صفحة الكاتب : د . صادق السامرائي

ما أضعف الحكيم؟!!
د . صادق السامرائي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
في زمن القوة تكون الحكمة ضعفا , وفي سوح الغاب يصبح الحكيم فريسة سهلة للأقوياء.
وفي عالمنا الذي يقف على شفا حفرة من الحرب العالمية المروعة الفتاكة , نتمتع بوجود بعض القادة الحكماء الذين يعرفون جسامة التداعيات , وحجم الويلات , فتراهم يتعقلون , برغم هول القوة التي يمتلكون.
 
لكن الآخرين يهاجمونهم ويحسبونهم ضعفاء , وما هم إلا أقوى الأقوياء , ذلك أنهم يتمكنون من لجم جماح القوة الخارقة التي بقبضة أيديهم.
 
ويبدو أن إتهامات الضعف للأقوياء , ما هي إلا أساليب لإستدراجهم حتى تقع الواقعة , وإنها لواقعة ذات يوم قريب , ذلك أن موجة إدّعاء الضعف ستلد مجنونا محكوما بالقوة التي سيطلق عنانها , ليؤكد لرافعي لافتات الضعف بأنه أقوى مما يتصورون بكثير جدا.
 
إن الذين يحسبون الذين إمتلكوا القوة واستثمروا فيها , وتطورت قدراتهم الإبتكارية في ميادين القِوى بجميع معانيها ومجالاتها , ضعفاء أو أنهم فقدوا قوتهم , إنما هم أضعف الضعفاء , فالذين يتهمونهم بالضعف هم أصحاب قوة متنامية بتعجيل لا يخطر على بال المُتهمين لهم بالضعف.
 
ولا يوجد تفسير واضح لهذا السلوك , إلا أن البشرية تسعى لصناعة مآساة أرضية في الربع الأول من القرن الحادي والعشرين , فهذا هو سلوك القرون على مر العصور , وهذه طبائعها التي يعبّر عنها البشر , وفقا لسلوكيات جماعية محكومة بإرادة فناء كامنة في لاوعيه المهين على تصوراته ورؤاه.
 
وإنها لنعمة أن يحكم الدول القوية الحكماء , وإنها لنقمة إذا حكمها السفهاء , الذين تستعبدهم القوة وتملي عليهم إرادتها ونزعاتها الفتاكة.
 
تحية لكل قائد حكيم يسعى للجم جماح حصان البشرية المتوثب للقفز في أتون الهوجاء.
 
وإنها لمحنة أرضية , وإرادة خفية تسعى لإعادة التوازن المقهور بالنوازع البشرية , المقيدة بإرادة أمارة الأسوأ الفاعلة في أعماقهم القصية.
 
ونرجو من حكماء الدينا التمسك بحكمتهم , وأن لا ينهاروا بسبب الضعوطات والإتهامات والتحفيزات والإنتقادات , التي تريدهم أن يتحولوا إلى دمى للقوة التي هم سادتها وربانها.
فهل ستبقى الحكمة منتصرة على إردة القوة , أم أن القوة ستفوز , ولكن أي فوز؟!!
 
أسودُ الغابِ ما رَضِيَتْ بضعفٍ ... ولا هَجَعتْ لياليها لخوفِ
لأنّ الطبعَ منتصرٌ شديدٌ...          وإنّ سيادَها يطغى كعًرفِ
فربّ حكيمةٍ نظرتْ بحُلمٍ...      وربّ سفيهةٍ سقطتْ بجرفِ

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . صادق السامرائي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/03/11



كتابة تعليق لموضوع : ما أضعف الحكيم؟!!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net