بسم الله الرحمن الرحيم
فَوَرَبِّكَ لَنَحْشُرَنَّهُمْ وَالشَّيَاطِينَ ثُمَّ لَنُحْضِرَنَّهُمْ حَوْلَ جَهَنَّمَ جِثِيّاً{68}
تبين الآية الكريمة امرين :
1- ( فَوَرَبِّكَ لَنَحْشُرَنَّهُمْ وَالشَّيَاطِينَ ) : حيث سيحشر الكفار مع شياطينهم ( قرنائهم ) .
2- ( ثُمَّ لَنُحْضِرَنَّهُمْ حَوْلَ جَهَنَّمَ جِثِيّاً ) : باركين على الركب , من خوفهم وشدة هلعهم لا يقوون على القيام , ذلك قبل ان يدخلوا جهنم .
ثُمَّ لَنَنزِعَنَّ مِن كُلِّ شِيعَةٍ أَيُّهُمْ أَشَدُّ عَلَى الرَّحْمَنِ عِتِيّاً{69}
تبين الآية الكريمة الحال عند ذاك المقام ( ثُمَّ لَنَنزِعَنَّ مِن كُلِّ شِيعَةٍ ) , يؤخذ من كل فرقة , ( أَيُّهُمْ أَشَدُّ عَلَى الرَّحْمَنِ عِتِيّاً ) , اكثرهم كفرا وجحودا .
ثُمَّ لَنَحْنُ أَعْلَمُ بِالَّذِينَ هُمْ أَوْلَى بِهَا صِلِيّاً{70}
تبين الآية ان الله تعالى اعلم بمن هم اولى بها من غيرهم , ( صِلِيّاً ) , دخولا , حرقا وعذابا .
وَإِن مِّنكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْماً مَّقْضِيّاً{71}
تبين الآية الكريمة ( وَإِن مِّنكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا ) , يبين النص المبارك ان ما من احد منكم الا وارد جهنم , لم يستثن احدا , وفيه عدة اراء نذكر منها :
1- المرور بجهنم على الصراط , فينال منها كل حسب ما اقترف من السيئات .
2- ( عن الصادق عليه السلام قال أما تسمع الرجل يقول وردنا ماء بني فلان فهو الورود ولم يدخل ) . "تفسير الصافي ج3 للفيض الكاشاني , تفسير القمي , تفسير البرهان ج4 للسيد هاشم الحسيني البحراني" .
ثم يوجب الباري جل وعلا على نفسه ذلك في ختامها ( كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْماً مَّقْضِيّاً ) , قضى به جل وعلا , فلابد من تحققه .
ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوا وَّنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيّاً{72}
للآية الكريمة محورين :
1- ( ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوا ) : بشارة للمتقين , بأنه جل وعلا لن يتركهم فيها , بل سينجيهم منها , ثم يسوقهم الى الجنة .
2- ( وَّنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيّاً ) : وعيد للكفار , فيبركون على ركبهم , ثم يحشرون فيها .
وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا أَيُّ الْفَرِيقَيْنِ خَيْرٌ مَّقَاماً وَأَحْسَنُ نَدِيّاً{73}
تبين الآية الكريمة ( وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ ) , المؤمنين والكفار , ( قَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا ) , عند ذاك يقول الكفار للمؤمنين , ( أَيُّ الْفَرِيقَيْنِ خَيْرٌ مَّقَاماً ) , اي الفريقين المؤمنون بها او الجاحدون لها افضل مكانا ومنزلا , ( وَأَحْسَنُ نَدِيّاً ) , ( نَدِيّاً ) نادي للاجتماع وغيره او مجلس , ارادوا بذلك ان يبينوا ان مجالسهم عامرة بالرجال والطعام والشراب وغيرهما , وهي افضل من مجالس المؤمنين .
وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّن قَرْنٍ هُمْ أَحْسَنُ أَثَاثاً وَرِئْياً{74}
الآية الكريمة في محل الرد على مزاعمهم تلك ( وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّن قَرْنٍ ) , النص المبارك يشير الى كثرة الامم السابقة التي اهلكها الله تعالى بظلمهم وكفرهم وجحودهم , ( هُمْ أَحْسَنُ أَثَاثاً وَرِئْياً ) , كانوا اكثر منهم مالا , وافضل منهم متاعا , ومنظرا جميلا .
قُلْ مَن كَانَ فِي الضَّلَالَةِ فَلْيَمْدُدْ لَهُ الرَّحْمَنُ مَدّاً حَتَّى إِذَا رَأَوْا مَا يُوعَدُونَ إِمَّا الْعَذَابَ وَإِمَّا السَّاعَةَ فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ شَرٌّ مَّكَاناً وَأَضْعَفُ جُنداً{75}
تخاطب الآية الكريمة النبي الكريم محمد "ص واله" ( قُلْ مَن كَانَ فِي الضَّلَالَةِ فَلْيَمْدُدْ لَهُ الرَّحْمَنُ مَدّاً ) , من كان منكم على الضلالة , يمده ويمهله ويمتعه الله تعالى , لكن ذلك ليس خيرا له بل استدراجا { وَلاَ يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِّأَنفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُواْ إِثْماً وَلَهْمُ عَذَابٌ مُّهِينٌ }آل عمران178 , ( حَتَّى إِذَا رَأَوْا مَا يُوعَدُونَ ) , احد امرين :
1- ( إِمَّا الْعَذَابَ ) : القتل او الاسر على اغلب الآراء .
2- ( وَإِمَّا السَّاعَةَ ) : الموت على بعض الآراء .
عند ذاك , او في ذلك المقام ( فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ ) يعرفون من الفريقين ( وهو رد على قولهم " أَيُّ الْفَرِيقَيْنِ خَيْرٌ مَّقَاماً وَأَحْسَنُ نَدِيّاً " :
1- ( شَرٌّ مَّكَاناً ) : اصحاب الفريق الأسوأ مكانا , بعد المعاينة , وهو يقابل قولهم ( خَيْرٌ مَّقَاماً ) .
2- ( وَأَضْعَفُ جُنداً ) : اعوانا وانصارا , وهو يقابل قولهم ( وَأَحْسَنُ نَدِيّاً ) .
وَيَزِيدُ اللَّهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدًى وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَاباً وَخَيْرٌ مَّرَدّاً{76}
تبين الآية الكريمة امرين :
1- ( وَيَزِيدُ اللَّهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدًى ) : يبين النص المبارك ان الله تعالى يزيدهم هدى وايمانا , { إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَاناً وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ }الأنفال2 .
2- ( وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَاباً وَخَيْرٌ مَّرَدّاً ) : ( وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ ) , هي الطاعات تبقى لصاحبها , فأنها :
أ) ( خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَاباً ) : يبين النص المبارك ان الطاعات افضل ثوابا عند الله تعالى .
ب) ( وَخَيْرٌ مَّرَدّاً ) : ويبين النص المبارك ايضا ان الطاعات من افضل ما يعود لصاحبها بالخير والعاقبة الحسنة .
أَفَرَأَيْتَ الَّذِي كَفَرَ بِآيَاتِنَا وَقَالَ لَأُوتَيَنَّ مَالاً وَوَلَداً{77}
( عن الباقر عليه السلام إن العاص بن وايل بن هشام القرشي ثم السهمي وهو أحد المستهزئين وكان لخباب بن الأرث عليه حق فأتاه يتقاضاه فقال له العاص ألستم تزعمون أن في الجنة الذهب والفضة والحرير قال بلى قال فموعد ما بيني وبينك الجنة فوالله لاوتين فيها خير مما اوتيت في الدنيا ) . "تفسير القمي" .
أَاطَّلَعَ الْغَيْبَ أَمِ اتَّخَذَ عِندَ الرَّحْمَنِ عَهْداً{78}
الآية الكريمة تبين ردا على ذلك القائل :
1- ( أَاطَّلَعَ الْغَيْبَ ) : هل اطلع على الغيب , فعلم بذلك ؟ ! .
2- ( أَمِ اتَّخَذَ عِندَ الرَّحْمَنِ عَهْداً ) : ام كان له عهدا من الرحمن جل ذكره بهذا الامر ؟ ! .
كَلَّا سَنَكْتُبُ مَا يَقُولُ وَنَمُدُّ لَهُ مِنَ الْعَذَابِ مَدّاً{79}
يأت الرد عليه بشكل حازم في الآية الكريمة ( كَلَّا ) , لن يؤتى ذلك ابدا , وفيها ردعا وتنبيها الى انه مخطئ في ما يدعيه , ( سَنَكْتُبُ مَا يَقُولُ ) , سيدوّن ما قاله وزعمه , ( وَنَمُدُّ لَهُ مِنَ الْعَذَابِ مَدّاً ) , نزيده عذابا الى عذابه .
وَنَرِثُهُ مَا يَقُولُ وَيَأْتِينَا فَرْداً{80}
تبين الآية الكريمة ( وَنَرِثُهُ ) , فيها مدارين :
1- ( ونرثه ما يقول ) من المال والولد . "تفسير الجلالين للسيوطي" .
2- ( وَنَرِثُهُ ) بأن يهلكه الله عز وجل , ويكون جل وعلا هو الوارث لما نسب الى نفسه "العاص بن وائل" من المال والولد , { وَلاَ يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ هُوَ خَيْراً لَّهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَّهُمْ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُواْ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلِلّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاللّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ }آل عمران180 , {وَمَا لَكُمْ أَلَّا تُنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا يَسْتَوِي مِنكُم مَّنْ أَنفَقَ مِن قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُوْلَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِّنَ الَّذِينَ أَنفَقُوا مِن بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلّاً وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ } الحديد10 .
ثم ان الآية الكريمة تضيف ( وَيَأْتِينَا فَرْداً ) , يأتي يوم القيامة وحيدا فريدا , مجردا من المال والولد , بالإضافة الى ما ادعاه في مقالته السابقة .
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
بسم الله الرحمن الرحيم
فَوَرَبِّكَ لَنَحْشُرَنَّهُمْ وَالشَّيَاطِينَ ثُمَّ لَنُحْضِرَنَّهُمْ حَوْلَ جَهَنَّمَ جِثِيّاً{68}
تبين الآية الكريمة امرين :
1- ( فَوَرَبِّكَ لَنَحْشُرَنَّهُمْ وَالشَّيَاطِينَ ) : حيث سيحشر الكفار مع شياطينهم ( قرنائهم ) .
2- ( ثُمَّ لَنُحْضِرَنَّهُمْ حَوْلَ جَهَنَّمَ جِثِيّاً ) : باركين على الركب , من خوفهم وشدة هلعهم لا يقوون على القيام , ذلك قبل ان يدخلوا جهنم .
ثُمَّ لَنَنزِعَنَّ مِن كُلِّ شِيعَةٍ أَيُّهُمْ أَشَدُّ عَلَى الرَّحْمَنِ عِتِيّاً{69}
تبين الآية الكريمة الحال عند ذاك المقام ( ثُمَّ لَنَنزِعَنَّ مِن كُلِّ شِيعَةٍ ) , يؤخذ من كل فرقة , ( أَيُّهُمْ أَشَدُّ عَلَى الرَّحْمَنِ عِتِيّاً ) , اكثرهم كفرا وجحودا .
ثُمَّ لَنَحْنُ أَعْلَمُ بِالَّذِينَ هُمْ أَوْلَى بِهَا صِلِيّاً{70}
تبين الآية ان الله تعالى اعلم بمن هم اولى بها من غيرهم , ( صِلِيّاً ) , دخولا , حرقا وعذابا .
وَإِن مِّنكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْماً مَّقْضِيّاً{71}
تبين الآية الكريمة ( وَإِن مِّنكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا ) , يبين النص المبارك ان ما من احد منكم الا وارد جهنم , لم يستثن احدا , وفيه عدة اراء نذكر منها :
1- المرور بجهنم على الصراط , فينال منها كل حسب ما اقترف من السيئات .
2- ( عن الصادق عليه السلام قال أما تسمع الرجل يقول وردنا ماء بني فلان فهو الورود ولم يدخل ) . "تفسير الصافي ج3 للفيض الكاشاني , تفسير القمي , تفسير البرهان ج4 للسيد هاشم الحسيني البحراني" .
ثم يوجب الباري جل وعلا على نفسه ذلك في ختامها ( كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْماً مَّقْضِيّاً ) , قضى به جل وعلا , فلابد من تحققه .
ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوا وَّنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيّاً{72}
للآية الكريمة محورين :
1- ( ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوا ) : بشارة للمتقين , بأنه جل وعلا لن يتركهم فيها , بل سينجيهم منها , ثم يسوقهم الى الجنة .
2- ( وَّنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيّاً ) : وعيد للكفار , فيبركون على ركبهم , ثم يحشرون فيها .
وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا أَيُّ الْفَرِيقَيْنِ خَيْرٌ مَّقَاماً وَأَحْسَنُ نَدِيّاً{73}
تبين الآية الكريمة ( وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ ) , المؤمنين والكفار , ( قَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا ) , عند ذاك يقول الكفار للمؤمنين , ( أَيُّ الْفَرِيقَيْنِ خَيْرٌ مَّقَاماً ) , اي الفريقين المؤمنون بها او الجاحدون لها افضل مكانا ومنزلا , ( وَأَحْسَنُ نَدِيّاً ) , ( نَدِيّاً ) نادي للاجتماع وغيره او مجلس , ارادوا بذلك ان يبينوا ان مجالسهم عامرة بالرجال والطعام والشراب وغيرهما , وهي افضل من مجالس المؤمنين .
وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّن قَرْنٍ هُمْ أَحْسَنُ أَثَاثاً وَرِئْياً{74}
الآية الكريمة في محل الرد على مزاعمهم تلك ( وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّن قَرْنٍ ) , النص المبارك يشير الى كثرة الامم السابقة التي اهلكها الله تعالى بظلمهم وكفرهم وجحودهم , ( هُمْ أَحْسَنُ أَثَاثاً وَرِئْياً ) , كانوا اكثر منهم مالا , وافضل منهم متاعا , ومنظرا جميلا .
قُلْ مَن كَانَ فِي الضَّلَالَةِ فَلْيَمْدُدْ لَهُ الرَّحْمَنُ مَدّاً حَتَّى إِذَا رَأَوْا مَا يُوعَدُونَ إِمَّا الْعَذَابَ وَإِمَّا السَّاعَةَ فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ شَرٌّ مَّكَاناً وَأَضْعَفُ جُنداً{75}
تخاطب الآية الكريمة النبي الكريم محمد "ص واله" ( قُلْ مَن كَانَ فِي الضَّلَالَةِ فَلْيَمْدُدْ لَهُ الرَّحْمَنُ مَدّاً ) , من كان منكم على الضلالة , يمده ويمهله ويمتعه الله تعالى , لكن ذلك ليس خيرا له بل استدراجا { وَلاَ يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِّأَنفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُواْ إِثْماً وَلَهْمُ عَذَابٌ مُّهِينٌ }آل عمران178 , ( حَتَّى إِذَا رَأَوْا مَا يُوعَدُونَ ) , احد امرين :
1- ( إِمَّا الْعَذَابَ ) : القتل او الاسر على اغلب الآراء .
2- ( وَإِمَّا السَّاعَةَ ) : الموت على بعض الآراء .
عند ذاك , او في ذلك المقام ( فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ ) يعرفون من الفريقين ( وهو رد على قولهم " أَيُّ الْفَرِيقَيْنِ خَيْرٌ مَّقَاماً وَأَحْسَنُ نَدِيّاً " :
1- ( شَرٌّ مَّكَاناً ) : اصحاب الفريق الأسوأ مكانا , بعد المعاينة , وهو يقابل قولهم ( خَيْرٌ مَّقَاماً ) .
2- ( وَأَضْعَفُ جُنداً ) : اعوانا وانصارا , وهو يقابل قولهم ( وَأَحْسَنُ نَدِيّاً ) .
وَيَزِيدُ اللَّهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدًى وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَاباً وَخَيْرٌ مَّرَدّاً{76}
تبين الآية الكريمة امرين :
1- ( وَيَزِيدُ اللَّهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدًى ) : يبين النص المبارك ان الله تعالى يزيدهم هدى وايمانا , { إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَاناً وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ }الأنفال2 .
2- ( وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَاباً وَخَيْرٌ مَّرَدّاً ) : ( وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ ) , هي الطاعات تبقى لصاحبها , فأنها :
أ) ( خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَاباً ) : يبين النص المبارك ان الطاعات افضل ثوابا عند الله تعالى .
ب) ( وَخَيْرٌ مَّرَدّاً ) : ويبين النص المبارك ايضا ان الطاعات من افضل ما يعود لصاحبها بالخير والعاقبة الحسنة .
أَفَرَأَيْتَ الَّذِي كَفَرَ بِآيَاتِنَا وَقَالَ لَأُوتَيَنَّ مَالاً وَوَلَداً{77}
( عن الباقر عليه السلام إن العاص بن وايل بن هشام القرشي ثم السهمي وهو أحد المستهزئين وكان لخباب بن الأرث عليه حق فأتاه يتقاضاه فقال له العاص ألستم تزعمون أن في الجنة الذهب والفضة والحرير قال بلى قال فموعد ما بيني وبينك الجنة فوالله لاوتين فيها خير مما اوتيت في الدنيا ) . "تفسير القمي" .
أَاطَّلَعَ الْغَيْبَ أَمِ اتَّخَذَ عِندَ الرَّحْمَنِ عَهْداً{78}
الآية الكريمة تبين ردا على ذلك القائل :
1- ( أَاطَّلَعَ الْغَيْبَ ) : هل اطلع على الغيب , فعلم بذلك ؟ ! .
2- ( أَمِ اتَّخَذَ عِندَ الرَّحْمَنِ عَهْداً ) : ام كان له عهدا من الرحمن جل ذكره بهذا الامر ؟ ! .
كَلَّا سَنَكْتُبُ مَا يَقُولُ وَنَمُدُّ لَهُ مِنَ الْعَذَابِ مَدّاً{79}
يأت الرد عليه بشكل حازم في الآية الكريمة ( كَلَّا ) , لن يؤتى ذلك ابدا , وفيها ردعا وتنبيها الى انه مخطئ في ما يدعيه , ( سَنَكْتُبُ مَا يَقُولُ ) , سيدوّن ما قاله وزعمه , ( وَنَمُدُّ لَهُ مِنَ الْعَذَابِ مَدّاً ) , نزيده عذابا الى عذابه .
وَنَرِثُهُ مَا يَقُولُ وَيَأْتِينَا فَرْداً{80}
تبين الآية الكريمة ( وَنَرِثُهُ ) , فيها مدارين :
1- ( ونرثه ما يقول ) من المال والولد . "تفسير الجلالين للسيوطي" .
2- ( وَنَرِثُهُ ) بأن يهلكه الله عز وجل , ويكون جل وعلا هو الوارث لما نسب الى نفسه "العاص بن وائل" من المال والولد , { وَلاَ يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ هُوَ خَيْراً لَّهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَّهُمْ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُواْ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلِلّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاللّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ }آل عمران180 , {وَمَا لَكُمْ أَلَّا تُنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا يَسْتَوِي مِنكُم مَّنْ أَنفَقَ مِن قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُوْلَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِّنَ الَّذِينَ أَنفَقُوا مِن بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلّاً وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ } الحديد10 .
ثم ان الآية الكريمة تضيف ( وَيَأْتِينَا فَرْداً ) , يأتي يوم القيامة وحيدا فريدا , مجردا من المال والولد , بالإضافة الى ما ادعاه في مقالته السابقة .
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat