حياء الرجل : القسم الحادي عشر
محمد السمناوي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
إذا كان جمال الأنثى يكمن في حيائها , فان جمال الرجل يكمن في إيمانه وعقله وتقواه , وصدقه , وان كثرة حياء الرجل دليل على وجود الإيمان لديه هذا ما أشار إليه يعسوب الدين الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام : ( كثرة حياء الرجل دليل على إيمانه ) , وان ثمرة إيمان الرجل هو الحياء بأقسامه الثلاثة , وعنه عليه السلام : ( حياء الرجل من نفسه ثمرة الإيمان ) .
بعض الرجال وخصوصا طبقة الشباب يشعر انه مرغوب , وله جاذبية عند النساء , وان القلوب تهواه بمجرد النظر إلى وجهه , ويحاول وبدون حياء أن يجمع الأعداد الكبيرة من النساء , ويفتخر في نشر الرذيلة والعلاقات الغير مشروعة , وهذه من صفات النقص عند الإنسان لا صفات كمال ورفعة وشرف وحياء .
فالحياء صفة كمال ورفعة وشرف وإيمان , وبخلاف التهتك والاستهتار وخلع جلباب الحياء الذي هو صفة نقص وعيب عند الإنسان .
حياء النبي محمد صلى الله عليه واله وسلم وبضعته السيد ة الزهراء عليها السلام نموذجان :
حياء النبي الخاتم صلى الله عليه واله وسلم نموذج لجميع الرجال بل أكثر الأنبياء عليهم السلام حياء هو النبي محمد صلى الله واله وسلم , وايما رجل اتصف بالحياء إلا وكان قدوته خاتم الأنبياء , وقد وصف حياءه اشد من العذراء في خدرها , فعن أبي سعيد الخدري قال : كان رسول الله صلى الله - واله - وسلم أشدَ حياء من العذراء في خِدرها , وكان إذا كره شيئاً عرفناه في وجهه .
من يطلع على سيرة السيدة الزهراء عليها السلام يجد الحياء قد تجسد في جميع تفاصيل حياتها وحتى وفاتها وفي هذا الصدد انقل لكم عدة روايات :
منها : عن ابن عباس قال: مرضت فاطمة عليها السلام مرضاً شديداً، فقالت لأسماء بنت عميس: ألا ترين إلى ما بلغت؟ فلا تحمليني على سرير ظاهر، فقالت: لا لعمري، ولكن أصنع نعشاً كما رأيت يصنع بالحبشة. قالت: فأرينيه، فأرسلت إلى جرائد رطبة فقطعت من الأسواق، ثم جعلت على السرير نعشاً، وهو أول ما كان النعش، فتبسمت، وما رأيتها مبتسمة إلا يومئذ، ثم حملناها فدفناها ليلاً .
منها : روى أبو نعيم الأصفهاني عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: ما خيرٌ للنساء ؟ فلم نَدرِ ما نقول. فسار عليّ إلى فاطمة فأخبرها بذلك، فقالت: فهلاّ قلتَ له « خيرٌ لهنّ أن لا يَرَينَ الرجال ولا يَرونَهنّ »، فرجع ( عليّ إلى رسول الله ) فأخبره بذلك، فقال النبيّ:... إنّها بضعةٌ منّي .
منها : وروى ابن شهرآشوب أنّ النبيّ صلّى الله عليه وآله قال لها: أيّ شيء خيرٌ للمرأة ؟ قالت: أن لا ترى رجلاً، ولا يراها رجل. فضمّها إليه وقال: ذُرّيّةً بعضُها مِن بعض .
منها : وروى الراوندي في نوادره عن أمير المؤمنين عليه السّلام:
استأذن أعمى على فاطمة عليها السّلام فحجَبَتْه، فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله لها: لِمَ حَجَبتيه وهو لا يراكِ ؟ فقالت عليها السّلام: إن لم يكن يراني فإنّي أراه، وهو يشمّ الريح، فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله: أشهد أنّكِ بضعةٌ منّي .
وأجمل شيء نختمه في هذا المورد هو مقطع صغير من دعاء الإمام الغائب المهدي عجل الله فرجه الشريف حيث يدعو فيه للشباب والنساء بالرجوع إلى جادة الشريعة , وتحصيل التوبة بالنسبة للشباب , والحياء بالنسبة للنساء , وهذا الدعاء يخرج من رجل هو سليل العترة الأصفياء , وفيه اللوعة والألم والحزن على هاتين الطبقتين ( الشباب والنساء ) , فيقول عليه السلام : ( اللهم ارزقنا توفيق الطاعة وبعد المعصية ..... إلى أن يقول : وعلى النساء بالحياء والعفة ) .
المصادر والهوامش :
1 - شرح غرر الحكم / 4 / 590
2 - غرر الحكم / 5031
3 - صحيح البخاري : في المناقب 3562 , وصحيح مسلم : في الفضائل 2320.
4- بحار الأنوار : 43, ص 189.
5 - بحار الأنوار : ج37, ص 69.
6 - المصدر السابق : ج43, ص 84
7 - المصدر السابق : ص 91
8- البلد الامين: 349. مفاتيح الجنان للمحدث القمي , وقال الكفعمي في المصباح: هذا دعاء المهدي صلوات الله عليه.
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
محمد السمناوي

إذا كان جمال الأنثى يكمن في حيائها , فان جمال الرجل يكمن في إيمانه وعقله وتقواه , وصدقه , وان كثرة حياء الرجل دليل على وجود الإيمان لديه هذا ما أشار إليه يعسوب الدين الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام : ( كثرة حياء الرجل دليل على إيمانه ) , وان ثمرة إيمان الرجل هو الحياء بأقسامه الثلاثة , وعنه عليه السلام : ( حياء الرجل من نفسه ثمرة الإيمان ) .
بعض الرجال وخصوصا طبقة الشباب يشعر انه مرغوب , وله جاذبية عند النساء , وان القلوب تهواه بمجرد النظر إلى وجهه , ويحاول وبدون حياء أن يجمع الأعداد الكبيرة من النساء , ويفتخر في نشر الرذيلة والعلاقات الغير مشروعة , وهذه من صفات النقص عند الإنسان لا صفات كمال ورفعة وشرف وحياء .
فالحياء صفة كمال ورفعة وشرف وإيمان , وبخلاف التهتك والاستهتار وخلع جلباب الحياء الذي هو صفة نقص وعيب عند الإنسان .
حياء النبي محمد صلى الله عليه واله وسلم وبضعته السيد ة الزهراء عليها السلام نموذجان :
حياء النبي الخاتم صلى الله عليه واله وسلم نموذج لجميع الرجال بل أكثر الأنبياء عليهم السلام حياء هو النبي محمد صلى الله واله وسلم , وايما رجل اتصف بالحياء إلا وكان قدوته خاتم الأنبياء , وقد وصف حياءه اشد من العذراء في خدرها , فعن أبي سعيد الخدري قال : كان رسول الله صلى الله - واله - وسلم أشدَ حياء من العذراء في خِدرها , وكان إذا كره شيئاً عرفناه في وجهه .
من يطلع على سيرة السيدة الزهراء عليها السلام يجد الحياء قد تجسد في جميع تفاصيل حياتها وحتى وفاتها وفي هذا الصدد انقل لكم عدة روايات :
منها : عن ابن عباس قال: مرضت فاطمة عليها السلام مرضاً شديداً، فقالت لأسماء بنت عميس: ألا ترين إلى ما بلغت؟ فلا تحمليني على سرير ظاهر، فقالت: لا لعمري، ولكن أصنع نعشاً كما رأيت يصنع بالحبشة. قالت: فأرينيه، فأرسلت إلى جرائد رطبة فقطعت من الأسواق، ثم جعلت على السرير نعشاً، وهو أول ما كان النعش، فتبسمت، وما رأيتها مبتسمة إلا يومئذ، ثم حملناها فدفناها ليلاً .
منها : روى أبو نعيم الأصفهاني عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: ما خيرٌ للنساء ؟ فلم نَدرِ ما نقول. فسار عليّ إلى فاطمة فأخبرها بذلك، فقالت: فهلاّ قلتَ له « خيرٌ لهنّ أن لا يَرَينَ الرجال ولا يَرونَهنّ »، فرجع ( عليّ إلى رسول الله ) فأخبره بذلك، فقال النبيّ:... إنّها بضعةٌ منّي .
منها : وروى ابن شهرآشوب أنّ النبيّ صلّى الله عليه وآله قال لها: أيّ شيء خيرٌ للمرأة ؟ قالت: أن لا ترى رجلاً، ولا يراها رجل. فضمّها إليه وقال: ذُرّيّةً بعضُها مِن بعض .
منها : وروى الراوندي في نوادره عن أمير المؤمنين عليه السّلام:
استأذن أعمى على فاطمة عليها السّلام فحجَبَتْه، فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله لها: لِمَ حَجَبتيه وهو لا يراكِ ؟ فقالت عليها السّلام: إن لم يكن يراني فإنّي أراه، وهو يشمّ الريح، فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله: أشهد أنّكِ بضعةٌ منّي .
وأجمل شيء نختمه في هذا المورد هو مقطع صغير من دعاء الإمام الغائب المهدي عجل الله فرجه الشريف حيث يدعو فيه للشباب والنساء بالرجوع إلى جادة الشريعة , وتحصيل التوبة بالنسبة للشباب , والحياء بالنسبة للنساء , وهذا الدعاء يخرج من رجل هو سليل العترة الأصفياء , وفيه اللوعة والألم والحزن على هاتين الطبقتين ( الشباب والنساء ) , فيقول عليه السلام : ( اللهم ارزقنا توفيق الطاعة وبعد المعصية ..... إلى أن يقول : وعلى النساء بالحياء والعفة ) .
المصادر والهوامش :
1 - شرح غرر الحكم / 4 / 590
2 - غرر الحكم / 5031
3 - صحيح البخاري : في المناقب 3562 , وصحيح مسلم : في الفضائل 2320.
4- بحار الأنوار : 43, ص 189.
5 - بحار الأنوار : ج37, ص 69.
6 - المصدر السابق : ج43, ص 84
7 - المصدر السابق : ص 91
8- البلد الامين: 349. مفاتيح الجنان للمحدث القمي , وقال الكفعمي في المصباح: هذا دعاء المهدي صلوات الله عليه.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat