صفحة الكاتب : نعيم ياسين

في ذكرى شهادة العسكري (ع)
نعيم ياسين

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
    في ذكرى وفاة ابي محمد الحسن بن العسكري (ع) نرفع التعازي الى ولده القائم بالحق من آل محمد (عج) سائلين الله تعالى بتعجيل فرجه الشريف . 
    لقد عاش الامام العسكري (ع) فترة من اصعب الفترات اذ كان خلفاء بني العباس من المتوكل وابنائه يطلبون شيعة اهل البيت ويضيقون عليهم في ارزاقهم وعقيدتهم وحسبنا من جور تلك الفترة ان استبيح قبر ابي عبد الله الحسين وحورب زواره اشد الحرب , وكأن الخليفة المتوكل العباسي ومن يسير في ركابه يتميزون غيظا وحقدا انهم لم يكونوا في زمن يزيد فيشركوا في قتل الحسين اسوة بعمر بن سعد وشمر بن ذي الجوشن . 
      اشار الامام الهادي الى ولده العسكري , واوصى شيعته بالرجوع اليه كونه الامام بعده , قال ابن الصباغ المالكي في الفصول المهمة : الامام المنتصب بعد ابي الحسن ابنه ابو محمد الحسن لثبوت النص عليه من ابيه , وعن يحيى العنبري قال : اوصى ابو الحسن علي بن محمد الى ابنه ابي الحسن قبل موته باربعة اشهر . 
    عاصر الامام خلفاء بني العباس المعتز والمهدي والمعتمد , وكان من اهم ماعمل عليه الامام في حياته مواصلة سيرة ابيه في الاهتمام بقضية الامام المهدي وغيبته , فكان (ع) يحتجب عن شيعته طويلا ويكتفي بوكلائه ومعتمديه تمهيدا الى قبول غيبة الامام الثاني عشر عندما تقع ثم يعود الى فتح بابه امام الخواص والعوام , ومع هذا الاحتجاب ولعدم وجود ولد ظاهر للامام بدت بعض الفتن والشبهات تطل برأسها حول من يخلف ابا محمد العسكري بعد موته مما يضطر معه الى توكيد مجيء الولد وان هذا الامر واقع لا محالة , فقد روى عيسى بن الفتح انه كان في الحبس ودخل عليهم ابو محمد بن الحسن فقال ياعيسى هل رزقت ولدا ؟ قلت : لا , فقال : اللهم ارزقه ولدا يكون له عضدا , قلت : سيدي وانت ألك ولد ؟ فقال : سيكون لي ولد يملأ الارض قسطا وعدلا . 
     ولما ولد الحجة القائم اشهد الامام (ع) بعض خواصه عليه واشار بالرجوع اليه بعده , ولشدة تحوطه عليه , واخفائه عن الناس ظن كثيرون ومازالوا حتى اليوم ان الامام توفي ولم يعقب , لكن ما ظنوه لا اساس له من التاريخ ما يؤيده , بل التاريخ يطفح بالكثير من الاحداث التي تكشف عن ولده الحجة القائم اذ شوهد كثيرا من قبل الخواص وظهرت منه الكتب الى شيعته في مختلف الشؤون . 
    حاولت السلطة العباسية انذاك التنصل من جريمة قتل الامام العسكري بالسم , فينقل لنا التاريخ ان سامراء كانت يوم وفاته كأنها في يوم القيامة اذ عطلت الاسواق وضجت سر من رأى باهلها , ولما فرغوا من تغسيل الامام بعث الخليفة المعتمد الى اخيه عيسى بن المتوكل وامره بالصلاة عليه , فلما وضعت الجنازة للصلاة دنا عيسى منه وكشف عن وجهه وعرضه على بني هاشم وكبار البيت العباسي والقضاة وقال : هذا ابو محمد العسكري مات حتف انفه على فراشه , ثم غطى وجهه الشريف , وكل ذلك محاولة من السلطة لدفع التهمة عنها بسمه والتخلص منه توفي الامام في الثامنة والعشرين من العمر في سنة مأتين وستين هجرية ودفن بسامراء , ولم يسلم قبره الشريف الذي كان منارة للهدى ومقرا للمرجعية الدينية من حقد شيعة بني امية وبني العباس , فتعرض المرقد الى تفحير ارهابي على يد زمر التكفير في شباط عام 2006 ميلادية , الامر الذي احدث هزة عنيفة في قلوب ونفوس شيعة اهل البيت وعامة المسلمين , وكان العراق وقتها عاش غليانا بسبب تلك الجريمة يمكن له ان يحرق كل اثر فيه للحياة لولا حكمة المرجعية الدينية العليا وتشديدها على اتباع اهل البيت باهمية تجاوز المأساة مستحضرة في قرارها احداثا فجيعة تعرض لها اهل البيت (ع) وشيعتهم وواجهوها بصبر وثبات كمنع دفن الامام الحسن (ع) الى جنب جده الرسول الاعظم (ص) وتعرض جنازته الطاهرة الى رشق سهام الحقد الاموي .  

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


نعيم ياسين
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/01/11



كتابة تعليق لموضوع : في ذكرى شهادة العسكري (ع)
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net