فُضها عاد يا رئيس الوزراء!!
فالح حسون الدراجي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
فالح حسون الدراجي

دعوني أوضح الأمر قبل ان يذهب الخيال ببعض القراء بعيداً فيتصور إني أقصد بعبارة (فضها يا رئيس الوزراء) مطالبة دولته بمغادرة موقع الرئاسة، وتسليم الكرسي الى شخص آخر. أو قد يتصور البعض إني اطلب منه الضغط على المسؤولين عن ملف السجناء والموقوفين المجرمين، الملطخة أيديهم بدماء العراقيين، بالإسراع في معالجة هذا الملف الخطير، لاسيما وأن الكثير من المحكومين بالإعدام قد سمن، وأنتفخ كرشه حتى أصبح بعضهم مثل (الچوب)، بسبب الكباب، وضرب التشريب، وزنود لحم القوازي، والرز العنبر المطبوخ بالدهن الحر!!
إن تناول الأطعمة الدسمة، مع الحلويات الملوزة، التي تصلهم يومياً من (نعوش) فرع الأعظمية.. وبفضل النوم (للظهر) تحت أجهزة التبريد سببت السمنة للدواعش (المحترمين).. ما قد يدفع ببعض القراء الى أن يتصور أني أطلب في هذا المقال من الرئيس العبادي الإسراع بحز رؤوس الخراف التي أنتفخت، فأقول له جازعاً: (فضها عاد يارئيس الوزراء).. يعني فضها وإعدمهم!!
أو ربما يعتقد البعض الآخر، أني أطلب من دولته أموراً أخرى مثل الإهتمام بشريحة الشباب، وتوفير فرص العمل لهم، كي لا يهاجروا الى الخارج لجوءاً، أو أطالبه بمراعاة ظروف الطبقة الفقيرة التي أصبح منظر بحث أطفالها عن كسرة خبز في حاويات الزبالة أمراً طبيعياً، أو أطلب منه الدفاع عن الحشد الشعبي، خصوصاً أمام (نواب) قطر، والسعودية في العراق، الذين يحاولون الإساءة له، ولدماء شهدائه بإستمرار، أو أطلب منه تعديل رواتب الموظفين، والمتقاعدين، وغير ذلك من القضايا المصيرية الملحة.. وقد يظن البعض الآخر، أني أقصد بعنوان مقالي هذا، الطلب من رئيس الوزراء أن يمارس عراقيته (الحارة)، ويشتد ولو لمرة واحدة فيوصي وزارة الخارجية العراقية بمعاقبة السخيف أمير قطر على تطاوله على تاج رأسه الحشد الشعبي المقدس، في كلمته البائسة في نيويورك، فيلجم هذا (الصبي إبن المتصابية) بما يناسبه من الردود، التي أجد أن أقواها هو رد (النعالات الشطراوية المعدِّلة)!! وأظن أن هذه القضايا التي تباطأ العبادي في معالجتها قد دفعت بعض القراء الى الظن بأني ضجرت، فصرخت به غاضباً:- (فضها عاد يارئيس الوزراء)!!
لكن الحقيقة التي قصدتها في المقال غير ذلك تماماً، مع أن جميع التصورات المطروحة هنا صحيحة، ومطلوبة، لكن الذي قصدته كان طلباً ورغبة جامحة في أن يقوم العبادي فوراً بالطلب من الحكومة الروسية، بالمشاركة رسمياً وعملاتياً في الحرب العسكرية ضد داعش في العراق أيضاً، مثلما فعل الرئيس السوري.. لأن الشعب العراقي بجميع ألوانه- عدا أتباع السعودية طبعاً- يتمنى مشاركة روسيا خصوصاً طيرانها الجبار، الذي يضرب اليوم في سوريا أوكار الإرهاب الداعشي وغير الداعشي بقوة وإقتدار وصدق، بدليل أن صراخ الحكومة السعودية وعملائها قد وصل عنان السماء جراء هذه الضربات الموجعة.. علماً أن روسيا راغبة كذلك في المشاركة بحرب العراق ضد داعش، وكي نصدق أن روسيا تتمنى ذلك، تلك الإشارة الواضحة التي أطلقها بوتين، حين قال بوضوح:-
نعم سنشارك في العراق إن طلب منا العراق ذلك رسمياً!! ( أي بعد شتريد يا دولة الرئيس أكثر من هذا الوضوح؟! قابل تريد بوتين يجيك للبيت، يتوسل بيك، ويبوس أيدك.. لو تريده يجي من موسكو للخضراء، يضربلك چقلمبة ويروح، مادام الخضراء مفتوحة هالأيام؟
الرباط: عمي، حجي، عيوني، گلبي، چلاويي، روحي، تاج راسي، دكتور، أبو كرار، أبو الغيرة، دولة الرئيس، فدوة أروح لعيونك الحلوة.. ما تفضها وتطلب من الرَجَّال خل يجي يأدبلنه ذوله الدواعش الهتلية.. مو دمَّروا البلاد، وسبوا العباد.. أي شمتاني بعد ما تگلي، رحمة على والديك.. أي ما يصير لا أنطيك، ولا أخلي الله ينطيك..
عمي دفضها رحمة للحمزة أبو حزامين.. فضها مادام الرجال الله هاديه.. فضها.. فضضضضضضها!!
