صفحة الكاتب : جمعة عبد الله

الزمن الرديء : يكرم المجرم ويعاقب الشريف
جمعة عبد الله

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

لقد تبدلت وتغيرت الاحوال والمفاهيم والمضامين , واختفت قيم المحبة والاخاء والتعايش ومساندة المحتاج والضعيف , والسلم بين صفوف الشعب , والروح الوثابة ضد الظلم والطغيان , التي تركت بصماتها في كل زاوية من الوطن , وتعودت وتربت عليها الاجيال , عبر مختلف العصور والدهور , لقد فتح العراق الجديد والغريب , الابواب والنوفذ مشرعة , للفساد  المالي والسياسي والاداري , وللسحت الحرام والاحتيال والخديعة والابتزاز . وامتهن فنون السرقة والاختلاس والنهب المبرمج لثروات البلاد , دون وخز او تأنيب للضمير , وصار العراق مرتع وحقل تجارب , تعبث به فرسان السياسة , بالامس كانوا نكرة وحثالة المجتمع , من حفنة وجوقة من المنافقين والنصابين والمتملقين , الذين يغييرون جلودهم الف مرة حسب المناخ السياسي , حفنة من السراق والمزورين والثعابين السامة , قادة اليوم بحوزتهم الكتل النيابية الكبيرة وهم صم وبكم وعمي لايفهمون ولا يبصرون , سوى المقايضات السياسية المريبة , والمتاجرة بالدم العراقي بابخس الاثمان , , فقد تمزق وضاع الحلم العراقي وامال الشعب , ببناء دولة القانون والحرية والديموقراطية , التي تحقق العدالة الاجتماعية والمساواة في الحقوق وتكافؤ الفرص بين ابناء الوطن الواحد . وطن مشطور الى قسمين . قسم يعيش في دنيا الخير والبركة والسعادة والرفاه وتخمة العيش , في منطقة الخضراء , والقسم الاعظم من الشعب يتكوى بنار حارقة , من المعاناة والاهمال والحرمان , والاحتيال والخديعة والاستخفاف والاستهزاء بمشاعره واحاسيسه وطموحاته وتطلعاته , من الكتل النيابية التي تحول جهادها المقدس , واقتصر على الصراع والتنافس والعراك وتخاصم على الكعكة والغنائم , وتحولت الى  اشبه بالعصابات المافية الاجرامية , وقدمت أسوأ نموذج للحكم والمسؤولية , فصار الذي يحصد انفاس الناس بالزي الزيتوني في زمن الحقبة الدكتاتورية  , فقد اعتمر العمامة وطمغ جبهته بالبقعة السوداء , ولبس المحابس , والبسملة بالسبحة بسور الشيطانية , والضحك على اولاد الخايبة والمغفلين وبسطاء الناس , ليجددوا له البيعة تلو البيعة , على حساب توابيت الاحزان والفقر والمظلومية , وضياع موازين القيم النبيلة , انه عصر الفساد بكل اصنافه , وغابت من قاموسهم اليومي , معاني النزاهة والمسؤولية والحرص على مصالح الشعب والوطن , والاخلاص ونظافة اليد والقلب والهواجس الانسانية . وحلت مكانها الطائفية واخلاق السحت الحرام . وصار المواطن يعيش تحت مظلة حكومة , لم توفر له ابسط مقومات العيش الكريم والكرامة الشريفة , مواطن محروم من الدعم والاسناد والرعاية الاجتماعية والصحية , حكومة باحزابها وقوائمها وكتلها النيابية , تؤمن باللغف والشفط والسحت الحرام , وتخريب الوطن بالطائفية , حكومة لاتوفر ابسط مقومات الامن والحماية , من العصابات المجرمة والارهابية , وتناست مسؤوليتها الوطنية والمهنية والاخلاقية , , شعب يغوص في ارذال الزمن التعيس والمشؤوم .. رئيس الوزراء يهدد ويعربد , بانه سيقلب الدنيا ويعجل بقيام بمجيء  يوم القيامة , من اجل الحفاظ على الكرسي وتجديد ولايته للمرة الثالثة , , مسؤول الاول في الدولة العراقية , يملك ملفات ووثائق في الاجرام والارهاب والقتل والفساد بكل اصنافه , ومستندات لحرق وتدمبر الوطن , ولا يحرك ضميره ووجدانه ومسؤوليته  تجاه الله الشعب, من اجل انقاذ الوطن  ,  شعب يتجرع كأس المر والعلقم , في زمن يكرم فيه المجرم ويكافئ على جريمته , ويعاقب الشريف , الذي تحمل المحن والمصاعب والاهوال , ولم يركع الى ارادة الجلاد . رئيس وزراء يدعم برعايته القانونية السراق واللصوص لبيع الوطن في المزاد العلني الرخيص وعلى المكشوف , والشعب يمضغ مورفين الطائفية . الشيعي ينتخب الشيعي حتى لو كان فاسد وحرامي ونكرة ومن بائعي الضمير في سوق النخاسة . والسني ينتخب السني حتى لو كان عريق في الاجرام والارهاب والفساد وهتك الاعراض والقيم ,شعب تناطحه وتطرحه جريحا وعلى فراش المرض , , معاناة الظلم والحرمان والظلم والاجحاف والغبن والنسيان , مغلفة بالخداع والتزوير والزيف المكشوف , عراق لامكان ولامقام ولا جاه ولا ونفوذ , إلا للفاسدين اصحاب السحت الحرام  


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


جمعة عبد الله
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/04/15


  أحدث مشاركات الكاتب :

    •  معاناة سيزيف في كتاب ( قضية تقاعد / متوالية سردية ) للكاتب فيصل عبدالحسن  (قضية راي عام )

    • ومضات على كتاب ( رائد الأدب المهجري المعاصر / دراسة الشاعر المغترب قصي الشيخ عسكر ) للباحثة هدى صحناوي  (قراءة في كتاب )

    • أحداث عاصفة في يوميات انتفاضة عام 1991 في رواية ( ربيع التنومة ) للأديب قصي الشيخ عسكر  (قراءة في كتاب )

    • معارضات يوسفية في الديوان الشعري ( يوسفيات ) للأديب واثق الجلبي  (قراءة في كتاب )

    • كومونة انتفاضة تشرين في الرواية القصيرة ( البركان ) للاديب حميد الحريزي  (قراءة في كتاب )



كتابة تعليق لموضوع : الزمن الرديء : يكرم المجرم ويعاقب الشريف
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net