صفحة الكاتب : نجاح بيعي

ستـنهَزمُ دَاعِش .. وسَينتصـِرُ الشّعب , بإقامَة الحُكم ِ الرّشيد!!.
نجاح بيعي

 (( هل لدى المرجعية الدينية العليا , رؤيا واضحة لما يجري من أحداث ؟! وإذا كان كذلك , هل تمتلك ردّاً مناسبا , إذا ما ساءت الأمور أكثر؟! وما هي أداة الردّ المناسب التي تمتلكها ؟! )) .

إن طابع النبرة المتصاعدة والمضطردة , لتوجيهات وإرشادات المرجعية الدينية العليا في النجف الأشرف , ورؤيتها لمجمل القضايا المصيرية , على المستويين المحلي والدولي , منذ عام 2003 وللآن , لا يخرج عن طابع وعمل مدرسة الأنبياء والأوصياء (ع) من خلال تواجدهم بين ظهرانيّ أممهم ,وتعاملهم من حيث الشدّة واللين مع مجتمعاتهم وإرشادهم نحو التكافل والتكامل الاجتماعي .
من هذا المنطلق , يجب علينا أن نعرف بأن المرجعية , لا تسكن في برج عاجيّ بمعزل عن الناس , كما يصفها بعض السفهاء . فهي لهم وبهم وفيهم , لاشتمالها على البعد الإلهي , لهذا المقام السامي , باعتبارها صاحبة النيابة المقدسة عن الإمام المعصوم ( عج ) , وهي ناظرة إلى أحوالهم وتطلعاتهم ورشدهم , وتتحرك وفق ذلك , بأدوات وأساليب عدة , من حيث الشّدة واللين , تقدرها لدفع الضرر المحتمل , ابتغاء المصلحة العامة الضامنة لسعادة الدارين لهم ( لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيَى مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ وَإِنَّ اللَّهَ لَسَمِيعٌ عَلِيمٌ ) 42 ـ الأنفال .
فحينما نلحظ مثلا , عدم تجاوب أو رفض بعض شرائح المجتمع , لتبليغات وتوجيهات المرجعية , نرى أنها لم تلزمهم على ذلك , ولكن بالوقت نفسه , تحتفظ بالردّ , باحثة عن أسلوب جديد آخر يكون مجديا , مُتحيّنة الفرصة المؤاتية لتبرزه بنبرة أشد , بلحاظ الضرر المتزايد جرّاء عدم الأخذ بما جاءت به المرجعية أولا , ولإلقاء الحجة على من لم يذعن لها .
فنراها تكرر أحيانا خطابا ما ,عدة مرات لعلمها إن هناك من يعي ذلك . ومن جانب آخر نراها تسدّ بابها بوجه من لا يعر أهمية لتوجيهاتها , ولا تستقبله .
وقد يكلف موقف ما , المرجعية بأن تنزل بنفسها إلى الميدان إذا تطلب الأمر ذلك , وهي قطعا لا تألو جهدا ولا تدخره , كما حدث عام 2004 وبادرت بنفسها ميدانيا وحلت أزمة النجف المستعصية , ولولا موقفها المشرف آنذاك , لأتت الحرب المستعرة , وأكلت الأخضر واليابس .

