اسرائيل تجتاح غزة في حرب لا تدري كيف تنهيها
مع اليوم الثالث عشر على شن إسرائيل عملية "الجرف الصامد" ضد قطاع غزة، ودخول القوات الإسرائيلية للقطاع، نشرت مجلة تايم الأمريكية تقريراً بشأن الموقف الصعب الذي وضع نتانياهو نفسه فيه، باستدراج صواريخ حماس التي بدأت تتساقط بغزارة على إسرائيل، وأحدثت رعباً بين السكان، واضطرتهم للاختباء في الملاجئ رغم عدم تحقيقها آثاراً موجعة، كما أن نتانياهو بات في موقف لا يحسد عليه إثر عمليات التسلل الأخيرة التي نفذها مقاتلو القسام خلف الخطوط الإسرائيلية، وأدت لمقتل عدد من الجنود.
ولفتت الصحيفة إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أشار إلى احتمال شن عملية عسكرية أكبر خلال الأيام والأسابيع القادمة.
انتقادات دولية
وتابعت الصحيفة أن نتانياهو وظَّف خطابه الأخير للإسرائيليين لكي يشرح لهم الأسباب الكامنة وراء قراره بشن عملية برية ستعرض حياة الجنود الإسرائيليين للخطر، ومن شأنها زيادة وتيرة الانتقادات الدولية الموجهة لسياسته، التي ستؤدي لإزهاق أرواح المزيد من الضحايا، فقد قال نتانياهو" قررنا شن هذه العملية بعد أن استنفذنا جميع الاحتمالات الأخرى، مع الأخذ بعين الاعتبار أنه دون القيام بأي عمل، فإننا سندفع ثمناً أغلى بكثير".
ثمن مجهول
وأضافت الصحيفة أن الثمن الذي سيدفعه طرفا الصراع ما زال غير معروف، فقد قتل في هذه الحرب، أكثر من ٣٣٣ فلسطينياً، وجرح أكثر من ٢٤٠٠ شخصاً، بينما قتل قرابة سبعة جنود إسرائيليين، ويبقى هدف إسرائيل الأول هو تدمير الأنفاق السرية التي تربط غزة بإسرائيل، والتي تسلل عبرها مقاتلون من حماس ونفذوا هجمات طالت جنوداً إسرائيليين، وتابعت الصحيفة أن إسرائيل لم تستبعد أيضاً احتمال توسيع العملية البرية في عزة لتشمل مرحلتين إضافيتين.
تشدد حيال الأزمة
وأبدى بعض أعضاء حكومة نتانياهو، كوزير الخارجية أفيجدور ليبرمان، تشدداً حيال إنهاء الحرب الجارية حالياً، مؤكداً أن إعادة احتلال غزة يمثل الحل الأفضل بنظر إسرائيل، والتي احتلت القطاع في حرب الأيام الستة في عام ١٩٦٧، ولم تسحب مستوطنيها وجنودها من المنطقة إلا في عام ٢٠٠٥.
لكن، كما تقول تايم، لا يجد ليبرمان من يشاطره الرأي وسط الخبراء والساسة الإسرائيليين، وبالفعل يقول باحث في معهد دراسات الأمن القومي في جامعة تل أبيب إسرائيل بيرمانت، أن إعادة السيطرة على قطاع غزة يعد خياراً متطرفاً في رأي دوائر صنع السياسة الأمنية الإسرائيلية، وهو نوع من الثرثارات الفارغة والأمنيات الوهمية من جانب يمينيين، مثل ليبرمان.
حماس لا داعش
وقال بيرمانت لمجلة تايم: "تكمن المشكلة في الحديث عن الإطاحة بحماس في كوننا لا نريد ترك غزة في حالة فوضى، فضلاً عن عدم وجود بديل لها، وبالنظر لما يجري في المنطقة، لا أعتقد بأن أحداً يريد مواجهة ذلك الخطر"، وقد قصد بيرمانت بقوله تنظيم داعش الإرهابي الذي سيطر على أجزاء من سوريا والعراق، ويخشى من تمدده باتجاه غزة في حال هزمت حماس وانتهى عهدها.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat