صفحة الكاتب : جمعة عبد الله

آمرلي الملحمة البطولية في زمن القادة الخرفان
جمعة عبد الله

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
برحيل المالكي تنطوي صفحة مشؤمة في تاريخ العراق الحديث , بعدما ترك ارثاً من الكوارث الدموية , ومن العراق المتمزق والمتفتت والمتصدع والمنقسم  , بعد سيطرة العنف الطائفي , والصراع السياسي العنيف , مما جعل العراق ,  دولة مهزوزة وضعيفة ومشلولة , عاجزة عن حماية المواطنين , والدمار والخراب دخل في كل زاوية وناحية ,  نتيجة السياسة الطائشة والهوجاء والاخطاء القاتلة , التي زادت من هول الكارثة التي اصابت العراق , بفعل خبرته الساذجة والغبية , التي دمرت البلاد والعباد والشجر والحجر , انها تركة ثقيلة ومعقدة ومرهقة  , واذا لم تعالج بالعقل والحكمة ,والمسؤولية الوطنية  النزيهة , فانها ستتحول الى ألغام قابلة للانفجار المدمر , في اية لحظة وخاصة وان النسيج الاجتماعي مفتت ومدمر , يتحكم به العنف الطائفي الاعمى والمتطرف والمتعصب , الذي  يشحذ اسنانه  للانتقام والقتل والابادة  ,  وكل مكونات الشعب واطيافه , الذي تدفع يومياً  ضريبة الدم  ,  بالتهجير والاعدامات الجماعية , والتصفيات العرقية والدينية , وآلة الموت تتجول بكل حرية , في المحافظات والمدن والقرى والنواحي , من الذئاب البشرية ( داعش ) ومازالت تسفك انهار من الدماء ,  منذ ان تفجرت ازمة الموصل , بخيانة قادة الجيش الكبار  وتسليمهم المفاتيح المحافظة   دون مقاومة ,  الى الوحوش الادمية ( داعش ) ومازالت هناك الكثير من المدن والنواحي المحاصرة والمطوقة من كل الجهات , وجاهزة  الى الابادة الجماعية , بالمجازر والذبح  ,  ومنها ناحية ( آمرلي ) التي تقطنها الطائفة الشيعية التركمانية , وهي تسجل ملاحم بطولية , بالصمود والمقاومة الجسورة , وتمنع جرذان داعش من الدخول  , وترفض الاستسلام الذليل , رغم الحصار الخانق والقاتل , لكن جذوة المقاومة والصمود المتصاعدة  , مازالت ترهب هذه الوحوش , رغم ان الحصار وانقطاع سبل الحياة  الضرورية  لاكثر من خمسين يوماً  وهي تقاوم ببسالة نادرة , هكذا اهل ( آمرلي ) 20 ألف نسمة من الطائفة الشيعية , ترفض الاستسلام الى مقصلة الانتقام والموت , لذلك فان صمودها البطولي , رمزاً لشجاعة والرجولة والعزيمة والاصرار , وبتقبل الموت بشجاعة الرجال الابطال , وليس الاستسلام الذليل , رغم المحاصرة والجوع والعطش والامراض , والمعاناة التي تجاوزت تحمل قابلية البشر , هكذا يواجهون الموت بشجاعة وكبرياء الرجال الشجعان   , والمالكي الكسيح والمشلول والمهزوم , لايفعل شيئاً من اجل انقاذ حياتهم وفك الحصار عنهم , وابعاد الوحوش البشرية عنهم , رغم انه  يدعي زوراً وبهتاناً , بانه صمام الامان للشيعة , ومدافعهم الامين , والطائفة الشيعية تقدم ألاف القرابين من شبابهم , الى المذابح والمجازر المروعة الى وحوش داعش , ماذا فعل في المجزرة المروعة للطلبة في القاعدة الجوية ( سبايكر ) في صلاح الدين , مئات من الشباب الشيعي , استشهدوا بدم بارد , بالاعدامات الجماعية , ولم تمر اقل من عشرين يوماً حتى حدثت وتكررت  المجزرة الثانية في نفس القاعدة ( سبايكر ) والتي قيل بان مايقارب الفين متطوع شيعي جزت اعناقهم واختطفوا  , اضافة الى عشرات الالاف من الطائفة الشيعية , يواجهون الموت كل يوم , ان هذه الارقام المخيفة والمرعبة , لم تحرك شفقة ورحمة قلبه , الذي دفن في بريق الكرسي والسلطة , وكما حدثت مجازر ومذابح دموية للطوائف الاخرى , من المسيحيين والشبك والايزيدين , من هؤلاء الوحوش الكاسرة , اكلة لحوم البشر داعش  . ان ناحية ( آمرلي ) وعددها 20 الف مواطن شيعي , تستنجد الضمائر الحية , وليس الضمائر التي ماتت في بريق المال والمنصب , بالاسراع في النجدة والاستغاثة لفك الحصار الظالم , بكل الوسائل الممكنة  , قبل ان يقعوا  فريسة سهلة   في قبضة الوحوش الضارية  , فانها ستكون جريمة العصر , لانهم رفضوا الاستسلام الى هؤلاء جرذان الجحور المظلمة ,  انهم رفضوا الموت المهين والذليل , وهم يسطرون يومياً ملحمة من  البطولة والفداء , بهذه الشجاعة الجسورة , التي ستكون وصمة عار في جبين القادة الخرفان , وصمة عار لكل مسؤول جبان وخائن , يبيع طائفته , من اجل الكرسي والمنصب , ان ناحية ( آمرلي ) واهلها  يقدمون اروع الصور , من البطولة والتضحية , في زمن القادة الخرفان . هكذا يترك المالكي المتخاذل والمهزوم ناحية ( آمرلي ) فريسة سهلة الى الذئاب المتعطشة لدماء , دون ان يتحرك ضميره ,  ويحاول  انقاذهم , وهو القائد العام للقوات المسلحة ووزير الدفاع والداخلية , ان الواجب الوطني والديني والاخلاقي لكل قادة الاحزاب الشيعية , ان يبادروا الى الانقاذ الفوري , بتحشيد وتجنيد كل الامكانيات والطاقات والجهود العسكرية , من اجل انقاذ ناحية آمرلي وفك الحصار عنهم الآن , وليس غداً , فانه  سيكون متأخر جدأ , . تحية اجلال وتعظيم الى هذه البطولة العظيمة , في زمن الخيانة والانكسار والانهزام 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


جمعة عبد الله
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/08/19


  أحدث مشاركات الكاتب :

    •  معاناة سيزيف في كتاب ( قضية تقاعد / متوالية سردية ) للكاتب فيصل عبدالحسن  (قضية راي عام )

    • ومضات على كتاب ( رائد الأدب المهجري المعاصر / دراسة الشاعر المغترب قصي الشيخ عسكر ) للباحثة هدى صحناوي  (قراءة في كتاب )

    • أحداث عاصفة في يوميات انتفاضة عام 1991 في رواية ( ربيع التنومة ) للأديب قصي الشيخ عسكر  (قراءة في كتاب )

    • معارضات يوسفية في الديوان الشعري ( يوسفيات ) للأديب واثق الجلبي  (قراءة في كتاب )

    • كومونة انتفاضة تشرين في الرواية القصيرة ( البركان ) للاديب حميد الحريزي  (قراءة في كتاب )



كتابة تعليق لموضوع : آمرلي الملحمة البطولية في زمن القادة الخرفان
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net