صفحة الكاتب : حسين الركابي

حكام الرمال.. ورعاة الإبل.
حسين الركابي

صمت دهراً،  ونطقه كفراً،  هكذا وصف معظم الحكماء،  والعلماء؛  اولئك الذين يصمتون ازاء الأمور الحقة..  
منذ أن تولى حزب البعث مقاليد الحكم في سبعينات القرن المنصرم،  بانقلاب دموي راح ضحيته مئات من علمائنا،  ومثقفينا،  وشيوخنا،  وشبابنا؛  بسبب تلك الهمجية التي كان يتعامل فيها ذلك الحزب..  
معظم الدول العربية،  والإقليمية،  قد غضت الطرف عما يقوم به حزب البعث خلال ثلاثة عقود ونصف من جرائم،  وإبادة كبيرة،  ومقابر جماعية،  وسجون رهيبة،  وحصار إقتصادي،  وحروب طاحنة؛  حرقت الأخضر مع اليابس،  وجعلتنا نأن تحت وصايا الأمم المتحدة"  والبند السابع"  نتيجة الإغراءات العربية،  والرعونة البعثية..  
حيث أصبح العراق أشبه بساحة حرب مفتوحة أمام التدخلات الإقليمية،  والعربية،  وتحمل قسوة الحروب،  وما نتج عنها؛  أفواج من الأرامل،  والأيتام،  والتخلف الكبير الذي جعلنا خلف الشعوب بشوط طويل،  بمباركة الدول العربية،  وصمتها عن كل ما يقوم به نظام البعث،  من جرائم ضد الإنسانية على ابناء الشعب العراقي،  وكان ذلك النظام يستمد عزمه،  وقوته من حكام"  الرمال،  ورعاة الإبل،  والماعز..
بعد أن غرست مخالبهم في أجسادنا،  و قطعت أنيابهم أوداجنا خلال العقود المنصرمة،  التي تكالبوا علينا من كل حدباً،  وصوب،  وجعلونا أشلاء متناثرة أمام كواسر الفلوات،  ونواصب الحقد،  وحساد العقيدة؛  عادوا اليوم بلباس جديد،  ووجه يحمل كل صفات الحقد،  والكراهية،  وثارات التشفي،  من أجل إعادة تلك الأيام التي كان فيها دورهم كبير؛  حيث يقومون بمد البعث بيد،  ويغطوها باليد الأخرى..  
الفتوى الأخيرة للمرجعية الدينية في النجف الأشرف،  قد زلزلت عروش هؤلاء الحكام،  حيث نهضت من خلالها جميع الفصائل الشيعية في العراق،  وقلبت جميع الموازين،  وخلطت الأوراق،  والخطط  المطروحة على الطاولة العربية،  والإقليمية،  ورسمت مسارات سياسية،  وإنسانية،  وأخلاقية جديدة؛  ووضحت للعالم مدى مستواهم السياسي،  وتعاملهم المزدوج..  
دولة الإمارات،  التي صمتت طويلاً ازاء الجرائم التي إرتكبت بحق الشعب العراقي طيلة عقود،  كشفت نقابها اليوم،  وجاءتنا بالأمر الأكثر غرابة؛  فقد ساوت بين العاقل،  والمجنون،  وبين الحب الجيد،  والرديء..
الفصائل الشيعية،  التي تقاتل من أجل حماية"  أعراض السنة"،  لا يمكن نجعلها بصف من إنتهكها...


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حسين الركابي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/11/23



كتابة تعليق لموضوع : حكام الرمال.. ورعاة الإبل.
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 1)


• (1) - كتب : ابو عاصم ، في 2014/11/23 .

مقال وكتابة لشخص رافضي شيعي له ولاء لايران والمجوس... لكن اقول لك بان هذا الذي افتى بمقاتلة اهل السنة هو ايراني من نعله الى عمامته ويؤيد فكرة الشيطان الاكبر وهي امريكا كما تدعون جميعكم...فكيف تتوسلون بالطيران الامريكي ومنافقي العرب لحمايتكم والذود عن حماكم

الا ترى هذا النقيض ايها الشيعي المتفهقه




حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net