أو تعمد إلى إرسال مقتضبة إن كانت تفي بالغرض . كما حدث عام 2004 وأرسلت المرجعية برسالة في 17/ ربيع الثاني 1425 ــ إلى رئيس مجلس الأمن الدولي , تحذره من أي محاولة لإضفاء الشرعية على قانون إدارة الدولة العراقي السيئ الصيت , من خلال تضمينه في القرار الأممي المرقم ( 1546) . وبذلك أسقطت المرجعية مؤامرة بعض الأطراف السياسية العراقية في إضفاء الشرعية , على ما لا أساس له من شرعية .
وما فتوى الجهاد الكفائي ضد العصابات الإجرامية ( داعش ) ببعيد , والتي فاجأت الجميع وذهل لها العالم , في 13/ حزيران 2014, في وقت كان العراق يغرق بانهيارات سياسية وأمنية واقتصادية عدة , وقد راهن الكثيرين على فشلِها وإفشالها , بل ذهبت أطراف سياسية عراقية عبر ماكيناتها الإعلامية , وأطراف دولية بتسويق ربط نجاح الفتوى , والنصر على داعش بـ ( شخصية سياسية ) معينة أو ربط ذلك كله بمساعدات بلد آخر , حتى جاء ردّ المرجعية , مفندة كل هذه الترهات من خلال خطابها لكل المتطوعين العراقيين بقولها ( لو قاتلتموهم بالحجارة لانتصرتم ) .
و بعد أن كتب الله تعالى النصر تلو النصر , عمدوا على تشويه سمعة المتطوعين من ( الحشد الشعبي ) وتثبيط معنوياتهم بحملة شرسة , بالمقابل تضخيم قدرات داعش العسكرية , وتصويرها على أنها لا تقهر , أو إن دحرها يحتاج لسنوات عدة , فحسمت المرجعية أيضا الأمر بردّها ( صبرٌ قليلٌ ونصرٌ قريب ) .
واليوم .. وقد تلبدت الأجواء بتحديات جديدة وخطيرة , على المستويين المحلي والدولي , وهي تنذر بما هو دمويّ وكارثي ّ على الشعب العراقي , فضلا عن شعوب المنطقة .
فالداخل العراقي لا يزال يمور بكل ما هو سلبي ويرزح تحت طائلته كالمرض المزمن , فالمحاصصة المقيتة , لا تزال تشل الحياة السياسية في السلطات الثلاث للدولة , وبظلها يعج كبار سرّاق المال العام واللصوص , الذين يقف ورائهم مجمل الأحزاب والكتل والتيارات , المشاركة في العملية السياسية , سواء الشيعية منها أو السنية والكردية . مضافا إليها توقف عجلة الإصلاح , و إزمة أسعار النفط العالمية , ومواصلة الدعم السري الغربي والأقليمي لداعش , مقابل شحّة المساعدات العسكرية واللوجستية للحشد الشعبي وللقوات الأمنية
أما خارجيا , وبعد تداعيات التدخل الروسي العسكري المباشر في سوريا , و إسقاط إحدى طائراتها الحربية من قبل الأتراك , الذين توغلوا مؤخرا في الموصل بعدوان عسكري جديد وغير مسبوق , بتواطؤ كردي مفضوح , وصمت سياسي عراقي مخجل . في حين تصرّ الولايات المتحدة الأميركية على إرسال قوات عسكرية إلى العراق, وعزمها على إنشاء جيش عربي سنيّ , يتكون من جيوش البلدان العربية ( كمصر والسعودية والأردن ـ وتركيا ) بقيادة غربية , يتولى تغيير النظام في سوريا , ويتعهد بإقامة الإقليم السني في العراق , ويتكفل بطرد النفوذ الروسي والإيراني من المنطقة .
المرجعية الدينية كقيادة شيعية عقائدية , تختلف جذريا عن كل قيادة , ممكن أن توصف بهذا الوصف , لامتلاكها عنصر المفاجأة المربك للعدو , وانطوائها على سرّ استحالة التنبؤ بتصرفاتها البتة , والنقطة المهمة الأخرى, وجود الجذبة الإلهية في رؤاها وأسلوبها , وأداة عملها !.
فهي إذن .. وجوابا على التساؤلات المطروحة , إن المرجعية تمتلك الرؤيا الواعية والواضحة المطمئنة , لما يجري من أحداث وما سيجري . وكذلك حتمية امتلاكها الردّ المناسب ,. والأداة المناسبة لكل ما يحدث , متمثلة ( بالملايين المؤمنة ) , ووعيهم وإذعانهم لما يصدر عن قيادتها ( المتمثلة بالمرجعية ) وهذا ما أشارت إليه في خطابها الرائع والفريد , التي جاءت بها الخطبة الثانية من صلاة الجمعة (21صفر 1437هـ) الموافق لـ(4كانون الأوّل 2015م) وعلى لسان الشيخ الكربلائي . حيث أسهبت المرجعية , هذه المرة في الإشادة بجموع الزائرين لأداء زيارة الأربعين إلى حدّ الإعجاب , وشكرهم شكر خاص (( وشكرٌ خاصّ لجميع الزائرين الذين كان لانتظامهم الواعي في أداء مراسيم الزيارة دورٌ مهمّ في هذا النجاح !؟ )).
فالحشود المليونية المؤمنة ( القاعدة الشعبية ) كانت قد نالت الرعاية الخاصة , من قبل مقام المرجعية مذ أن انبثقت عبر مئات السنين إلى يومنا هذا , والتي ليس لها سلاح إلا ّ سلاح الإيمان , مشكـّلة الثالوث المرعب ( القضية الحسينية ـ المرجعية ـ القاعدة المؤمنة ! ). الذي هزّ ولا يزال يهزّ عروش الطواغيت وأئمّة الجور , وأرعب العدوّ والصديق . (( إلا ّإنّ هذه الجموع المؤمنة بقضيتها , التي ليس لها سلاحٌ إلا ّ سلاح الإيمان والولاء , للإمام الحسين( ع )، قد استطاعت بفعل إرادتها الصلبة , وعزيمتها الراسخة ,الاستمرار في هذه المسيرة بل ضاعفت من ألقها ووهجها ..)) .
فهي إشادة عظيمة وبارعة لتك الحشود المؤمنة التي أدامت المسيرة المليونية لأربعينية الإمام الحسين( ع ) التي جاء وصفها وهي تتحدى مخاطر الإرهاب والظروف النفسية الصعبة والأزمات المتتالية ومن خلال عقود من الزمن , بأنها خليقة بأن (( تـُعطي درساً إيمانياً وطنياً عظيماً لأبناء الشعب العراقي )) .
وإنما حصل ذلك من خلال التمحيص لهؤلاء العراقيين (( أنّ جموع الزائرين قد واجهت برجالها ونسائها وأطفالها, من الأجيال الحاضرة ومن أسلافهم الماضين , تحدّيات ومصاعب كبيرة خلال سنين طويلة، والتي تتفطّر لها صخورُ الجبال سواءً كان على مستوى المحاربة والبطش والتنكيل من الحكّام أو التفجيرات الإرهابية الحاصدة لأرواح الآلاف منهم خلال السنوات الأخيرة !؟. )).
ويأتي الوعد الإلهي ( ببشارتين للشعب العراقي ) تجعل المرء على يقين , بأنّ هذا الشعب المضحّي والصابر :
1 ـ (( سينتصر على أعدائه و ستنهزم عصاباتُ داعش , ويتحطّم جبروتها وطغيانها وظلمها على صخرة صمود وصبر وتضحية الأبطال في القوّات المسلّحة والمتطوّعين وأبناء العشائر الغيارى !؟ )) .
2 ـ و ستكون العامل الأساس لــ (( لغلبة وانتصار الشعب العراقيّ في معركة الإصلاح ــ وإقامة الحكم الرشيد ــ وتخليص البلد من مجاميع الفاسدين الذين جعلوا العراق منهباً ومسلباً لنزواتهم وأطماعهم !؟.)).


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


نجاح بيعي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/12/09



كتابة تعليق لموضوع : ستـنهَزمُ دَاعِش .. وسَينتصـِرُ الشّعب , بإقامَة الحُكم ِ الرّشيد!!.
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net