صفحة الكاتب : حيدر فوزي الشكرجي

قادمون أم متخاذلون.. يا شيوخ ساحات الاعتصام؟
حيدر فوزي الشكرجي

 لا يمكن لبلد متعدد الأعراق كبلدنا  أن يحكم من جهة واحدة بينما تقصى بقية الأطراف،  فأنا من المؤمنين أن الشراكة الوطنية هي الأساس الناجح لحكم العراق، ولكن للأسف كلما تقدمنا خطوة نجد من يجرنا بإصرار مرة ثانية إلى الخلف.
المشكلة أن الكثير منهم أخوة لنا مغرر بهم وأبوا إلا أن يبغوا علينا، قبل فترة شهدنا العديد من التظاهرات بإسم (ساحات الإعتصام)، وبداية كانت المطالب مشروعة من نقص الخدمات وتوفير فرص العمل وهي أمور يفتقدها أغلب الشارع العراقي، ولكن بعد حين تم تسيسها من قبل جهات عدة، منهم سياسيين معروفين شيعة وسنة ،والغرض إشاعة الفوضى، ورفع الإحتقان الطائفي، مما يخدم غاياتهم خاصة وأن الانتخابات كانت قريبة وقتها.
الشرفاء من العراقيين، تألموا من الشعارت الطائفية التي تعالى بها صياح المتظاهرون، ومنها ( لا نريد أن يدخل عبد الزهرة الى الأنبار) بإشارة واضحة إلى الشيعة، ومن ثم ظهر شعار (قادمون يا بغداد) ،ولم يكن القصد قادمون بغصن الزيتون ،بل قادمون لأحراج (عبد الزهرة ) منها، متناسين أن الشيعة يمثلون ما يزيد عن 60% من سكانها.
صحيح أن الكثير من الأهالي لم يرضوا بهذه الأفعال، ولكن للأسف أغلبهم ألتزم الصمت خوفا من العواقب، وشكلت ساحات الأعتصام النواة الأولى لخلق بيئة ملائمة لنمو الزرع الشيطاني داعش، نعم قلة من العراقيين مع داعش ولكن هذه القلة لها تأثير كبير، فالغازي القادم من وراء الحدود لا يعلم خفايا الأرض وتضاريسها مثل أبن البلد.
ولأن داعش كانت تدعي أنها قدمت لمحاربة المرتدين الكفرة فقط ، صدقها البعض ورضوا أن يظلوا صامتين تحت حكمهم ،بينما رفض الأحرار حكمهم وانضموا لقوات الحشد الشعبي، التي شكلت بفتوى الجهاد الكفائي وظلت الأغلبية صامتة.
بعد حين بانت نوايا داعش وكشف زيفها وأنها لم تأت لإنقاذ أحد بل أنهم يمثلون مغول العصر بكل ما تعني الكلمة من دمار وإرتكاب للفواحش والمحرمات،  ولم يهب لإنقاذ أهل السنة في العراق أحد، لا شيوخ ساحات الإعتصام الهاربين الى أربيل وعمان،  ولا شيوخ الفضائيات القابعين في ملاهي لندن ،ولا رجال عاصفة الحزم  الفرحين بإنتصارهم المهيب على المدنيين العزل.
من هب لإنقاذهم هو الرافضي المرتد الكافر (عبد الزهرة)،  الذي تعلم من مدرسة آل البيت الأطهار(عليهم السلام) العفو عند المقدرة، بينما لم يستطع دينهم المأخوذ من يزيد أن يعلمهم أن جزاء الإحسان هو الإحسان .

  
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حيدر فوزي الشكرجي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/04/22



كتابة تعليق لموضوع : قادمون أم متخاذلون.. يا شيوخ ساحات الاعتصام؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net