صفحة الكاتب : سامي جواد كاظم

الاستخبارات من وجهة نظر المرجعية
سامي جواد كاظم
دائرة الاستخبارات في كل دول العالم اذا ما ذكر اسمها سيخطر في بالنا الاعتقالات واجهزة التعذيب والتغييب في السجون والاغتيالات وكل مواطن يحرص على ان لا يصطدم بعنصر من عناصر الاستخبارات بل حتى مع اقربائهم ليتجنب بطشهم وظلمهم ، بل ان هنالك مصانع في الدول العلمانية اصحاب الحرية والديمقراطية متخصصة لصناعة اجهزة تعذيب المعتقلين هي الوجه الاخر لبشاعة داعش في اجرامها .
خلال عام منذ صدور بيان الجهاد الكفائي اشارت المرجعية العليا عبر خطبة الجمعة الثانية التي يلقيها خطيب الجمعة من على منبر الصحن الحسيني الشريف سبع مرات على اهمية عمل الاستخبارات، مرة يؤكد الخطيب على توخي المعلومة الصحيحة والتعامل المهني مع كل المعلومات لمعرفة الصحيح من الكاذب، ومرة يؤكد على تجهيز الاستخبارات باحدث الاجهزة والتقنية لتساهم في اكتشاف الارهابيين ، ومرة اثنى على عمل الاستخبارات عندما استطاع من كشف سبع سيارات مفخخة في كربلاء قبل تفجيرها.
من هذا الخطاب يتاكد لدينا الاطار العام لعمل الاستخبارات الا وهو كشف الجريمة قبل وقوعها مع توخي الحذر من صحة او عدم صحة المعلومات والجريمة هي العمل الذي يؤدي بارواح الابرياء وليس العمل الذي يعارض سياسة الحكومة كما هو عليه عمل كل المنظومات الاستخبارية في العالم فعملها هو تثبيت دعائم الحكومات والمنظمات المتطرفة ، بينما مطالبة المرجعية بدعم الاستخبارات جاء من خلال الوضع الذي نعيشه بسبب الارهاب ولهذا فالعمل الاستخباري يغنينا عن السيطرات وكثير من الجهود المبعثرة التي لا تحقق الفائدة المرجوة منها ، وتاكيدا على ان الاستخبارات يعني كشف الارهاب بالنسبة للمرجعية فان شكرها لرجال الاستخبارات الذين كشفوا المفخخات في كربلاء هو الدليل على ان العمل الذي ترجوه المرجعية من الاستخبارات هو كشف الارهابيين الذين يرومون تفجير الابرياء .
حتى رسول الله(ص) كان يرسل اصحابه بين المشركين كعناصر استخبارية لالتقاط المعلومات التي تخص خططهم بمحاربة المسلمين ، وكان ابو سفيان في احدى المعارك قبل بدئها يحذر اتباعه بضرورة التاكد ممن حاوليهم وكان الجو مظلما ومغبرا فاستبق المبادرة حذيفة اليمان استخبارات رسول الله بينهم ،  فسال الذي بجنبه، من انت حتى اتاكد منك ؟ فاجابه بذكر اسمه قبل ان يساله هو من انت؟
الان الاستخبارات وخصوصا الامريكية تتجاوز كل الحدود في التصرفات وفي البلاد فانها تتواجد في بعض دول العالم لكي تراقب وتتجسس على امور لا تخصها بل تخص افكارها المتطرفة في ضرب استقرار بلدان العالم ، حتى اصبحت منظومتها الاستخبارية مشهورة في العالم وكذلك الروسية.
والامر المهم ان هذه الدول لا تتعامل باخلاقية مع الاخرين فهنالك معلومات قد لايكون من الاخلاق ذكرها وقد تكون هنالك معلومات كاذبة تشهر بها في الاعلام غايتها تشويه صورة الاخرين ، بينما هكذا منهج بغيض ترفضه المرجعية وتؤكد على حماية ورعاية المواطنين ليس على ارواحهم فقط بل كرامتهم ايضا والتصرف مع المعلومات بمهنية وشرعية .
اتذكر عند سقوط طاغية العراق دخل بعض المواطنين الى الشعبة الخامسة في الكاظمية وعثروا على اجهزة تعذيب مجرد النظر اليها يؤدي الى الهلع والخوف وكلها صناعة امريكية والمانية ورومانية ، ويكفي متابعة افلام الاكشن الامريكية بهذا المجال ليتاكد الراي العام العالمي من مستوى الانحطاط لدى هذه المنظومات الاستخبارية.  

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


سامي جواد كاظم
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/07/02



كتابة تعليق لموضوع : الاستخبارات من وجهة نظر المرجعية
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net