وتبناه أبناؤه من أئمة المسلمين واحداً بعد آخر وقدموا الغالي والنفيس من أجله.
الامام موسى بن جعفر الكاظم (ع) الذي نعيش ذكرى استشهاده المؤلم على يد الطاغية العباسي "هارون"، رمز من رموز أئمة الهداية والنور الألهي الذين عانوا ما عانوا من الفكر الأموي - العباسي - التكفيري - السلفي - النفاقي، حيث عاش مرحلته في حركة العلم بجميع حاجات الناس في عهد "هارون" الذي عرف بسلطته الظالمة تجاوز بها حدود الله (عزوجل)، وعندما ندرس حركته من خلال الذين تعلّموا منه ورووا عنه، فإنَّنا نجد مدرسته تتميّز بالتنوّع في الذين أخذوا منها ما أخذوه من علم، بحيث لم تكن مدرسته مدرسةً مذهبيّةً تقتصر على الذين يلتزمون بامامته وحسب، بل كان مرجعاً لكلِّ الناس الذين يتنوّعون في اهتماماتهم.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


جميل ظاهري

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/05/03



كتابة تعليق لموضوع : في ذكرى استشهاد الامام موسى الكاظم (ع).. نهج أمية ماضٍ في تقطيع الأمة ورهاب الدين
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net