ما تشهده المنطقة العربية من احداث ملتهبة ودامية , وفي الحرب ( عاصفة الحزم ) على اليمن التي تنذر بالتدمير والخراب الشامل لليمن , وما افرزت تطورات الاحداث والاصفاف الدولي والاقليمي الجديد , مع الحرب وتأييد شن الحرب على اليمن , والوقوف مع السعودية وبلدان الخليج , تشكل انقلاب في معايير القانون الدولي , وتنظيم العلاقات بين الدول , بالشكل الذي تنص عليه بنود القانون والاعراف والمواثيق الدولية , التي تنص على احترام المصالح المشتركة ,والتقيد الصارم بعدم التدخل في الشؤون الداخلية , واحترام استقلالية وسيادة الدول , وعدم التأثير على الازمات الداخلية بمناصرة فريق معين ضد فريق اخر . هذه القوانين والاعراف والمواثيق الدولية , مزقتها الحرب على اليمن و ( عاصفة الحزم ) , فقد سقطت العلاقات الدولية ومصالحها المشتركة , امام امتحان المال السعودي ( البترودولار ) وتهاوى الحكام العرب والدول الاقليمية والدولية , امام استجداء المال السعودي , بان تغير مواقفها بنسبة 180% امام البريق المال الخليجي . واصبح المال هو العمود الفقري , الذي يحدد بوصلة المواقف الدولية والسياسية , وربح الرهان عليه بشكل كامل , في شراء المواقف التأييد الكامل ل ( عاصفة الحزم ) . والتغاضي عن القانون الدولي واعرافه واصوله وضوابطه , هكذا انساقوا حكام العرب كالخرفان , في قمة القمامة في ( شرم الشيخ ) بالرهان على كسب المال الخليجي , الذي اصبح عصب الحياة بالنسبة اليهم , وان من يدفع اكثر يفوز بالمبتغى والمشتهى والموعود , ومسار الاحداث العاصفة في المنطقة العربية , تشير بانه لا يمكن حسم الصراعات والازمات الطاحنة , إلا باستخدام المال والرهان الكامل عليه , لانه يقرر زعامة المنطقة الاقليمية , ومصير الشعوب العربية , ولكنه من جانب اخر , يحدث انقسام خطير في الاصفاف العربي , ويدخل في منزلقات خطيرة تحرق الاخضر واليابس , اذا تحول الى صراع طائفي ومذهبي بحت . لانه سيشعل النار في المصالح الاقليمية , ويعمق الازمات الداخلية داخل البلدان العربية , والعراق ليس ببعيد عن هذه الحرائق . ولكنه من طرف اخر يحشر ايران في زاوية ضيقة ومحصورة , في العزلة التامة في علاقاتها مع الدول الاقليمية والدولية , واصبحت المعادلة الجديدة واضحة لاتقبل الشك , في انعزال ايران وابتعاد الاصدقاء والحلفاء , الذين كانوا بالامس من اشد المناصرين لها , ومثال على ذلك في خضم العجائب والغرائب المدهشة في المواقف , منظمة ( حماس الفلسطينية ) التي نفضت ايديها بالعلاقة مع ايران وانحازت الى الموقف السعودي . وتناست وتغافلت بانها حاربت اسرائيل بالصواريخ الايرانية , ولولا الدعم المالي الايراني لما وقفت على قدميها , وكذلك حاكم السودان المطالب الى محكمة لاهاي الدولية كمجرم حرب ضد الانسانية , لولا الدعم بالسلاح والمال الايراني , لكان من اعداد الموتى تحت التراب , هو ونظامه الفاسد . يشارك حالياً كشريك فعال في ( عاصفة الحزم ) , وكذلك الباكستان وغيرها , هذا غيض من فيض من اصدقاء وحلفاء ايران بالامس , الذين سالت لعابهم امام ( البترودولار ) . لاشك ان هذه المتغيرات المفاجئة , تشكل صفعة قوية , ودرساً قاسياً الى القيادة الايرانية , ويدل بان في علاقاتها مع هذه الدول , لم تستند الى معايير الصحيحة والسليمة , في العلاقة والصداقة , وهي تشير الى وجود خلل كبير , واخطاء فادحة في العلاقات الاقليمية والدولية . وهذا يستدعي المراجعة الشاملة في السياسة الخارجية التي تنشد العلاقات والمصالح المشتركة ذات النفع المتبادل , في احترام الدول في السيادة والاستقلال , وعدم التدخل في الشؤون الداخلية , وفق اسس ومناهج سليمة لاغبار فيها . وعدم الاخلال في القانون الدولي وتنظيم العلاقات , وفق اسس سليمة . وكذلك تتطلب الحاجة الملحة , الى كبح ولجم بعض الاصوات في القيادة الايرانية , التي تعيش مع الماضي العتيق , في عقلية الاطماع العدوانية والتوسعية , وفكرة الامبراطورية , وتبعية الدول , بان تكون تابعة ضمن هذه الامبراطورية المزعومة , التي تكبد ايران خسائر فادحة لا تعوض في علاقاتها الاقليمة والدولية , وهذا يجرها الى الانعزال بانها دولة عدوانية توسعية , يجب ان تشطب هذه المفاهيم من القاموس السياسي , ورسم سياسة خارجية مغايرة تماماً
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat