العراق يجنح لها.. بموقعه الاستراتيجي..
علي دجن
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
علي دجن

بسمه تعالى (و إن يريدوا أن يخدعوك فإن حسبك اللــ هو الذي أيدك بنصره وبالمؤمنين وألف بين قلوبهم لو أنفقت ما في الأرض جميعا ما ألفت بين قلوبهم ولكن اللــ ألف بينهم إنه عزيز حكيم).
يعتبر أنعقاد مؤتمر القمة الذي تجد فيه السعودية متصدرة الرأي والقرار على الجميع, وكان من المتوقع لهذه القمة ان تجد الحلول في أمور أكثر ضراوة مثل ملف داعش, والخطر المحدق بالعرب أولاً وبالعالم ثانياً, و أمتداده المرتهن والمضر على العرب, بعد خسارته المعركة في العراق و أنسحابه نحو دول الجوار, غير أن أتخاذ القرار في التدخل في اليمن عسكرياً يتجه نحو البوصلة التي تجند هذه القمة لصالح أجندات أخرى لها الصالح في هذه العملية, والمستفيدة في خلخلة الوضع في الشرق الأوسط
بالرغم من التحفظات في التدخل بقضية اليمن ومن المشاركة بمقاتلة الحوثيين, حرص العراق على موقفه السيادي في القمة العربية, و أن أجعل منها مهمة لا يستهان بها لدى العراق, حين حضوره تلك القمة, بسبب توتر الأوضاع, والجو المشحون على الحوثيين بسبب مطالبهم المشروعة و أتهامهم بالإرهاب, لكن المكنة السياسية الكبيرة التي تمتع بها العراق في الأجواء المتشنجة جعلته يعطي رأيه بعدم المشاركة بهذه الحرب الظالمة متخذي قرارها.
مع كل هذا نجد العراق يطالب بمطاليب متواضعة وضرورية في المواجهة ضد الإرهاب الداعشي, والمعركة المصيرية التي يجابهها الحشد في العراق, والدعم الأمني و الإقتصادي والتمثيل الدبلوماسي للدول في الشرق الأوسط في العراق, ويجب أن تكون هناك قمة في العراق لنقاش المستجدات على ساحة الشرق الأوسط لكي تكون أرض حيادية ليس كمصر التي كان على أرضها القمة وشن الحرب على الحوثيين, لذا نجد العراق إيضاح موقفه العسكري بدون إستفزاز أو أستئثار لجعل قوانين أكثر أهلية و أخوية لحل النزاع السياسي العسكري في اليمن.
أن التشابك في العوامل الداخلية على ارض اليمن والتأثير المباشر من قبل الإقليم الخارجي, يجعل العراق يلعب دور أستراتيجي دون إيذاء الأنفس التي اليوم تزهق بلا رحمة, ويستطيع العراق القيام بمهمة وضع الحلول السلمية بأجراء المداولات بين الجهات المتخاصمة وبين الإقليم الخارجي, ووضع واسطة مصالحة بين طرفي النزاع, وأقناعهم للجلوس الى طاولة الحوار المستديرة' والوصول الى حلول سلمية دون شن الحرب, وطلب المساعدة من دول الإقليم للتأثير على الحلفاء داخل اليمن لتتوفر عوامل الحل السلمي,
لذا وجدنا العراق بقى متحفظاً على إبداء الرأي بالمشاركة العسكرية, لكي يكسب ود طرفي المتخاصمين (الحوثيون) وقبولهم الواسطة في التدخل للحل السلمي, وأن تخلق علاقات متوازنة بين بغداد و صنعاء ويكون هناك عامل جداً كبير ومقبول عند حكومة (عبد ربه هادي) ونجد الإقليم الخارجي سيزيد قدرة العراق على القيام بهذا الأمر وبقوة.
أن نجاح العراق في قبوله لإيجاد الحل السلمي بين حكومة عبد ربه وبين الحوثيين, سيعمل على توجيه أنظار العالم نحوه, وعلى أستعادة دوره البارز مع أشقائه العرب, وسوف يزيد من الدعم الجدي في مواجهة عصابات داعش, بالإضافة الى حقن دماء المسلمين في اليمن, و عمل كبير لمنع الفكر الطائفي في الشرق الأوسط والقضاء عليها.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat