صفحة الكاتب : الشيخ ليث عبد الحسين العتابي

تاريخية النص القرآني 4
الشيخ ليث عبد الحسين العتابي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
المعروف ان العلماء ـ على سبيل المثال ـ يستشهدون على صحة قاعدة نحوية أو بلاغية بشاهد قرآني لإثبات صحة القاعدة ( المفترضة ) ، و ليس العكس ، فالنص القرآني لا يمكن ان يخضع لسلطة المخلوق ، بل العكس هو الصحيح .
ان التيار ( العلماني ) يريد تجنب النص و النأي بالذات عنه تحقيقاً لمرجعية بديلة كائنة ما كانت خارج الاطار الديني . كما و ان اعتبارهم بأن القرآن الكريم ( منتج ثقافي ) من أكبر التجنيات عليه . 
ان عملية التفكيك المضنية التي مارسها ( أبو زيد ) لمفهوم الوحي ما هي إلا محاولة لن تجدي نفعاً لأنها قد ابتعدت كثيراً عن فكر المدرسة القرآنية الحقيقية ، الا و هي مدرسة أهل البيت ( عليهم السلام ) فهم ( الراسخون بالعلم ) ، و هم ( تراجمة الوحي ) ، و ( عِدل القرآن ) و هم الثقل الثاني التالي للقرآن الكريم .
فصار البعض يُثير مسألة ( تطور اللغة ) قبال ( تخلق لغة القرآن ) ذلك ان لغة القرآن ـ بحسب المدعى ـ قد استفادت من لغة عصر النزول و من ثقافة ذلك العصر المليء بالخرافات و الأساطير من قبيل الملائكة و الجن و الشيطان و ما شابه ذلك مما يعني تضمن القرآن للخرافات و الاساطير ، و ان هذه المسميات قد استعرضها القرآن نتيجة ظروف خاصة تحكي عصرها و ثقافته و لذلك لا يمكن بأي حالٍ من الأحوال تسريتها للعصور اللاحقة أو الأخذ بها( ) .
و هذا هو نفسه كلام ( محمد أحمد خلف الله ) حول القصص القرآني و التي يقول عنها : ( العقل الإسلامي غير ملزم بالإيمان برأي معين في هذه الأخبار التاريخية الواردة في القصص القرآني و ذلك لأنها لم تُبلّغ على أنها دينٌ يُتبع و إنما بُلغت على أنها المواعظ و الحكم و الأمثال التي تُضرب للناس ، و من هنا يصبح من حق العقل البشري أن يهمل هذه الأخبار أو يجهلها ، أو يخالف فيها أو ينكرها )( ) .
إلى مقولات ( عبد الكريم سروش ) المستنسخة عن المقولات الاستشراقية القديمة ، إذ نجده يقول : ( ان النبوة هي نوع من التجربة و الكشف )( ) .
نعم ، ( إن مطلوبية التأويل لم تُمثل حاجة أولية في فهم القرآن بقدر ما تمثل بُعداً معرفياً عميقاً للقرآن نحتاج فيه إلى المُحكم القرآني و بيانات المعصوم " ع " فليست هنالك نتائج متعارضة و متناقضة على صعيد نصوصه الأولية التي تمثل الظاهر القرآني بخلاف ما عليه النص الديني في التوراة و الإنجيل )( ) .
ان قابلية ( الجري و الانطباق ) القرآنية لهي من أروع ما تميز به القرآن الكريم ، فهي تبين مدى حياة النص القرآني ، و التي يصورها لنا الإمام الصادق ( ع ) بقوله : (( إن القرآن حي لم يمت و إنه يجري ما يجري الليل و النهار و كما تجري الشمس و القمر و يجري على آخرنا كما يجري على أولنا ))( ) .
لقد تم تقسيم النص ( حداثوياً ) إلى ثلاثة أقسام هي :
1ـ النص الإعلامي .
2ـ النص العلمي .
3ـ النص الأدبي .
و في سياق هذا التقسيم المعاصر فقد نسب ( النص الديني ) إلى النص الأدبي .

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


الشيخ ليث عبد الحسين العتابي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/10/27



كتابة تعليق لموضوع : تاريخية النص القرآني 4
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net