صفحة الكاتب : عمار جبار الكعبي

قراءة في شكل النظام " النظام الرئاسي انموذجا ً "
عمار جبار الكعبي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
بادئ ذي بدأ وللابتعاد عن الاغراق في فلسفة شكل الانظمة السياسية لما لها من سلبيات ستبعد المقال عن هدفه وهو توضيح اي الانظمة تتناسب مع طبيعة المجتمع العراقي وميول الفرد والضمانات التي يوفرها النظام لحرية المجتمع 
وجود دعوات من بعض القيادات المجتمعية نحو التحول من النظام البرلماني الى النظام الرئاسي وما لاقاه هذا المطلب من تأييد جماهيري واسع بحجة عدم فاعلية مجلس النواب ومجالس المحافظات والإسراف والتبذير في الأموال العامة كما يدعي البعض ، وتناسى المطالَبون عدة حقائق منها : 
١ : هل المشكلة في شكل النظام ام في المتصدين لإدارة النظام ؟ وهل النظام الرئاسي يحتوي على ضمانات تجعل التفرد والتسلط في السلطة أمرا ً مستبعدا ً في الحالة العراقية ؟ ، وما هي نسبة وطنية المطالبات بهذا الشيء ؟ ومن هم المطالبين بذلك ؟! 
٢ : المجتمع العراقي ذو النسيج المتنوع والمترهل من المشاكل المجتمعية وعلى رأسها الطائفية غير قابل لوجود سلطة عليا واحدة تكون من حصة طائفة معينة دون مشاركة باقي الفئات معها ، مما سيولد المناخ المناسب لنشوء التطرّف في الجانب الاخر وإسباغ نوع من المنطقية على حججهم الواهية بنسبة معينة كالحجج التي كنا نرفعها ضد النظام البائد . 
٣ : اقتران تغيير النظام مع إلغاء كافة المجالس التمثيلية ( البرلمان ، مجالس المحافظات ) سيلغي كافة الضمانات التي تقيد الحاكم لعدم وجود تعددية في مركز القرار مما يؤدي الى رؤية موحدة تمثل رأي القائد الضرورة وعدم إمكانية مراجعة القرارات الخاطئة في ضَل تسيس كل ما يسمى مستقل ( الكتلة النيابية الاكبر انموذجا ً ) ، وسيجعلنا امام شبح الدكتاتورية من جديد ، والنظام المركزي المقيت الذي ضقنا ذرعا ً به  
٤ : رفض جميع التيارات المجتمعية لهذا النظام لانه سيلغي دورها في السلطة نهائيا ً لان من طالب بذلك لديه رؤية تتقاطع مع رؤية هذه التيارات في بناء الدولة وسياسة المجتمع ذو الفئات المتباينة ، مما سيجعلنا امام صراع شديد يصل حد الانقلابات بسبب تباين النظريات والمنطلقات وما ترتب على ما طبق منها سابقا ً والمنتظر ليس بعيدا ً عنها ، 
٥ : عدم وجود مستقلين يستطيعون المنافسة في الانتخابات الرئاسية لأنهم في الرؤية الحالية ( المستقلون لا دين لهم ) ، وهذه حقيقة سواء اعترفنا بوجودها ام لا ، مما سيجعلنا امام مستقلين شكليا ً وتوابع لجهات داخلية وخارجية خفية ً مما سيضعنا امام تعدد للسلطات ستكون واحدة ظاهرية واُخرى خلف الكواليس ، كالنظام الامريكي وسلطة ال(  boos ، السيد )  صاحبة المال والسلطة والنفوذ وجعل الرئيس شرفيا ً ليسبغ الشرعية على القرارات التي تُتخذ بعيدا ً عنه 
٦ : وحتى الاغلبية التي تعتقد بقدرتها على الوصول الى رئاسة السلطة التنفيذية هي واهمة بسبب تعدد الجهات التي ترغب بالوصول الى رأس السلطة مما سيجعلها امام معضلة تشتت الأصوات وضياعها وبعد ذلك ليس هنالك تحالف او إئتلاف بأمكانه أستعادة السلطة وسندخل في متاهات مظلمة سنقول بعدها كان بالإمكان أفضل مما كان .

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عمار جبار الكعبي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/06/22



كتابة تعليق لموضوع : قراءة في شكل النظام " النظام الرئاسي انموذجا ً "
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net