صفحة الكاتب : عبد الله الجنابي

حق الجنوب..
عبد الله الجنابي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.


العدل أساس الملك هكذا هي القاعدة، وبهذا يدوم الحكم والولاية، هذا بشكل عام، وعندما نخصص فأهل الخير أولى من غيرهم بالتنعم بهذا الخير، وأيضا المتضرر أولى من غيره بالتعويض، وكذا من يدعي الانتماء لصاحب الحق والمغبون، يكون أكثر المطالبين له.
كل هذه الحقائق والمسلمات تلامس حال البصرة ومحافظات الجنوب الأخرى المنتجة للنفط، فمن العدل أن تكون لها حصة تفوق بقية المحافظات العراقية، فهي منتجة ومتضررة من هذا الإنتاج، والحكومة تدعي أنها تنتمي لسكان هذه المحافظات، علاوة على ذلك فأن الدستور والفر قاء في الساحة السياسية، كلهم يدعمون منح هذه المحافظات استحقاقها.
    وقد صوت البرلمان على منح المحافظات المنتجة بترو (5) دولار، الذي تضمنه قانون(21) للمحافظات، لكن موقف الحكومة يثير الاستغراب، فمرة تذهب للمحكمة الاتحادية لغرض نقض القانون..! وأخرى تقر ميزانية ببترو( 1 ) دولار، على أن تسدد الأربع دولارات الباقية على شكل قروض..!
     رغم أن رئيس الحكومة شخصيا اعتبر حتى أل(5 ) دولار قليلة بحق البصرة قبل الانتخابات المحلية السابقة، فماذا جرى.؟ ولما تغير موقف دولته ألان.؟ هل يمكن أن يكون تغيير خارطة الحكومة المحلية في البصرة، السبب وراء هذا التغير بالموقف.؟ أم هي عقوبة لأبناء البصرة ومحافظات الجنوب بسبب تدني نتائج قائمته هناك.؟ أم خشية وخوف من الانجازات التي بدأت طلائعها تظهر في محافظة البصرة، الأمر الذي سيكشف فشل الحكومة السابقة، وانعكاس ذلك على نتائج دولة القانون في الانتخابات البرلمانية المقبلة.
     لكن الواقع يقول أن الأسباب أيا كانت ومهما كانت المبررات، فإنها لا تجيز للحكومة أن تظلم محافظات الجنوب لهذا الحد، حيث المعاناة والحرمان الذي امتد لعقود من الزمن، مع القتل والتشريد على يد كافة الأنظمة التي حكمت العراق منذ تأسيس الدولة العراقية إلى اليوم.
   وعلى أبناء هذه المحافظات القيام بانتفاضة سلمية شاملة، لغرض الحصول على حقوقها كاملة، تلك الحقوق التي نص عليها الدستور العراقي، كالمحرومية والتي تناولها قانون المحافظات كمشروع البتر ودولار، وإلا لا يمكن لها أن تنهض وتنفض غبار السنين، مادام البعض يساومها على خيراتها، ويحاول أن يركع أبنائها، أما تقديم فروض الولاء والطاعة للحاكم وأما الحرمان.
    ونعتقد أن الفرصة اليوم سانحة لهذه المحافظات، أن تقول كلمتها بحق نفسها، وبحق مستقبل أبنائها، وان ترفض الخضوع والخنوع، فأبناء هذه المحافظات أعطوا كما لا يعطي احد مثلهم للوطن والمواطن، فخيراتهم يتنعم بها كل أبناء العراق، وتضحياتهم لتحرير الوطن فاقت كل الحدود، لذا اليوم يجب أن تعيد حقوقها، ويحصل أبنائها على ما يستحقون.
       أما بالنسبة للحكومة فعليها أن تحكم بالعدل، أن كانت تريد دوام ملكها، وعلى كل القوى السياسية أن تقف إلى جانب أبناء الجنوب، ليحصلوا على حقوقهم كاملة، وبالخصوص كوادر هذه القوى ممن يسكنون محافظات الجنوب، وإلا لا يمكن أن يمحوا العار الذي سيكتب ضدهم، من أنهم وقفوا ضد أهلهم، وساوموا على حقوقهم، لإرضاء ساسة أرادوا مصادرة تلك الحقوق، والأكيد سيكون دورهم كدور مجرمي البعث ألصدامي، ممن أصبحوا أدوات بيد النظام لقتل وتهجير أبناء تلك المحافظات....
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عبد الله الجنابي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/01/20



كتابة تعليق لموضوع : حق الجنوب..
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net