صفحة الكاتب : جمعة عبد الله

أيهما اكثر وحشية تجاه المرأة . داعش أم العشيرة ؟
جمعة عبد الله

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
مازال نفوذ العقلية الجاهلية المتخلفة  تجاه المرأة , هي السائدة والرائجة والمتحكمة والمتسلطة والنافذة  , بان تنهتك حقوق المرأة وتشطب انسايتها  , وتصول وتجول بشكل اكثر ضرارة ووحشية وهمجية , في انتهاك القيمة الانسانية للمرأة , وبالضبط مثلما كان شائعاً في عصر المشايعة البدائية وشريعة الغاب , بان تتعرض المرأة بكل بساطة  الى التعسف والاضطهاد والانتهاك , بان تكون سلعة رخيصة ورائجة في سوق النخاسة , في الاغتصاب والسبي , مازالت هذه الثقافة العقيمة والجاهلة والمتخلفة , تشهد عصرها الذهبي في العراق , تحت سمع وبصر الدولة واجهزتها , ولم تفعل شيئاً او كأنها غير موجودة ,  أو انها ضمن الصفقات بانتهاك حرمة المرأة وحقوقها  , ودون ان تتجرأ لو على سواد العيون وتقدم ابسط الرعاية الاجتماعية والقانونية , التي تحفظ من الانتهاك الكامل  , وتصونها من ان تنزلق  وتكون سلعة جنسية رخيصة   , يتحكم بها الوالي والخليفة والسيد , ان سوق فصلية المرأة كتعويض لحسم الخلافات العشائرية , رائجة بشكل شائع وكبير وكظاهرة روتينة لا غبار عليها , تنتعش في كل زاوية من العراق , وتكشر عن انيابها الوحشية , سواء من عصابات داعش أو من العشيرة , لافرق , فهما وجهان لعملة واحدة , في العقلية المتخلفة , التي تعود الى عصر المشايعة البدائية وشريعة الغاب . في ظل غياب الدولة مؤسساتها , حيث من يلزم زمام المبادرة على الواقع الفعلي ,  ومن يفرض شريعته وسطوته ونفوذه , اما داعش او العشيرة , وكلهما يتاجرون بقيمة المرأة برخص دنيء ,  ففي داعش تزدهر سوق النخاسة  , وفي العشيرة والقبيلة تكون المرأة  كتعويض فصلية , لان  نفوذ العشيرة  هو الطاغي على الاعراف والقوانين , وكلاهما ( داعش والعشيرة ) مصدر الرعب والفزع والهلع للمرأة ,  بان تكون سلعة تعويضية او مادة لجهاد النكاح  ,  وفي العشيرة مادة وبضاعة لحسم الخلافات كأن التعويض المالي لايكفيهم   , اذا كانوا لايعترفون بالدولة وقانونها فما ذنب وخطيئة المرأة ؟!  ,  بان  تكون  سلعة محتقرة  حتى لو كانت طفلة أوقاصرة , ومثلما يفعل داعش في اغتصاب وسبي النساء وعرضهن للبيع , كما هو الحال المزري  للمرأة المسلمة او المسيحية او الايزيدية ولكن كل هذه الانتهاكات الوحشية تكون  بأسم الله والدين , وكما تساق المرأة بدون رحمة وشفقة  في عرف العشيرة والقبيلة , وان الجامع والقاسم المشترك بين ( داعش والعشيرة ) واحد لافرق بينهما , وانما هما  بالتطابق الكامل , في العقلية المتخلفة والموروثة من العصر الجاهلي , في ظل الغياب الكامل للدولة , لان من يدير شؤونها ودفتها وقيادتها  , يحملون نفس الفيروسات التخلف والجهل والعقلية المتحجرة والمشلولة والكسيحة  , وينقصها الثقافة المتحضرة والمتحررة , التي تضع ميزان العدل في نصابه , ولكن عقليتهم منفتحة باقصى مراحل الانفتاح , على الشفط واللغف والنهب والمال الحرام , بدليل بان اثنين من اعضاء البرلمان حصل بينهما خلاف سياسي امام وسائل الاعلام المرئية , مما حدى بان يهدد احدهما الاخر بالفصل العشائري وليس الالتجاء الى سيادة  قانون الدولة كما هو معتاد في النظم السياسية والبرلمانية , وهذا يدل على ضخامة التخلف وسخافة العقل السياسي المسؤول , الذي يعود الى ثقافات العصور المتحجرة والمتخلفة , التي تناصر قلباً وقالباً شريعة الغاب وعرف العشيرة . وما حصل في محافظة البصرة , إلا النزر القليل من الكم الهائل بما يحدث في انحاء العراق , بالظاهرة الشائعة والرائجة على نطاق واسع , بان تكون المرأة سلعة رخيصة , في الفصل العشائر  , وكما تناولت وسائل الاعلام في البصرة , دون ان نسمع بتدخل الدولة الغائبة والمنسية , بان 50 امرأة قدمت كفصلية عشائرية لحسم الخلاف والتصادم بين عشيرتين  , وتذكر الاخبار بان ضمن الصفقة المهينة والوحشية  قاصرات واطفال  . لذا على الحكومة والبرلمان واجب ومسؤولية اخلاقية ووطنية , ان يصدر قانون تحريم وتجريم بان تكون المرأة كتعويض عشائري , ويعاقب  تحت طائلة العقوبات الصارمة , لكل من يتعامل في انتهاك انسانية المرأة , ويجعلها فصلية عشائرية , يجب اصدار قانون يصون المرأة ويحفظ انسانيتها وكرامتها , ويعاقب بالعقاب الصارم والشديد ,لكل من يخالف القانون  , لوقف هذا الانحدار الاخلاقي , والذي يجعلنا مسخرة واستهزى امام الرأي العالمي , وضع حد لهذه العقليات المتحجرة والمتخلفة , التي لا تقرها الشرائع السماوية , والتي تتنافى مع متطلبات القرن الحادي والعشرين 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


جمعة عبد الله
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/06/03


  أحدث مشاركات الكاتب :

    •  معاناة سيزيف في كتاب ( قضية تقاعد / متوالية سردية ) للكاتب فيصل عبدالحسن  (قضية راي عام )

    • ومضات على كتاب ( رائد الأدب المهجري المعاصر / دراسة الشاعر المغترب قصي الشيخ عسكر ) للباحثة هدى صحناوي  (قراءة في كتاب )

    • أحداث عاصفة في يوميات انتفاضة عام 1991 في رواية ( ربيع التنومة ) للأديب قصي الشيخ عسكر  (قراءة في كتاب )

    • معارضات يوسفية في الديوان الشعري ( يوسفيات ) للأديب واثق الجلبي  (قراءة في كتاب )

    • كومونة انتفاضة تشرين في الرواية القصيرة ( البركان ) للاديب حميد الحريزي  (قراءة في كتاب )



كتابة تعليق لموضوع : أيهما اكثر وحشية تجاه المرأة . داعش أم العشيرة ؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net