نُحيلُ الذين يطعنون بدور الحشد الشّعبي المقدّس ويشكّكون بانجازاتهِ الى اعراضهِم وأهليهِم في المناطق المحرّرة من يد الاٍرهابيّين، ليسألونهم عن الذي حمى الارض وصان العِرض؟ من الذي أُريقت دماءه الطّاهرة في ارض المعارك المقدّسة في كل شبرٍ تحرر من دنس الاٍرهابيّين؟ لماذا اختلطت دماء أبناء القوّات المسلّحة ودماء أبناء الحشد الشعبي ودماء قوات البيشمرگة ودماء ابناء العشائر الغيورة في ساحات العزِّ والشَّرف والكرامة؟ الا يكفي هذا دليلٌ على وحدة الهدف والمنطلق والانجاز؟.
وحدهم الذين لا شرفَ لهم ولا كرامة هم الذين يتنكّرون لتضحيات الحشد الشّعبي، وهم وحدهم الذين يميّزون بين شهيد وآخر وبين دمٍ وآخر، لزرع الفتنة والفُرقة في صفوف المجتمع العراقي لاضعاف جبهة الحقّ لصالح جبهة الباطل التي يصطفّ بها كل الارهابيّين من مقاتلين وسياسيين ومُرجفين في المدينة ممّن يُثيرون الشّكوك وينشرون الأخبار الكاذبة والتّحليلات والصّور والافلام المفبركة.
انّني اذ احيّي تضحيات أُسر الشّهداء والجرحى والتي قدمت فلذات أكبادها قرابين في ساحات الكرامة، لابدَّ من تذكير الجميع بحقيقة انّهُ لولا هذه التّضحيات العظيمة لما صانَ احدٌ عِرضنا وشرفنا، ولولاها لانتهكَ الارهابيّون كلّ المقدسات، ولأَتَوا على آخِرنا، ولذلك ستبقى هذه التّضحيات الجسيمة دَيْنٌ في رقاب العراقيين ازاء أُسر الشهداء والجرحى لن ينسوه أَبداً، فالعراقيون معروفون بالوفاءِ لدماءِ الشّهداء فهم لن ينسوا أَصحاب الفضلِ عليهم من الشّهداء والجرحى والمعوّقين، وان الذين يقلّلون من أهميّة هذه التّضحيات او يفرّقوا بين تضحيةٍ واُخرى بمعايير الهويّة والانتماء والخلفيّة لن يجدوا لهم مكانا في ذهنيّة العراقيّين وواقعهم.
انّ اي انتصار يتحقّق في كلّ شبرٍ من العراق وعلى يد مَنْ كان من القوّات الباسلة، انّما هو ملكٌ لكلِّ العراقيّين، فالنصر عراقي بامتياز، من دون ان يعني ذلك تنكّرنا لمن ساعد وساهم في تحقيق هذه الانتصارات ابداً، الا ان الدّم الذي لازال يُراق في سوح الحرب على الارهاب هو دمٌ عراقيّ بامتياز بغضّ النظر عن انتمائهِ وخلفيّتهِ وتحت ايّ عنوانٍ قاتل.
انا احذّر العراقيّين من خطر التّمييز بين المقاتلين، واحذّرهم من خطر الانجرار وراء الإشاعات والدّعايات والأخبار الكاذبة التي تحاول التّقليل من أهميّة ايّ نصرٍ يتحقّق في سوحِ القتال بحجّة مشاركة او عدم مشاركة هذا الفصيل او ذاك، فليس من مهمة اي أحدٍ سوى القيادة العامة للقوّات المسلّحة تحديد نوعيّة الخُطط العسكريّة وصنوف المشاركين في كلّ معركةٍ على حدة من معارك الحرب على الارهاب، اذ ليس من حقِّ أحدٍ وليس من مسؤولية أَحدٍ فرض تصوّراته الخاصّة عند التّخطيط والتّنفيذ والتي يُرِيدُ بها أصحابها تحقيق اجندات خاصة لتوظيفها في اقربِ معركةٍ انتخابيّة!.
ينبغي ان تنتهي الأطراف التي تشوّش على العمليّات العسكرية وتثير الضّوضاء مع كل واحدةٍ منها وتحاول سِرْقَة الانتصارات لتسجيلِها باسمِها، ينبغي عليها ان تنتهي من هذه السّياسات التي اثبتت فشلها بسبب وعي العراقييّن واستيعابهم للوضع الأمني والعسكري والاعلامي لما يجري في سوح القتال.
امّا بشأن ما سمّيَ بالتحالف الذي أعلنت الرّياض عن تشكيله مؤخراً، فأنا أُطمئن العراقيّين وكل شعوب المنطقة من أَنَّهُ ليس اكثر من عنوان فارغ لا يهشّ ولا يبشّ، فلازالت الرّياض متورّطة في وحل حربها في اليمن وكذلك في سوريّا والبحرين فلن تفكّر بحماقةٍ جديدةٍ.
ولن يُسمح لنظام القبيلة الفاسد الحاكم في الجزيرة العربية بأن يتمدّد اكثر من حجمهِ الحالي المرسوم له.
إِنَّهُ بقرةٌ حلوب تُرادُ للفتوى حتى تحرّض على الارهاب وللمال لتغطية نفقات الحروب في المنطقة تحديداً لحين ذبحِها قريباً باْذن الله تعالى، بعد ان انتهت مهامّها تقريباً.
انّ الاحصائيّات التي نشرتها قبل يومين صحيفة (نيويورك تايمز) بشأن مبيعات السلاح الأميركي، والتي تصدّرت الرّياض رأس القائمة، دليلٌ قاطع على هذا المعنى.
*ملخّص حوار بالهاتف على الهواء مباشرة لإذاعة (المثنّى) التي تبثّ من مدينة السّماوة العراقيّة مع الزّميل المحرّر عزيز جابر النّصراوي.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat