الفساد الاسيوي والفساد الافريقي
جمعة عبد الله
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
جمعة عبد الله

الفساد في كل زمان ومكان , هو نهب وسرقة اموال الدولة , دون حق شرعي , وهو يستنزف خيرات البلاد بطرق خبيثة وشيطانية . اذ يستغل اللصوص والحرامية والسراق والفاسدين الحالة السياسية غير المستقرة , والمتردية بالاحتقان السياسي , مما يضعف سلطة القانون , في المحاسبة والمراقبة والمتابعة والمعاقبة , حيث يفتح هذا الخلل الشهية والشهوة في النهب واللغف , وباستغلال المواقع والمناصب الهامة في هرم الدولة , لمصالح ومنافع ذاتية وشخصية على حساب المصالح والمنافع العامة . فقد ظهرت مدارس وفنون ومهارات وابتكارات على السرقة والاختلاس المطعمة بالاحتيال والابتزاز .. وقد ابتلت الشعوب والدول بهذا الطاعون الفتاك والخبيث , الذي يسرق ويستنزف جهود وطاقات البلاد المالية , مما ينعكس سلبيا على احوال البلاد ,وذلك بتزايد اعداد الفقر الفقراء والعوز والحرمان , وقلة تقديم الخدمات الاساسية , في ظل فقدان العدالة الاجتماعية وتصدر شريعة المفسدين في التعامل اليومي . وعرف عن هذه الآفة الهالكة والمهلكة , بان هناك خصائص والصفات ومميزات لها : اي هناك الفساد الاسيوي والفساد الافريقي , رغم انهما يشتركان في سمة النهب واللصوصية وعمليات التحايل والابتزاز, دون سند قانوني اوشرعية قانونية ومخالف للاعراف والقيم . فالفساد الاول والذي يعرف بالفساد الاسيوي , يتميز بان الاموال المنهوبة والمسروقة , يجري استخدامها او اعادت استثمار داخل البلاد ولو قسم منها عل الاقل , وتكون على شكل اقامة مشاريع البناء والعمران او مشاريع استثمارية بانشاء شركات اومشاريع تجارية وانشطة اقتصادية متنوعة ,تتم الاستفادة منها داخل البلاد , رغم انها جاءت بشكل غيرقانوني , لكنها تسهم بقسط متوضع في نهوض وتنمية البلاد ,من خلال توفير فرص العمل , وزيادة في الانشطة الحياة المختلفة , اي ان هذا النوع من الفساد يستخدم ولو جزء منه لصالح العام .. اما الفساد الافريقي فيتميز بالوحشية والهمجية بالانقضاض الشرس على خيرات الدولة المالية , من خلال عمليات النهب والسرقة , وتهريبها الى خارج البلاد , واصحاب هذا النوع من الفساد يتسمون بالسرعة والنشاط الواسع في استنزاف خيرات المالية بالقصوى المتسارعة في اكتناز الاموال , وهم يدركون بان البلاد غير مستقرة , وعرضة للتقلبات والمفاجئات بتغيير الصراع السياسي بالانقلابات العسكرية او باستفحال الحروب الداخلية اوالحروب الاهلية من اجل السلطة والنفوذ . , لذا فامام اية هزة سياسية او تغيير سياسي . يكونوا على اهبة الاستعداد للهروب ومغادرة البلاد وهم كلهم ثقة بمستقبلهم الزاهر , وهذا النوع من الفساد الهمجي , لايسلم من شهوتهم المالية حتى حليب الاطفال والمواد الغذائية , التي قدمت كمساعدات مجانية من الهيئات الدولية او من المنظمات الانسانية والخيرية لمساعدة في تخفيف الجوع والفقر والموت في الشوارع , فقد يتم بالاستحوذ عليها وتباع في الاسواق العامة , لزيادة تضخم ارصدتهم المالية في خارج البلاد . . والفساد العراقي ينتمي الى هذا النوع الوحشي واللانساني من هذاالفساد , فنلاحظ حيتان الفساد , التي اختلست وسرقت ونهبت عشرات المليارات الدولارات , بالسحت الحرام , يتم تحويلها الى خارج البلاد بكل الطرق الشيطانية , مستغلين مواقعهم ومناصبهم في هرم مؤسسات الدولة , التي فتحت الابواب على مصراعيها لاشباع شهوتهم التي ليس لها حدود . فقد تتحول هذه الاموال المسروقة والتي هربت الى خارج البلاد , تتحول الى مشاريع اقتصادية وعمرانية واشاء شركات بمختلف نشاطات المختلفة , او شراء الاسهم لبعض الشركات المعروفة, وكذلك شراء الشقق والفلل واليخوت , في البلدان العربية والاوربية والامريكية , دون ان يتركوا لو فتتات من الاموال المسروقة , واستثمارها داخل الوطن , قد يدركون بان تحدث تقلبات سياسية ,ليس في صالحهم , او قد يستيقظ الشعب من سباته اومن مورفين الطائفية , وينكشف زيفهم ودجلهم ودموع التماسيح التي يذرفونها كل يوم على طوائفهم المنكوبة بهم . . ان الاوضاع الماساوية ستزيد حدتها وبشاعتها , إلا اذا مزق الشعب ثوب الطائفية , وادرك بنضجه ووعيه السياسي , بحيث يستطيع ان يمييز ويفرق بين الصالح والطالح , وبين الغث والسمين من الاطراف السياسية
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat