صفحة الكاتب : نزار حيدر

(ثقافة) الارهابيّين
نزار حيدر

   في تحقيق لصالح المركز الخبري وصحيفة (الصباح) البغدادية، أعده الزميل عدنان ابو زيد، عن نوع (الثقافة) التي يتبنّاها (الارهابيّون) كانت لي المشاركة التالية:

   لا ينتمي الارهابيّون الى الحاضر، والمستقبل عندهم مفقود، فهم يوغِلون في الانتماء للماضي السحيق، الى الجاهليّة، ولذلك تراهم يحاربون كل ما هو جديد بذريعة الانتماء للسلف، كما انّهم يكرهون الحضارة والمدنية.

   إنّ ثقافتهم تعتمد الأسس المتخلّفة التالية:

   اولا: انهم يحبّون الموت ويكرهون الحياة، ولذلك تراهم يفجّرون انفسهم بالأبرياء كالبهائم، وينشرون الخوف والرّعب في كل مكان، ويعلّمون الأطفال ثقافة القتل والتدمير والكراهية التي ورثوها كمنهج من أسلافهم، وكلّنا نعلم كيف سيطر الحزب الوهابي وبالتحالف مع ابن سعود، على بلاد الحرمين الشريفين، اذ كانت أدواته الغارات والقتل والتدمير التي ظلّ يشنّها على القبائل العربية وقتها حتى تمكّن من بسط نفوذه.

   ثانيا: يتلذّذون بمنظر الدّم ويرقصون على أشلاء الضحايا ويفرحون لمعاناة الأبرياء، لان أرخص الأشياء ثمنا عندهم هو الانسان، فنراهم يكبّرون وهم يذبحون ضحاياهم، فيما يُخبرنا القران الكريم عن رحمة البعثة النبوية بقوله {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ} وهل في الذّبح العلني المتوحّش أيّة رحمة؟.

   ثالثا: احتكار الحقيقة فكل الناس على ضلال الا هم، وكل تفسير للإسلام خطأ الا تفسيرهم، وكل انتماء للدين خطأ الا انتماءهم، ولذلك تراهم يكفّرون الناس ويحكمون عليهم بالخروج من الملة، ولم يكتفوا بالأحكام النظرية فقط، وإنما رأيناهم يقيمون الحدود والتعزيرات بلا وجه حق ابدا.

   رابعا: الانتقائية في تفسير القران الكريم، فيتبنّون الآيات التي يحققون بها رغباتهم المريضة ويغضّون النظر عن الآيات التي لا تصبُّ في مصالحهم الضيّقة، فهم بذلك مصداق واضح لقول الله عز وجل {هُوَ الَّذِي أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ}.

   خامسا: ولو قُدّر لهم استمرار السيطرة على المدن التي عاثوا فيها الفساد، كالموصل مثلا، لعادوا بها الى عهد القرون الوسطى، كما فعلوا بالمجتمع الأفغاني من قبل، فيحرّمون دراسة العلوم المعاصرة على الطلاب ويفرضوا على المجتمع علاقات بائسة أساسها التمييز والعزل على اساس الدين وغير ذلك، ولقضوا نهائيا على كل معاني الانتماء الوطني، لانهم يكفرون بمثل هذه القيم بالكامل.

   كما انّهم يتعمدون إهانة المرأة فيفرضون عليها العزل والإقامة الجبريّة في المنزل والحيلولة دون المشاركة في الشأن العام بأية صورة من الصور، ويحرّمون عليها التعليم، فضلا عن انهم يدمرون الفن والأدب وكل ما يتعلّق بتراث الأمة.

   انهم مخلوقات انطلقت من الجاهلية لتستقرّ في القرن الواحد والعشرين، لا يهدأ لهم بال قبل ان يعيدوا عقارب الزمن اكثر من (14) قرنا الى الوراء، واذا كانت الجاهلية تئد المرأة فقط، فانّ هؤلاء يئدون كل شيء، الحياة والعلم والحضارة والمدنيّة والتراث والمواطنة وكل شيء، ولذلك فانّ على العالم ان يتّحد من اجل القضاء عليهم، لانّ خطرهم ليس له حدود جغرافية ابداً، فهو قابل للتوسع والانتشار اذا تهاون معه العالم ولم يبال بما يحصل في العراق على يد هؤلاء المتخلّفين.

   11 أيلول 2014

                       للتواصل:

E-mail: nhaidar@hotmail. com

Face Book: Nazar Haidar 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


نزار حيدر
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/09/11



كتابة تعليق لموضوع : (ثقافة) الارهابيّين
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net