بتاريخ 6 أكتوبر، 2015 2:06 ص، جاء من center center <center.pdc@gmail.com>:
احمد الچلبي.. مصباح الحرية
فالح حسون الدراجي
جريدة الحقيقة
أكتب هذه المقالة بكامل عراقيتي، ومهنيتي، وحياديتي. أكتبها ليس دفاعاً عن أحمد الچلبي.. فالچلبي ليس متهماً لا سمح الله، فمن كان بحجم، وأصالة، ووطنية هذا الرجل، لا يمكن أن يكون متهماً، ولا تستطيع كل محاكم الدنيا أن تتحمل إثم مُحاسبة هذا الكائن المتوضئ بنور الحرية، والمتسلح بإيمان الكفاح، والمدجج بتاريخ واسع من النضال الحقيقي في سبيل الحق والعدل والمساواة..
نعم، أكتب مقالي هذا عن الچلبي، فقط لأوضح فيه أمراً للأجيال الجديدة، فربما كان الأمر مخفياً عن هذه الأجيال، أو قد يكون الفهم ملتبساً لديهم.. لا سيما ونحن نعيش زمناً سريالياً عجيباً، تتشابك فيه الألوان، وتختلط الرؤى بشكل غريب، ناهيك عن تداخل الخنادق والمواقع السياسية، بحيث بات الوطني عميلاً، والعميل وطنياً، والجاسوس الذي كان يكتب التقارير، مناضلاً ومجاهداً، والعكس صحيح أيضاً، فأستفحل اللون الرمادي في صورة التاريخ، بحيث أصبح الأبيض أسود، والأسود أبيض.. حتى أن شخصاً نكرة مثل (عون الخشلوگ) بات يناطح برأسه صخرة الچلبي الصلدة، ويتطاول بصلافة على رمزية هذا الهرم الوطني الكبير..
وبعيداً عن مستنقع الملاسنة، والكلام البذيء، دعوني أتحدث للشباب بنقاء وصدق، ولساني معطر بياسمين الحروف الزكية التي نسجت لنا أسماء وتاريخاً، ومواقف مشرفة تستحق الذكر، بل وتستحق الفخر أيضاً.. والچلبي واحد من هذه الأسماء والتواريخ والمواقف.. أي من نجوم النضال الوطني، الذين ساهموا مساهمة كبيرة في أسقاط دكتاتورية صدام.
فالدكتور الچلبي، وكوكبة من المعارضين الديمقراطيين المستقلين، مع أعداد كبيرة من المناضلين اليساريين، والمجاهدين الإسلاميين، وقبلهم شهداء الحركة الوطنية، هم من عبَّد لنا طريق الحرية، وزرع الضوء في أول وآخر نفق الجهاد الى منصة الخلاص النهائي من طغيان البعث الفاشي.. وإذا كان هناك ترتيب، وأرقام تذكر، فإن الچلبي يقف في طليعة العدد النضالي الذي أسقط الفاشية، ولا أظن ان مناضلاً واحداً يعترض على قولي هذا، لأن كل المناضلين يعرف هذه الحقيقة..
نعم، فالچلبي الذي حفر بأظافره في الصخر الأمريكي، حتى أستطاع بشكل شخصي أن يخط (قانون تحرير العراق)، الذي إنطلقت منه عملية التحرير، تعرض بعد ذلك للإنتقام من بعض القوى السياسية والعسكرية والإستخباراتية الأمريكية بسبب ما أسموه بملف (أسلحة الدمار الشامل)، وهو الملف الذي أقنع به الدكتورالچلبي أعضاء الكونغرس الأمريكي، ليصوتوا بالإجماع على قرار إسقاط صدام..
هذه هي الحقيقة التي حرصتُ على أن أقدمها لأبناء الجيل الجديد، كي يعرفوا أن النظام الذي كان (يعدم) المواطن العراقي، بسبب (جريمة) زيارة مرقد الإمام الحسين عليه السلام، ويشنق الشاب بسبب حمل جريدة طريق الشعب في جيبه، أو طبع قصيدة لمظفر النواب. وإن النظام الذي أزهق أرواح الناس، لمجرد أن جلاوزة البعث وجدوا في بيت أحدهم صورة السيد محمد صادق الصدر، أو كتاب (فلسفتنا) للشهيد محمد باقر الصدر او كتاب (رأس المال) لماركس! وينهي حياة المواطن البريء، الذي أودع في صندوقه الخاص شريطاً يضم رائعة المرحوم ياسين الرميثي (يحسين بضمايرنا)، أو خطبة للدكتور احمد الوائلي، أو صورة للزعيم الخالد عبد الكريم قاسم!! فهذا النظام المتسلط سقط الى الأبد بفضل شخص إسمه أحمد الچلبي..
لقد سئم الناس حياتهم في العراق بزمن البعث، وكان بعضهم يتمنى الموت.. لاسيما وأنهم كانوا مغيبين عن كل ما يحدث في العالم، فالحصار الخارجي الذي كان يلتف على قوت المواطن كالحبل، كان يقابله حبل الحصار البعثي الصدامي الذي كان يلتف كالأفعى على حرية الشعب.. وحين يلتف الحبلان على العنق، فإن المصيبة تصبح أكبر من التحمل، وأقوى من الصبر..
واليوم ونحن نتمتع بربيع الحرية، رغم مصائب داعش والإرهاب، ورغم فساد الحكومة والبرلمان، علينا أن لا ننسى أن للدكتور الچلبي دوراً كبيراً في إنجازهذه الحرية، وعلينا أن نتذكر أن كل ما يتعرض له هذا الرجل، منذ سقوط البعث حتى هذه اللحظة - أكرر حتى هذه اللحظة- حيث تتكالب عليه خلال هذه الأيام مؤامرات الصغار من أيتام صدام، يحصل بسبب موقفه الشجاع ودوره الرئيسي، في إسقاط نظام (أخو هدلة)، ولولا ذلك الدور المميز، لكان الچلبي اليوم في موقع غير الموقع الذي هو فيه.. والما يصدگ يسأل الخشلوگ!!
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat