كثيرا ما نسمع من بعض المدعين الملتبسين شبهة ان جوهر الاديان يقوم على فكرة الايمان بالنصوص المقدسة كسبيل اوحد للحقيقة، بانين تصورهم هذا على بعض الاحكام العملية التعبدية و التقليد لرجل الدين – و هو اعم من النبي او الامام او العالم و المجتهد –
و يتغافل هؤلاء انهم ربما يقعون فيما حذروا منه ، و خصوصاً بعض المغتربين الذين عاشوا في مجتمعات يغلب عليها ردة الفعل السلبية من الدين بسبب تصرفات رجال الدين و المؤسسة الدينية في تلك المجتمعات ، بل انهم يدعون الى تخلي المجتمع المتدين عن عقائده و مفاهيمه و احكامه امام عادات و تقاليد و عقائد المجتمعات الاخرى المنبهرين بها و التي ازاغت ابصارهم ببهرجها و اضوائها الساطعة .
نعم ، قد نجد الكثير من التجارب الفاشلة في المجتمعات المؤمنة و المتدينة ، و هي في الغالب نتيجة تسلط بعض القيادات الدينية الجاهلة و تغييب عقل الامة و المجتمع ، و هي مسالة لا علاقة لها بجوهر الدين من جهة فلا يعرف الحق بالرجال بل يعرف الرجال بالحق ، و هذا مبدأ ديني و قاعدة مترسخة في المجتمعات الدينية وان اسيئ تطبيقها في تلك الحالات، و من جهة اخرى فان التعبد بالرجال لا بالحق ظاهرة اجتماعية انسانية عامة ، غير مختصة بالمجتمعات المتدينة او غير المتدينة ، فاننا عندما ننظر الى الجهة الاخرى نجد الكثير من افراد تلك المجتمعات يسيرون زرافات زرافات خلف قادتهم و مشاهيرهم و علمائهم بشكل اعمى و في تجارب اكثر فشلا و دموية و عنفية من التجارب الدينية الفاشلة ، و ليس ببعيد عنا هتلر و موسليني و لينين و غيرهم ممن قهر الشعوب و اباد الحرث و النسل بحروب و معارك باطلة بل و غير انسانية كالحرب العالمية الاولى و الثانية و الحروب الاهلية و المناطقية و الاقتصادية التي سادت تلك المجتمعات في الفترات الاخيرة ..... يتبع
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat